الجمعة، 7 مايو 2010

أخبار... مصر

كمال عامر

طبعًا العنوان مُحير. ومتشعب. ولكن ما أقصده من هذا العنوان موضوعين.. الأول: هو أن أخبار مصر الحدث الأهم علي أي شاشة تسعي للنجاح والانتشار وأن يعرفها المشاهد أو يتابعها.

والثاني: ماذا يحدث في أخبار مصر بتليفزيون مصر.. بعض الشاشات العربية تعتمد بالفعل علي أخبار مصر كوسيلة للحصول علي مساحة ومكانة لدي المشاهد. ما أقصده هنا تحديدًا ما حصل معي علي شاشة الجزيرة في برنامج «بروح رياضية» عندما وجدت أن القناة أو تحديدًا مُعد الحلقة ومقدمها الجزائري عبدالحفيظ دراجي كان وراء حضور ضيف جزائري، دوره تحديدًا هو «سب» مصر طوال الحلقة..

هجوم سخيف علي الشعب المصري والفنانين والصحفيين والحكومة والنظام. الحلقة انتهت بحصولي علي حق كل مصري من هذا الشخص الذي دفعت له الجزيرة لسب مصر فقط.. اندهشت لأن الضيف الجزائري بعيد كل البعد عن ثقافة الحلقة أو إيمانه علي الأقل بما يقوله أو يدعي الدعوة له.. فالرجل محترف أي تقوم قناة الجزيرة باستضافته في أكثر من برنامج، دوره تحديدًا هو تسخين الحلقة وأسهل الطرق هنا هو سب مصر، أحصيت عدد الحلقات التي ظهر الرجل فيها ضيفًا علي شاشة الجزيرة فوجدته زبونًا دائمًا علي الاتجاه المعاكس وغيره.

يحصل علي راتب مقابل سب مصر وشعبها.. أنا هنا لا أتدخل في كيفية أن تحقق قناة عربية أكبر قدر من المشاهدة. لكن مندهش لأننا - المصريين - كنا ومازلنا نهاجم تليفزيون مصر لأنه لم يحقق ما تحققه الجزيرة من شهرة، بالفعل هناك فروق، قناة الجزيرة تستمد شهرتها من مجموعة من الأشياء: أولاً حجم الانفاق الهائل علي البرامج الإخبارية. والبلايين من الدولارات لشراء الحقوق الرياضية وهي أمور عادية تصب في صالح الجزيرة. لكن شهرة الجزيرة أيضًا والجدل المثار حولها يرجع إلي تأجيرها لضيوف لا يلتزمون بأدب الحوار وهو ما أراه في برنامجي الاتجاه المعاكس وحلقة «بروح رياضية» التي كنت أحد ضيوفها.

تليفزيون مصر وأنس الفقي وزير الإعلام تحديدًا لا يملك المليارات لشراء الحقوق الرياضية. الرجل وفي سبيله للحصول علي كأس العالم (22 مباراة 2010) لجأ إلي كل الوسائل ليحصل علي المباريات بالتقسيط والسعر المهاود.. ولأن خزينة التليفزيون المصري. لا تملك مليارات الجزيرة، إذن لن تنافس الجزيرة أي شاشة أخري إلا من يمتلك أموالاً تتساوي مع ما لدي الأشقاء في الجزيرة.. ولكن ثمة اتجاهاً آخر لشهرة الجزيرة وهو تأجير أصوات للشتيمة وسب الأنظمة والشعوب. ومن الواضح أن هذا ممكن جدًا وسهل، لكن مع الأسف تليفزيون مصر يرفض أن يستمد شهرته من شتيمة الآخرين.

المحور الثاني في هذا المقال هو ما كشف عنه، تواجد قطاع الأخبار بتليفزيون مصر في انتخابات السودان. وقبلها في ليبيا حيث عقدت القمة العربية، اعتقد أنه توجه جديد للشاشة المصرية بشأن التعامل مع الأحداث السياسية المهمة، الأمر الذي لا يجعلها «زبونًا» لوكالات الأنباء العالمية و«مشتريًا» للأحداث مقابل ألوف من الدولارات كما كانت ويمكن تفسير هذه البداية في نهج جديد لتليفزيون مصر وقطاع الأخبار بالذات بالتحول من زبون لوكالات الأنباء العالمية ومشتر للأحداث السياسية الدولية إلي وكالة تخدم نفسها وتبيع للغير.

هذا الموضوع أراه تحولاً مهما في طريقة إدارة قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري. والحالة الجديدة رصدتها عندما تابعت مؤتمر القمة العربي في ليبيا بمدينة سرت وأحداث انتخابات السودان حيث نجحت كاميرات القطاع في نقل أدق تفاصيل الأحداث وكان للنشاط الملحوظ لمراسلي قطاع الأخبار بتليفزيون مصر مردود في سهولة الحصول علي التعليقات المناسبة من الأشخاص المؤثرين في الحدث أو حوله.

في الانتخابات السودانية كانت هناك وحدتا بث خارجي، واحدة في الشمال وأخري في الجنوب يقودها عشرة من المراسلين التابعين للقطاع لنقل العملية الانتخابية من دارفور إلي أم درمان وجوبا في نقل مباشر شعرت وقتها بإنني في السودان أو أن الشاشة التي اتابعها هي للـC.N.N ولولا حرصي علي التأكيد بأنها قناة النيل للأخبار المصرية وأن البرامج علي الهواء مباشرة والأهم أن هذا التحرك الجاد والعمل المنظم ثم التنفيذ اعتمادًا علي إمكانيات تليفزيون مصر وقطاع الأخبار ودون مساندة خارجية، من خلال هذا السلوك اعتقد أن عبد اللطيف المناوي رئيس مركز أخبار مصر يحاول أن يقول لنا أنه من خلال هذا السلوك قرر أن يخدم نفسه والآخرين وهو سلوك يعتمد فيه علي جودة المستوي والمضمون ..

قطاع الأخبار بالإذاعة والتليفزيون بدأ وبهدوء ودون انقلاب أو اعلان بتغيير رسالته إلي التركيز علي التغطية السياسية للدول المهمة عربيًا واقليميا وهو ما يعني التأكيد علي الخط الجديد لقطاع الأخبار.. وتأكيدًا أري أن قناة النيل للأخبار التي يتم التجهيز لتنفيذ الانطلاقة بالشكل والمضمون الجديدين لها خلال 2010 ستساعد علي تأدية الرسالة الإعلامية المصرية بالشكل الصحيح.

الكوادر البشرية في التليفزيون المصري تضم كل الألوان والمستوي والنوعيات ولكن شعار عبد اللطيف المناوي بأن العاملين هم الضلع الثالث في عملية التطوير ويجب تهيئة الكوادر للمرحلة الجديدة، الأمر الذي سيدفعه للاستعانة بما يحقق له النجاح من أبناء القناة الموجودين ومن يستطيع العمل منهم والابداع ومجاراة التطور وسيدعم الأماكن الشاغرة بكفاءات من الخارج... تطوير أخبار مصر أو قطاع الأخبار بالراديو والتليفزيون لا يعتمد علي الشكل فقط: استوديو جديد (11) وقضاء علي اشكالية عدم وجود استوديو لتليفزيون مصر بخلفية علي النيل رغم أن المبني كله له واجهة علي النيل.. قناة النيل الدولية ستتحول من قناة مملة لستات البيوت والمعاشات بجذبها مشاهد المسلسلات والتي تختلف عن متابعتها علي شاشات أخري.

واعتقد أنها قد تتحول في أفكار عبد اللطيف المناوي إلي قناة تهتم بمصر من الداخل، مصر من خلالها تتحدث بالعربية والانجليزية والفرنسية مع التعمق في الأماكن المصرية سياحيا واقتصاديا واجتماعيا، راديو مصر سيأخذ طريقه إلي الانترنت بعد مساحة نجاح لا يمكن رصدها وهي أيضا لا تكفي عبد اللطيف المناوي ولا وزير الإعلام أنس الفقي المهتم جدا بمتابعة خريطة تطوير أخبار مصر بكل جوانبها، وقد اتسعت قاعدة المتابعين للراديو بعد التطوير الذي لحقه وحوله إلي محطة نابضة بالحياة.

وجزء مهم من المسألة - علي حد قول عبد اللطيف المناوي - أن يجد المستمع عند الراديو ما يحتاجه، عمار الشريعي يتحدث عن متعة السمع والفهم والتذوق وسلسلة من البرامج المتخصصة ، بجانب التركيز علي الأخبار التي تهم الناس مثل البورصة - حركة الطيران - الطقس والمرور، وسط هذا الكم من أجندة التطوير لم ينس المناوي أن يناور ويحاور لجذب المعلنين لمساعدته علي مسايرة ايقاع التطوير وتنفيذ اجندته في هذا الشأن.

أنا شخصيًا وبعدما شاهدته في قطر وما رأيته في قطاع أخبار مصر، أري أن تليفزيون مصر يصر علي تنفيذ أجندة الرواج وفقا لاطار اخلاقي، فهو رفض أن يستأجر من يسب الأنظمة العربية أو شعوبها مهما كانت نسبة المشاهد، اعتقد أن وزير الاعلام أنس الفقي يرفض أن تستمد الشاشة شهرتها من السب والقذف وقلة الأدب وهذا ما يميز إعلام وأخبار مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا