بقلم كمال عامر
حالة من الانفلات تسود الشارع المصري.. البعض يطلق عليها ديمقراطية.. البعض الآخر يرجعها إلي تداعيات أو ملابسات أو مقدمة لأحداث متنوعة ومهمة مثل انتخابات الشوري والشعب ورئاسة الجمهورية. الأحزاب المصرية في موقف لا تحسد عليه، هي مطالبة أمام رجل الشارع ومشاهد التليفزيون وقارئ الصحف أن تثبت أن لها شرعية مستمدة من تواجد وتأثير بين الناس وأن لها مؤيدين.. وأعتقد أن هذا هو السبب وراء ما يحدث.. كل حزب سياسي معارض يحاول تقديم نفسه مستخدما ما لديه من سياسات وتأثير وبما يملكه من مقومات أو عوامل ضغط أو صحافة أو فضائيات.
إذن اللخبطة أو الشائعات الزائدة أو الموضوعات المزيفة هنا وهناك.. والضوضاء بالفضائيات أشياء أعتقد أنها مدبرة والبعض يتهم الحكومة بأن لها «يد» في هذا الهرج علي الأقل لتبعد العيون عنها بعض الوقت.. ولكن الملاحظ أن الحزب الوطني وحكومته انشغلوا بتحقيق خطة التزموا بها منذ سنوات وبرنامج تنموي وخطط توظيف مهما اختلفنا حولها أو رفعنا الشكوي بأنها لا تتلاءم مع طموحنا.. الحزب الوطني وحكومته انشغلا بالدفاع عن مصر خارجيا.. والمحافظة علي مكانتها وتميزها وسط جو عالمي مضطرب في نفس الوقت يواجهان مشاكل تاريخية مزمنة مثل البطالة.. النمو، الأجور، التأمين الصحي، المستشفيات السلع الغذائية، الأرض، الفلاح، مديونيات بنك التنمية الزراعي، الطرق، القطارات، المرور، رغيف العيش، حدود مصر وحمايتها، الري والسماد، صناعة الأسمدة، الكهرباء، الغاز، تعمير الصحراء، البناء، الأخلاق، الإعلام، والتعليم.
هذه أجندة حكومة الحزب الوطني وهي أجندة تضم كل أوجه الحياة تقريبًا في نفس الوقت الذي انشغلت الأحزاب الأخري بخطة قد لا تضم الاهتمام بقضية واحدة والأحزاب المصرية كانت من الذكاء بأن بحثت عن عدد أقل من القضايا ومن خلالها لا تلعب علي الشارع محدثة ضجيجًا وكأنها تقول من خلاله «أنا هنا».
الانفلات الموجود بالشارع المصري وإيحاء بعض الجهات بأن مصر تعيش حالة إضراب مستمر واضح جدًا أن هناك «يد» تلعب علي تلك المساحة، وتحاول من خلال هذه القضية الحصول علي خدمات حكومية سواء من الوزراء أو غيرهم وهو ما نطلق عليه ابتزازًا وهو هنا سياسي واقتصادي! تعالوا نستعرض ما يحدث في الشارع.. بعض الصحف حملت علي عاتقها المتابعة الدقيقة للإضرابات، وهي في معالجتها تلجأ للمبالغة الواضحة، وقد اكتشفت أن اقتراب نهاية أي إضراب أمر يصيب تلك الصحف بالقلق. الأمر الذي يدفعها لسكب بنزين في مكان آخر مصنع أو شركة بدعوة العاملين فيها بالدخول في اضراب.. بعض الأحزاب والصحف تخصصت في صناعة هذا النوع من التوتر. وهي عندما تتبني قضايا المضربين تهدف إلي استمرار اشعال نار الغضب بينهم ليس إلا. عدد من أحزاب المعارضة أو المعارضين في مصر الآن يلعبون بدرجة واضحة دورًا ما في اشعال فتيل الأزمات بدعوة العاملين بالمصانع والشركات للإضراب وتحدي النظام وايضا التخريب!! أنا شخصيا مع العمال والموظفين. لكن ضد المغالاة في الطلبات والمطالبة بالحصول علي الأرباح والمكافآت والعلاوات دون عمل أو أن يكون هناك انتاج أو ارباح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا