السبت، 30 يونيو 2012

المقالات الشباب فى ميدان التحرير

بقلم كمال عامر
■ فى ميدان التحرير فى الثانية عشرة ظهرًا أمس.. على مدخل الميدان ناحية قصر العينى شاهدت خناقة بين سائق تاكسى ومجموعة تشرف على غلق الميدان ومنع السيارات من دخوله، سائق التاكسى وهو رجل بسيط صرخ «لازم أمر مهما كان الثمن.. حرام عليكم أنا عاوز اشتغل»!
 
 
تدخل صاحب سيارة ملاكي: أنا ورشتى فى معروف.. ليه ألف على الكورنيش.. ميدان التحرير أسهل والطرق الأخرى مكدسة.
 
 
صاحب التاكسى قال أيضًا: أنا هدخل التحرير بالسيارة ومهما كان الثمن.. أنا عاوز اشتغل.. مرسى بقى رئيس خلاص الموضوع انتهي.
 
 
وجدت نفسى داخل كردون الخناقة.. زعيم المجموعة وهو شاب ملتحٍ لهجته تدل على أنه من محافظة الشرقية أو دمياط.. قلت له: افتح الطريق أمام السيارات.. شارع قصر العينى اتخنق والناس «طهقانة».. قال لى أنا عبد المأمور.. فيه قائد. فقدت أعصابي.. قلت له: هو فين حضرة القائد؟! قال داخل الميدان تحمست للطلب العادل لسائق التاكسى الشجاع وقمت بسحب الحاجز الحديدى من أمام السيارات.. الغريب أن سائق التاكسى رفض نصيحة منى باستخدام طريق بديل لدرجة أننى قلت له خوفًا عليه «أبو راسك» كان رده «أنا مش هتنازل عن توصيل الزبون لمكانه عن طريق ميدان التحرير.. ده حقي.. أنا خدمت فى القوات المسلحة و«بطفح الدم» علشان اشتغل وسط ظروف صعبة.. مفيش حد يزايد على.
 
 
أمام هذا الإصرار.. وجدت نفسى أساعد فى رفع الحاجز الحديدى من أمام سيارة التاكسى وقد وجدت السيارات الملاكى وغيرها تخترق شوارع الميدان وراء سائق التاكسي..
 
درس تعلمته من سائق بسيط عندما رضخ المعارضين لسير السيارات داخل الميدان وأجبرهم باحترام على تننفيذ طلبه.. وجدت نفسى أشير إلى قائد كل سيارة يمر عبر ميدان التحرير وكأننى انتصرت فى الحرب.
 
أنا شخصيًا أسجل كل احترامى وتقديرى لسائق التاكسى البسيط الذى أجبر مجموعة وقف الحال وتعطيل دولاب العمل وتصدير المشاكل للناس بخلق المزيد منها على الرضوخ لطلبه بفتح الطريق أمام سيارته السمراء المتواضعة.
 
 
■ فى ميدان التحرير مجموعات محترمة تتظاهر خارج محاوره المرورية.. وداخل خيام بجوار سور الجامعة الأمريكية أو داخل الحدائق الموجودة.. ومجموعة تسعى للقمة العيش.. ومجموعة من العاملين وأفندية وفنانين.
 
 
لكن وسط هذه الضوضاء.. المواطن تعود على هذا المشهد المؤلم وهو مشهد تعطيل مصالح الناس..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا