بقلم كمال عامر
■ من غير المعقول أن نهاجم القضاء عندما لا يأخذ بوجه نظرنا.. ثم نهتف يحيا العدل لو أخذ بها.
هناك طرفان فى أى قضية. أحدهما يحصل على البراءة والآخر إدانة.
الأول يهتف هو وأسرته وأنصاره يحيا العدل.. وتقوم أسرته بتوزيع «الشربات» والمشروبات وإقامة الاحتفال.. بينما الثانى يثور ويغضب ويتوقف درجة الغضب عنده على ما يملكه من أدوات.
فى قضية الرئيس السابق مبارك وعلاء وجمال والعادلي.. قضية بدون شك سياسية.
يمتد أثرها إلى خارج حدود مصر.
قضية إعلامية وهى القضية رقم واحد بالروول.. القاضى قال كلمته فيها.. وانقسم الناس حول الحكم.. وثار عدد من أعضاء مجلس الشعب.. وثار عدد من الثوار وانتشر الغضب بين الأحزاب هى أمور عادية.. لأن كل فصيل سياسى نظر للقضية من منظوره الشخصي. هناك من يعتقد بأن الحكم له معنى واضح بأن مبارك لم يكن بالصورة القاتمة التى يتم تسويقها فى التحرير وغيره من الميادين أو وسائل الإعلام.. فالرجل لم يأمر بقتل الثوار ولا بإطلاق النار على الشهداء.. وفصيل آخر يعتقد بأن هذا معناه بوضوح أن الشعارات المرفوعة الآن لا تغير من الواقع قبل الثورة وأن هناك مزايدات حزبية من أجل تبرير العناوين!!
ثمة أمرًا يفسر حالة الغضب من جانب الغاضبين تجاه الحكم على الرئيس السابق ونجليه ووزير داخليته العادلي.
فالمنطق يقول إن تغليظ العقوبة كان يجب أن يحدث.. لأن هذا معناه اتساق مع الحالة التى تواجه مصر وهى حالة الفوران هذا هو منطقهم!!
■ القاضى كان شجاعًا عندما استشهد بكبار الشهود فى القضية وهم المشير طنطاوى وعمر سليمان والعيسوى ووجدى وقد أنكر هؤلاء أن تكون هناك قرارات باستخدام الرصاص ضد المتظاهرين.
وأن الأدلة الموجودة لديه تبرئ المتهمين وأنا هنا لا أناقش مبررات الحكم، البعض من الغاضبين يرى أن هناك طرقًا للقصاص بالخروج على القانون وهناك من أقام مزادًا بين المصريين للحصول على القصاص باليد هو أمر قد يصل بمصر إلى صورة العراق أو لبنان فى وقت الحرب الأهلية وهى دول دفعت ثمنًا باهظًا ومازالت لأن بارونات السياسة والحرب دافعوا عن مصالحهم وأطماعهم مستخدمين البسطاء من العراقيين واللبنانيين كوقود للنار التى استمرت سنوات مات فيها الملايين من الناس!!
مصر لن تتحمل دفع ضريبة مثل العراق وإعدام صدام حسين ونجليه لم ينه القضية. ولم يتح الاستقرار للعراق.. بل مازال هذا البلد يدفع ثمنًا باهظًا نتيجة سياسة الانتقام التى يمارسها الانتهازيون الجدد بالعراق..
إعدام الرئيس السابق مبارك ونجليه علاء وجمال لن يكون الحل فى الدفع بمصر إلى أى مساحة للأمام. بل أزعم أن بناء مؤسسات قوية للدولة هو الضمانة الوحيدة لمصر.
فالانتقام لا يصنع مجدًا. بل يخلق حالة من الراحة قصيرة للمنتقمين.. الانتقام لا يفيد إلا من فى قلبه مرض ودعوتى اللهم طهر قلوبنا من أمراض الانتقام واحم مصر وأهلها من المنتقمين والمبتزين.
العراق فيها أكبر حالة فساد وسرقة لموارده ومازالت الخلافات الشخصية تقتل مستقبله وتهدد أهله.. مصر دولة مختلفة يجب أن تختفى الأطماع الشخصية للسياسيين أو الانتهازيين الجدد من أجل المصلحة العامة وإلا سوف تتحول لعراق أو لبنان آخر وهو أمر مرفوض..
لن يقتل من المصريين الملايين بيد مصريين آخرين لن يوافق أى مصرى على بدء الحرب الأهلية.. مصر بلد متحضر. مؤسساته قوية.. شعبه لديه القدرة على فرز المواقف وتعرية الأشخاص!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا