بقلم كمال عامر
■ اختيار مجموعة شبابية
لاحتلال المناصب القيادية دعوة ليست بجديدة بل أذكر أن الرئيس السابق حسنى
مبارك ومنذ خمسة عشر عامًا كان قد طلب من كل وزير تعيين اثنين من الشباب فى
منصب نواب الوزير أولاً تزداد خبرتهم العملية تمهيدًا لأن يفسح المجال
أمامهم لمنصب الوزير بمرور الأيام النتيجة لم تكن مبشرة لأن الوزراء عادة
رفضوا اقتراب أى من الوكيلين والناس.
التجربة أسفرت عن خلخلة القاعدة بعض الشيء منذ أن تولى الوزارة أشخاص مثل محمود محيى الدين وزير الاستثمار الأسبق.
■ بعدالثورة ولأن الشباب هم
وقودها والعنصر الأهم حيث لعبوا الدور الرئيسى وراء انتصاراتها لذا كان من
المهم أن يتم الدفع بعدد منهم إلى المقدمة سياسيا أو رياضيا أو اقتصاديا..
لكن الملاحظ أن القليل منهم فقط بالفعل حصل على فرصة ولكن الأعظم منهم تم
تهميشه وأصبح الشباب زبونًا دائمًا للمياديين دون غيرها.
مع الأسف بعض الشباب رفع شعار
استبعاد الكبار تماما عن طريق العزل بقانون يتم تمهيد الطريق أمامهم وهو
أمر أرى أنه الأكثر ضرراً للشباب قبل غيره.. استبعاد الكبار من أمام الشباب
معناه الإيمان بنظرة الحصول على أى شيء دون مجهود وهى نظرية ندفع ثمنا لها
جميعًا.. الأولاد بالبيوت عندما نقوم بالاستجابة لكل طلباتهم هناك من يقول
إن هذا خطأ حيث يشعر الابن هنا بأن كل ما يحصل عليه فى هذه الحالة يحدث
دون أى عناء! وبالتالى قد يفقده بسهولة.
إذا نحن أمام قضية يجب حسمها..
الحصول على المناصب لو جاءت سهلة فهى أيضا مرشحة بأن يفقدها بسهولة أكبر
أى أن عملية إلحاق الشباب بالعملية السياسية أو غيرها وتولى المناصب
بمفصلات الدولة ترجع إلى الشباب أنفسهم وليس القيادات أو أصحاب الخبرة.
■ على شباب مصر أن يؤهل نفسه
يدرس ويتعلم ويختلط وينزل لسوق العمل عليه أن يحصل على حقوقه بذراعه وليس
بقرار أو استبعاد أو عزل أرجو ألا يكون إلحاق الشباب بالمراكز القيادية
شعارا دون مضمون كما كان.
على شباب مصر ألا يتوقع معركة
سهلة مع أصحاب المناصب من الكبار وسوف يظل الأمر محصورا فى شعارات وتبادل
اتهامات.. الكبار لن يتركوا مناصبهم بسهولة وسوف يتهمون الشباب كما يحدث
بأنهم يسعون للحصول عليها عالجاهز أى دون عناء أو جهد مبذول.
الأهم أن الشباب مازال مستمرًا
فى نظريته القديمة والتى كانت وراء حرمانهم من حتى مجرد الاقتراب من
المناصب الرفيعة بل العداء التقليدى مع أصحاب الخبرة متمسكين بشعارات حول
ضرورة الإفساح بالعزل للكبار هم لا يؤمنون بالدخول فى منافسة وأيضا بالطرق
السهلة أيضًا.
■ شباب مصر هم أفضل من فيها لكن هم الأكثر ظلمًا، الاتهامات تطاردهم ما بين عدم تحمل المسئولية والسطحية وعدم التعمق فى الأشياء.
ويبرز دور خالد عبدالعزيز رئيس
القومى للشباب فى عملية صقل المهارات وأيضًا عملية تفجير طاقة الإبداع لدى
الشباب وهو أمر مهم وخطير وصعب لكن عبدالعزيز يعشق التحدى وبرغم الظروف
المعاكسة التى تواجه قطاعه إلا أنه سينتصر كعادته لأنه شخص لا يعترف
بالمستحيل.. شباب مصر فى حاجة إلى المساعدة ليحصلوا على حقهم فى الإدارة
والمناصب وصناعة مستقبل بلدهم وقبل أن يتحقق ذلك يجب التأهيل سواء بالدراسة
أو الخبرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا