بقلم كمال عامر
مشروع منح مساحات زراعية لشباب الخريجين مشروع مهم ونافع.. لكن هناك أضرارًا لحقت بالمشروع، وإخفاقًا واضحًا جدًا يكاد يهزم الفكرة النبيلة للمشروع! وأعتقد ما دفعني للكتابة دعوة من البعض للحكومة لمنح شباب الخريجين أرضا في توشكي، وهو أمر بالغ الخطورة لو تم تنفيذه دون دراسة شاملة.
• قبل أن تمنحوهم الأرض هناك يجب أن نوفر لهم مركزًا للشرطة لحماية الأرض ومستلزمات الإنتاج وحماية شباب الخريجين أنفسهم.. يجب أن تذهب وزارات الصحة والتعليم والصناعة والتجارة إلي هناك لتقيم مراكز خاصة بها.. شباب الخريجين في أي مشروع جديد هم في حاجة إلي مستشفي، ومدرسة ومخبز للخبز ومقهي ومحل بقالة ومركز لشراء تسويق المنتجات الزراعية.. أيضًا في حاجة لوسيلة نقل من توشكي مثلاً إلي أبوسمبل وهي أمور أعتقد عدم وجودها كان وراء هجرة الأرض وتأجيرها أو بيعها.
• قبل أن نطلق الشعارات الرنانة بشأن أرض توشكي يجب زيارة الموقع لرصد الأموال المطلوبة لاستصلاح الأراضي حتي نصل إلي الحرية الزراعية.. لأن الزراعة هناك مكلفة.. ولو نجحت في الزراعة يجب توفير وسائل نقل لتصريف المحاصيل وإلا كما يحدث الآن هناك مشاكل في عملية تسويق معظم المنتجات مثل الطماطم والخضار.
• مشروعات شباب الخريجين أو القري التي من المفترض أن يبنوها تعرضت لظلم شديد، اتهموها بأنها فاشلة، وأن الخريجين باعوا الأرض وتربحوا منها ومع الأسف الحكومة هي المسئولة لأنها لم تفكر في موضوع توطين الخريجين بالقري الجديدة كما هو الهدف من المشروع، لقد منحتهم الأرض فقط وضعت لهم ألف مشكلة لدرجة أن بعض الأراضي تعاني من نقص المياه.
• تعالوا نصحح الأوضاع.. قبل الإعلان عن قري جديدة للخريجين يجب أن ندرس الوضع من كل الجوانب أقصد هنا تدخل الوزارات الأخري لتوفير أوجه الحياة في تلك القري وإلا سوف نصنع قري لشباب الخريجين علي الورق.. وسوف يكررون التجربة ببيع الأرض والعودة إلي مقاهي القاهرة والمحافظات.
• تعالوا نفكر صح والظروف مهيأة ومواتية لأن نبدأ من جديد.
• قبل أن نعلن عن بدء إنشاء تجمعات عمرانية جديدة يجب توفير مقومات الحياة.. ولكن ما يحدث الآن هو أن الحكومة تساعد في هذا المشهد المؤلم لأنها حصرت عملها في مجال منح الأراضي وهو أمر غير فعال.
في توشكي لو أن هناك رغبة في منح جزء من الأراضي لشباب الخريجين يجب أن تكون مساحة القطعة لا تقل عن 10 أفدنة وأن تكون مستصلحة تمامًا مع توفير الاحتياجات الحياتية التي سبق أن ذكرتها، غير ذلك الأمر معقد ولن يصل مداه خارج عناوين في الصحف مثيرة للضحك علي الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا