الثلاثاء، 5 يونيو 2012

أزمات غير مفتعلة!

بقلم كمال عامر ■ الحوار الدائر حول نقص بعض المنتجات البترولية يدور حول مؤامرة وخطط تجويع الشعب المصري.. والفلول.. ورئيس الوزراء ووزير البترول.. حكايات منقوصة ومفبركة ومع الأسف، كل شخص ينظر لتلك المشكلة من واقع أزمته الشخصية أو السياسية!
القضية بوضوح تام محصورة فى عدم توافر أموال سائلة لشراء البنزين أو السولار والمازوت.. ووزارة البترول وبعد الثورة يحاول م. عبد الله غراب التعامل بوضوح وشفافية تصل لدرجة القسوة مع العوامل التى تحيط بقطاعه.. الرجل طلب من الوزارات التى مدانة لقطاعه برد الأموال مثل الكهرباء وشركات قطاع الأعمال ليتسنى له سداد ما عليه وشراء ما هو مطلوب. لكن لا أحد يستجيب والوزير عبد الله غراب شخص مسئول ومؤدب ومحترم لذا التزم الصمت.
مفضلًا أن يتحمل وحده وقطاعه أسباب الأزمة.. الحكومة ليس لديها أموال لتخصيصها لشراء البنزين أو المازوت.
والكهرباء لا ترحم ولا تدفع.. الحكومات العربية لم تعد تثق فى كلمة الشرف التى كانت متداولة قبل الثورة بل تشترط تسديد ثمن الشحنات مقدمًا!
والبنوك المصرية بعد تصريح د. كمال الجنزورى بمديونية البترول بـ60 مليار جنيه لبنوك تشترط ضمان المالية لقروض هيئة البترول.. برغم وصول مديونية قطاع البترول لدى هيئات ووزارات الدولة إلى 137 مليار جنيه على الكهرباء ووزارة المالية وشركات قطاع الأعمال.
إذًا أزمة البنزين أو السولار وغيره ليست مسئولية قطاع هو أفضل القطاعات بالدولة وهو البترول وعلى نواب البرلمان عدم المتاجرة بالأزمة وتوجيه الاتهامات إلى وزارة البترول أو الهيئة العامة للبترول أو حتى النظام السابق أو الفلول.. عليهم البحث فى توفير فلوس.. كاش.
■ انقطعت الكهرباء عن منطقة روكسى وتصادف وجودى فى أسانسير العمارة والذى يشبه تابوت الأموات بس على الواقف، لا ضوء ولا هواء.. دقائق وكأننى داخل القبر.. ونجح إسماعيل حارس العقار فى فتح باب الأسانسير حيث كان الله بجانبى أن تصادف التعطيل أمام فتحة الدور بفارق عشرين سنتيمتر.. انقطاع التيار الكهربائى أكثر من خمس مرات فى اليوم وفين.. فى منطقة روكسى مأساة.. طيب الأماكن الأخرى فى العشوائيات وغيرها ماذا يحدث فيها..!
انقطاع التيار يرجع إلى خلل فى المحطات.. ومع الأسف تصريحات المسئولين بوزارة الكهرباء كتبريرات كاذبة وغير حقيقية بالمرة.. قلنا اعتماد محطات الكهرباء على 90٪ من وقودها على الغاز كارثة وتهديدًا للأمن القومى حيث إن هذا معناه لو أن أى عطب أو خلل فى عمليات تدفق الغاز من الحقول حتى محطة التغذية ثم محطة الكهرباء يعنى قطع الكهرباء لمدة أيام أو شهور حتى الإصلاح.. طيب ماذا يحدث لو أن الأعطال جاءت فى منطقة الآبار؟!
■ جريمة سوف ندفع ثمنها جميعًا ما يدور فى قطاع الكهرباء.. نقص الغاز أو السولار ليست مشاكل المحطات.
لكن على وزير الكهرباء أن يكشف لنا - للاطمئنان - على المعدات بالمحطات هل هى تتوافق مع التكنولوجيات الجديدة أم لا.؟ وأن يتم تكليف وزارة الكهرباء بشراء احتياجاتها من الوقود من السوق المصرية أو العالمية مباشرة. لأننى على يقين بأنها وزارة تحاول تحميل كل مشاكلها مع الآخرين!
■ كان الله فى عون وزير البترول م. عبد الله غراب وكل قيادات القطاع من رؤساء شركات والهيئة العامة للبترول.. إنهم يعملون تحت ضغط لا مثيل له. حيث انهم مطالبون بتوفير 100 مليار جنيه سنويًا من خزينة قطاع البترول للدعم. بجانب الأجور والرواتب ومطالبون أيضًا بتحمل جميع السخافات الإعلامية والسياسية.
شركات وقيادات البترول يجيدون العمل والإنتاج وأيضًا الصمت.. لم يكن أى منهم ناجح فى صناعة أزمة.. إنهم يدفعون ثمنًا دائمًا لأخطاء غيرهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا