بقلم كمال عامر
بعيداً عن القاهرة وضجيج السياسيين والقذائف الموجهة من أنصار مرسى ضد شفيق أو من رجال الأخير ضد الإخوان.. بعيداً عن مظاهرات التعطيل وحرق المقر الانتخاب وتمزيق اللافتات.. زرت توشكى بجنوب الصعيد.. حرارة مرتفعة.. لكن لم تقلل من أمل وطموح العاملين فى هذا المشروع.. ضمن زمام شركة جنوب الوادى للتنمية وهى الشركة الحكومية الوحيدة العاملة.. حركة العمل والزراعة تجرى طبقاً للإمكانيات المتوافرة.
مشروع توشكى تعرض لظلم من السياسيين وأيضاً بهوات «التكييف» من نوعية الخبراء والذين حكموا المشروع من القاهرة وليس بعد رؤية للواقع.
فى توشكى قصص عمل وأمل وألم ولكن برغم ذلك تختفى الشكوي.. برغم حرارة الجو إلا أن النجاح وتحويل لون الأرض إلى الأخضر، أشياء رغم بساطتها إلا أنها كافية لبث الطمأنينة لدى العاملين فى أرض شركة حكومية اسمها جنوب الوادى للتنمية.
< نجاح الزراعة فى زمام أرض الشركة كان وراء جذب المستثمرين عرباً ومصريين لاستئجار الأرض للزراعة لصالح السوق المصرية أو التصدير ولأن المستثمر لا يقدم نفسه إلا بعد ضمان مقومات النجاح وهذا يؤكد نجاح الزراعة فى تلك الأرض.
توشكى مشروع واعد ويحتاج لإرادة لم تكن متوافرة.. بل أزعم أن الخلافات السياسية كانت وراء تعطيل المشروع.
ولا داعى لكشف أسماء المعطلين من وزراء سابقين.. لقد أنفقت الحكومة على المشروع أكثر من 8 مليارات جنيه وهو رقم متواضع جداً إذا ما تم قراءة المصاريف طبقاً للأسعار الحالية لكن المشروع الآن لكى تكتمل حلقاته يحتاج إلى إرادة حقيقية وليست إعلامية.. نجاح الشركة الحكومية الوحيدة فى الزراعة والتأجير والتصدير وتربية الثروة الحيوانية مؤشر على ضرورة العمل بإخلاص لكى تكتمل حلقات المشروع.. أقصد تحديداً تعاوناً بين الوزارات لتأسيس بنية لمدارس وقسم شرطة وغيرها من مظاهر الإعاشة لتكتمل عناصر الجذب.
شركة جنوب الوادى نجحت فى وضع الأساس بعد أن أقامت مبانى ومركزاً للشباب ونادياً رياضياً ووحدة صحية ومخبزاً وغيرها.. لكنها فى إطار العاملين وضيوفهم ومسئولية إقامة محافظة جديدة فى توشكى مسئولية وزارات وليست شركات.
توشكى فى حاجة لرتوش لتكتمل اللوحة الوطنية الخالدة وهى ضرورية لتقوم بتسويتها تسويقاً صحيحاً نافعاً الأمر هنا على مائدة الحوار بين وزارات الرى والزراعة والداخلية والتنمية المحلية وهى تحتاج لتشريعات وقوانين وتسهيلات وأيضاً خططاً وطنية طويلة الأمد.
أنا شخصياً لم ألحظ ولم أهتم بحرارة الشمس أو العرق الذى غطى وجوهنا.. لأن نظرة إلى اللون الأخضر وهو يغطى مساحات الأرض فى توشكى كافِ لتكملة الزيارة.. أكرر توشكى فى حاجة لأى مستثمر عربى علينا أن نمنحهم حزمة حوافز وجذب وتسهيلات وإلا لن يذهب أحد منهم إلى هناك خاصة للاستصلاح وهو أمر مكلف جداً.. نجاح جنوب الوادى للتنمية الزراعية وكما قال لى م. سعودى عليوة رئيس مجلس الإدارة يراه فى عدد من العوامل أهمها انتصار العامل المصرى على الظروف.. الإيمان بقضية أن أرض مصر أولى بالزراعة وأن الحكومة المصرية يمكنها عن طريق شركاتها أن تنجح أيضاً.. فالنجاح ليس مقصوراً على القطاع الخاص.
توشكى تحتاج لإلهام من وفود ثورة 25 يناير.
> على المهندس خالد عبدالعزيز رئيس القومى للشباب أن يوافق على الطلب بإشهار مركز شباب توشكى على أرض مساحتها عشرة فدادين خصصتها شركة جنوب الوادى للتنمية وأقامت حولها سوراً بتكلفة 3 ملايين جنيه وأضم صوتى لصوت م.سعودى عليوة بأن إقامة مركز شباب بجوار النادى الموجود أمر ضمن أجندة جذب الشباب إلى توشكي.
اتمنى متابعة الجميع للمدونة وتلاقى استفسارتكم وتعليقاتكم
ردحذف