السبت، 19 مارس 2011

تأخر زراعة سيناء!

بقلم كمال عامر
< أخشي علي «بلدي» و«أهلي» من انفلات الأسعار الغذائية.. وتدهور الأمن الغذائي. من هنا أتمني أن يكون علي رأس الأولويات في إعادة بناء مصر الجديدة عملية الزراعة وهي تعني علي الأقل طمأنة المصريين لحاضرهم وعدم الانزعاج من المستقبل.

< الدول التي تملك الغذاء هي الدولة القوية.. والتي تجد صعوبة في توفيره لشعبها هي الفقيرة خاصة إذا كانت تواجه صعوبات مالية ومصر علي رأس القائمة.

< طالبت بوزارة خاصة لاستصلاح الأراضي.. ووزارة أخري لمياه النيل.. الأولي معروف عملها والثانية عملها يبدأ من دول سقوط الأمطار لنهر النيل حتي بحيرة السد العالي.. علي أن تقوم وزارة الري الحالية بدورها المعتاد لأن الأزمة أو ملف المياه يجب أن يدار بشكل أفضل مما يحدث الآن.. خاصة أن «المياه» أصبحت تساوي «الحياة».

< الزراعة هي أخطر الملفات وأقصد بفتح الملف هنا ليس لمقاومة فساد أو النيل من أشخاص عن طريق بلاغات غابت عنها الحقائق بل أقصد لمعرفة لماذا خسرنا الزراعة وكيف أصبحنا نستورد معظم ما نأكله! والحل.

< في شمال سيناء يوجد نصف مليون فدان من أجود الأراضي الزراعية تم إنشاء سحارة لحمل مياه النيل إلي سيناء تحت قناة السويس لري تلك الأراضي ومنذ التسعينيات لم تكتف الدولة بهذا بل تم تنفيذ البنية القومية لترعة الشيخ جابر الصباح التي تبدأ من قناة السويس حتي بئر العبد.. وقد انتهت الدولة أيضا من عمل جميع فروع الترعة لحمل المياه إلي كامل زمام الأرض.. حتي الآن لم يتم زراعة الأرض.. وضاعت علي مصر 7 مليارات جنيه تحملتها الخزانة المصرية.

< عندما تسأل لماذا لم يتم زراعة تلك الأرض في سيناء حتي الآن تسمع إجابات منها: إسرائيل منزعجة.. ناس قالوا إن إسرائيل ترفض وجود قوة بشرية علي هامش العملية الزراعية، وإشاعة أخري قالت: اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تقف ضد تنفيذ هذا المشروع.

وأخطر التبريرات أن هناك من كان بالحكومة من وزراء وغيرهم يرفض أن تنجح مصر في توفير الطعام لشعبها ليظل الاستيراد مفتوحًا وبالتالي الربح المضمون لهم.

< هذه المساحة الموجودة في سيناء جاهزة للزراعة من موسم 1995/94 وحتي الآن لم تستغل برغم إهدار 7 مليارات جنيه كتجهيزات للزراعة بتلك المنطقة.

< زراعة سيناء هي حماية للأمن القومي المصري بكل صوره العسكري والاجتماعي وهو أمن غذائي مطلوب تحقيقه وحمايته.

< سعيد جدًا بأن هناك من يسعي لفتح ملف الزراعة في مصر.. وأتمني أن يكون هذا النداء من أجل الوقوف علي الأسباب التي أضاعت هيبتنا الزراعية وبالتالي فقداننا لأهم وأخطر عنصر حماية لحاضر ومستقبل وطننا.

< أتمني أن نستعين بالكبار في هذا المجال لسماع وجهة نظرهم في كيف يمكن إصلاح حال الزراعة..


وهؤلاء منهم عبدالوهاب سليم وم. علي ورور وأحمد عبداللطيف وم.سعودي عليوة وم. محمد الأمير وم. محمد نصار وم.الخضري وهم معروفون بالاسم في مجال الاستصلاح والزراعة.

لقد أفنوا عمرهم في الزراعة ويعلمون أسرارها والأهم أن مثل هذه الشخصيات لا تحمل ذرة «حقد» تجاه أي مسئول.. هي فقط مهتمة بمستقبل مصر الزراعي ولديها ما يضيف ويصب لصالح عودة الحياة الزراعية لأرضنا البُور.

< علي خبراء المياه والري والزراعة الآخرين ممن يملكون الخبرات في هذا الشأن تقديم ما لديهم من أفكار وخطط في هذا الشأن.. وعلي وزير الزراعة أن يدعو لمائدة مستديرة فورًا للاستماع للأزمة والحل.

< تعالوا نعيد الزراعة لمصر.. علي الأقل لنساهم في توفير الغذاء للجيل الحالي والقادم وهي مهمة لن تكون سهلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا