الثلاثاء، 5 يونيو 2012

الحكم.. واللاعب الغشاش

بقلم كمال عامر

▪ شكل طوابير المصريين أمام لجان انتخاب رئيس الجمهورية أمر يشكل فى الوجدان مشهداً لا يمكن أن ننساه.. سنظل نتناقله والأولاد ثم الأحفاد.
 
▪ بعض المؤيدين لمرشح احتلوا مقدمة الطوابير.. تصوروا أن يقضى المواطن أمام لجنته الانتخابية فى بعض المناطق ثلاث ساعات على الأقل.. أنهم يدفعون الناس المختلفين معهم إلى اليأس والعودة بدون انتخاب وهى خطة معروفة!
 
 ▪ أحترم كل المرشحين للرئاسة لكن لا أحترم ولا أقدر أنصار البعض منهم فى هجومه غير المبرر على منافس! بالمناسبة كل خطط الاغتيال المعنوى للمرشحين قديمة ومعروفة!
 
 
▪ داعية يتقدم الصفوف مع أحد المرشحين للرئاسة عندما تدقق فى كلامه وملامحه وملابسه والخاتم إياه بالتأكيد أنت أمام بهلوان يبكى عند اللزوم.. برغم أن دموعه لا تطاوعه فى مشهد تمثيلى ناقص، ربنا يرحمنا من الذين يسيئون للإسلام.
 
▪ أخيراً الأصوات الشجاعة بدأت تظهر بشأن تبرير نقص المواد البترولية.. إنها أزمة تدبير موارد.. يعنى مفيش فلوس.. الكهرباء تحصل على المواد البترولية من البترول ولا تسدد الثمن، والبترول فى ظل الظروف الاستثنائية التى نعيشها لا تملك أموالاً كافية لتسديد ثمن الشحنات والمالية تشحت! والحكاية يمكن حلها «توفير الأموال»!
 
الغريب أن عدداً من المسئولين حاولوا إلصاق التهمة بالبلطجية والحزب الوطن وغيرها.. اكتشفنا أن لا بحيرات بنزين ولا خزانات سولار فى الصحراء.. إن من يحاول اللعب بعقول الناس مجرم.
 
▪ هل الإسلام لا يحترم الديمقراطية أو مبدأ الشوري؟ هل الإسلام ضد الرأى والرأى الآخر؟ هل الديكتاتورية من الإسلام؟ والتكويش أيضا؟ هل الزوجات والبنات المحجبات وهن أفراد أسرتى وغيرى خارجات عن الإسلام لأنهن لم يمنحن أصواتهن لمرشح الإخوان المسلمين؟ ما هى حكايات الفتوى الملاكى الإسلامية مثل العقاب لمن لم ينتخب مرشحاً لا يرفع شعارات إسلامية.. هل هذا معقول في المجتمع المصري.. قد تنفع تلك الفتاوى بين طالبان بأفغانستان أو فى منطقة القبائل الباكستانية.. لكن فى مصر من غير المتصور أن يكون بيننا من يتعامل بمثل هذا المنطق.
 
▪ أيا كان اسم الفائز بثقة الشعب فى انتخابات الرئاسة.. علينا جميعا أن نحترم القرار الشعبي.. مصر ليست ميدان التحرير ولا مجموعة تحاصر البرلمان ولا قطاع الطرق.. مصر أكبر من تلك الفئة التى تسيطر عليها بالطبع مجموعة انتهازية.
 
▪ تعالوا نعلم أولادنا يعنى إيه ديمقراطية.. ويعنى إيه احترام الرأى والرأى الآخر.. يعنى إيه وطن للجميع ووحدة وطنية وإخاء ومحبة ويعنى إيه إسلام.. أما ما يحدث الآن هو سيؤدى بالطبع لخلق جيل متطرف وهو لا يمكن السماح به.
 
▪ سلوك بعض الشرائح السياسية سيؤدى إلى «لبننة» مصر.. أى تكرار السيناريو اللبنانى هنا وهى كارثة بكل المقاييس ودليلى كمية الأسلحة التى يتم ضبطها بين الحين والآخر وأنواعها ولو حدث ذلك لن ينجو أحد.. إلا بارونات الحرب والحرق والقتل! مصر دولة استقرارها وحمايتها أمر مقدس وإذا كان الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم اكرموها وأهلها فإن هذه رسالة تعنى ما هو مطلوب من كل منا..
 
 اللهم احم «بلدي».. وأهلى من الأصدقاء والأعداء.
 
▪ من الروح الرياضية أن تقول مبروك للفائز.. وهارد لك للمهزوم.. ولكن أن يرفع أنصار المهزوم لافتات قبل بدء المباراة بأن مرشحهم لو فاز تبقى اللعبة ديمقراطية.. ولو فاز غير فالمباراة مزورة.. أى منطق هذا؟ ثم لماذا هذا الاستقرار.. العملية ليست استعراض قوة.. بقدر أنها تسبب احتقاناً بدون لزوم.. الانتخابات زى ماتش الكورة.. الشعب صفر والجماهير تتابع والمهزوز هو من يحاول التلاحم والتمثيل أمام الحكم فى منطقة الجزاء.. الجمهور عنده وعى ليحكم على أن اللاعب غشاش.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا