كتب كمال عامر
كان الله في عون أي وزير بالحكومة الحالية.. إنه يعيش أسوأ أيام حياته.. ما بين فرحته بالمنصب وأسرته وأولاده والاصدقاء وبين الظروف المحيطة بالمنصب وهي ظروف صعبة بل أراها مؤلمة. كان الله في العون.. فالوزير الحالي مطلوب منه رضاء ميدان التحرير وأصحاب المطالب الفئوية.. والصحافة والإعلام كله وآخر القائمة ما يحدث من عوامل معاكسة للعمل والانتاج.
< الوزير الحالي مطلوب منه وعلي وجه السرعة رضاء العاملين في وزارته وهو علي يقين بأن حتي عملية الرضاء هذه اختلف معناها عما كان قبل 25 يناير الأمر الآن وصل لحالة الرشوة.. أي أن الترضية لم تعد حقوقا تعود لأصحابها.. بل الترضية تعني حصول المتظاهرين علي حقوق ليست لهم.
الوزير الحالي آخر حاجة يفكر فيها هو أن يعمل لصالح وزارته وبلده.. لأن هناك أولويات وخنجر الشارع المغروس في ظهر الوزير له الأولوية.
< حالة الفوضي التي تحدث في بعض الوزارات أو المؤسسات الحكومية لها تأثير واضح علي المزاج العام للوزير.. والأهم أن استمرار الوزير في منصبه أصبح مرهونا بقدرته علي افساد الألغام المدفونة داخل نطاق وزارته وهي ألغام بعيدة كل البعد عن المهام الوطنية لتلك الوزارة.
< كان الله في عون أي وزير حالي.. لأنه مطالب ـ والآن ـ بأن يعيد عجلة الانتاج فوراً.. ولو كان هناك شركاء أجانب يعملون ضمن نطاق وزارته يجب أن يهدأ فوراً في عودتهم.. وهذا الأمر يحتاج إلي خطوات عملية من الصعب جداً تنفيذها الآن.
الوزير الحالي وافق علي الوزارة وهو لا يعلم كم يوما سيقضيها في وزارته.. وهو في حيرة وغير متوقع من سيقدم ضده بلاغات وفي ضوء تسريب محررات أمن الدولة أتوقع أن تنتشر مهنة الابتزاز.. وهي بالفعل سوف تشهد رواجا واضحا في ظل الرغبة بأن تكون تلك الأوراق سرية.
< أنا مشفق علي أي شخص يوافق علي المنصب الوزاري.. الوزارة لم تعد كما أعلمها وجاهة وسيارات مرسيدس وحولها سيارات حراسة وسارينة بوليس يقشعر لها الجسد.. الآن الوزير في الحكومة من السهل التظاهر ضده.. واتهامه بأي اتهام يخطر علي بالك.. دون أن يسمح له بالرد.. لم تعد هناك صحف قومية من الممكن أن تسانده أو تمنحه الدعم.. أو علي الاقل تشرح الحقائق بشأن أي اتهام ولو مشكوك.. لم تعد هناك قنوات تليفزيونية حكومية أو خاصة تسعي بشغف إلي افساح البرامج لسيادة الوزير ليقول ما يحلو له.. كل هذه القصة انتهت.. أصبحت الصحف الحكومية أكثر شراسة من الصحف الخاصة والحزبية في تناولها لأعمال ونمط تصرفات الوزراء.. بل في سبيلها لنفي عملية تجميل الوزراء عنها أصبحت أكثر تطرفا في تناولها لعمل الوزارة.
< كان الله في عون الوزير الحالي لأن لا أحد سوف يقف معه.. أنه عمل بذراعه.. مطلوب منه أن يدافع عن نفسه.. يضع علاقة مع الشارع.. وأن يكون علي علاقة طيبة مع الصحافة وآخر مقياس في عمله هو مدي نجاحه في نطاق عمله الحقيقي.
< اسأل: كيف يعمل وزير البترول الجديد م.عبدالله غراب وفي القطاع أكثر من مظاهرة.. وهي بالتأكيد لن تساعد الرجل في التفرغ التام لعمل وزارته التي تواجه بأكبر التحديات حيث عملها مرتبط بالشريك الأجنبي الذي يزعجه تماما عدم الاستقرار.
كيف يعمل وزير الداخلية الجديد لواء منصور العيسوي وسط حالة من انعدام الثقة بين بعض الناس ورجال الشرطة.. وهي ناتجة من سوء فهم.. وزير الداخلية مطالب بعمل مصالحة ولكن قبلها مطلوب أيضا أن تكون الخطوات والرغبة متبادلة وصافية.
بجد الأمر معقد.. والأيام تمر.. وبرغم كل ما يحدث إلا أنني بالفعل لدي يقين بأن مصر الغد أفضل ألف مرة من مصر أمس وما أحدثه الشباب في قاموس حياتنا يستحق التضحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا