الاثنين، 28 مارس 2011

سرقة الإعلام المصري


بقلم كمال عامر
الحالة الثورية وصلت للإعلام المصري بكل أنواعه.. والمتابع للصحف وبرامج التوك شو علي الشاشات يرصد هذا السلوك بسهولة لم تعد هناك فروق في التحرير بين الصحف القومية أو الخاصة أو حزبية، المادة المكتوبة تكاد تكون واحدة.

> بعد أن قال الشعب كلمته في التعديلات الدستورية شعر بعض «المتحولين» والمستفيدين من الثورة بالانزعاج.. هم أرادوا من هذه الشريحة الإعلامية تسويق أفكارهم دون الوقوف أمامها حتي لو لمجرد النقاش.. الطابور الخامس الذي يحاول سرقة الثورة وأهدافها الجميلة من المثقفين وهم المتربحون من الثورة أيقنوا بأن خططهم لن تتم ومصالحهم الخاصة لن تصبح جاهزة إلا في غياب الإعلام خاصة تليفزيون مصر والصحف القومية تحديداً.

> في التليفزيون المصري الحكاية ليست فئة مظلومة.. ولا مذيع تم استبعاده أو ترقية ذهبت لغير مستحقيها هذا هو المشهد الظاهر في الداخل.. لكن خارج التليفزيون يقف كل من يسعي للحصول علي قطعة من التورتة لثورية ومن يحاول تسويق نفسه وأفكاره.. أنه صراع مصالح تأكد بعد إعلان نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية الأخيرة.

> المشهد الإعلامي الآن لم يحدث منذ خمسين عاما.. مساحة من الحرية غير مسبوقة.. حتي بالصحف القومية كل واحد بيكتب اللي هو عاوزه.. بل لا أبالغ إذ قلت إن النسبة الأكبر في النشر مرهونة في يد الذين قفزوا فوق الأحداث والمتحولون وغيرهم.. وفي تليفزيون مصر بكل قنواته تري ضيوفا من كل الأطياف السياسية.. لم تعد هناك قوائم سوداء بأسماء من يدخل التليفزيون ضيفا.. إذا الحرب لتخريب التليفزيون والصحافة القومية تجيء ليس من العاملين في تلك الجهات بل من خارجها ويضم شخصيات لها مصالح خاصة.
إنهم يسعون للسيطرة علي تلك المنابر الإعلامية وتحديدا التليفزيون والصحف القومية الأغلبية من الشعب المصري تملك قدراً من الوعي يتيح لها التفرقة بين حرامي الثورة والمدافع عنها لصالح الشعب والوطن.. الشعب المصري انحاز في عملية التعديلات الدستورية الأخيرة إلي مصلحته رافضا كل مبررات «لا» برغم أن المساحات الإعلامية في الفضائيات بما فيه تليفزيون مصر وكل الصحف بما فيها القومية كانت لا أعلي من «نعم».

> الذين يتباكون علي التليفزيون المصري ويدعون إلي عزل كل قياداته هم في حقيقة الأمر يعملون علي تخريب التليفزيون لأنهم لم يرصدوا التغيير المهني الذي بدأ وما يبث علي شاشته والفرصة المتاحة أمام كل الأطياف السياسية لكي تقول كلمتها دليل علي هذا التغيير.  > إنهم يسعون لتأميم الإعلام ليس لصالح مصر، بل لصالح مجموعة هي بعيدة كل البعد عن الثورة وروح الثورة المصرية النظيفة.. إنهم يرفضون تطبيق الديمقراطية وأصول الحرية في الإعلام الحكومي.

> تعالوا نحسبها بالبلدي..فيه كام مذيع أو مذيعة تم منعهم من الظهور علي شاشة تليفزيون مصر 100 أو 200.. طيب لو تم تغيير القيادات هل سيتم الدفع بهذه الأعداد أعتقد «لا» لأن هناك معايير مهنية في تلك القضية.. لقد تابعت سلوك المتباكين علي الإعلام المصري من خارجه.. معظمهم يجمعهم رغبة في الحصول علي مكاسب ذاتية دون أي رغبة في إصلاح عام مفيد. > في كل قطاع بالتليفزيون المصري حرب مشتعلة بين المذيعين والمذيعات والإداريين وأطقم العمل الأخري.. ما يحدث هو مشهد من سيناريو بعنوان «حرق الإعلام المصري».. إنهم يدفعون درجة الغضب بين العاملين بالتليفزيون لتصل بهم إلي حرق التليفزيون المصري.

وهو ما يطابق ما جري من حرائق وتدمير لرموز الدولة من أقسام شرطة ومحاكم وغيرها علي العاملين بالتليفزيون أن ينتبهوا للمخطط المرسوم ومن جانبهم يمكن حصر الاختلافات وايقاف الحرب الأهلية الدائرة داخل المبني لأن الاستمرار يعني نشوب الحريق.

> الخوف علي الثورة ليس من فلول الحزب الوطني أو النظام السابق أو جهاز أمن الدولة كما يحاول البعض الترويج أو جذب انظارنا إليه وتلك الجهات أري ما تقوم به لا يقارن بما تحيكه المجموعات المحسوبة علي الثورة.. أو المحرضين لتخريب الثورة وسرقة انجازاتها هم علي كل حال مجموعة «انتهازية» تحاول أن تقفز علي المشهد لتحقيق مصالح شخصية دون أدني اهتمام لا لمصر ولا لثورتها الناصعة البياض ولا للعاملين في التليفزيون والصحف القومية فهل يمكن أن ننتبه لافساد سيناريو حرق الإعلام المصري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا