بقلم كمال عامر نائب رئيس تحرير روزاليوسف
< بين الدول العربية حرائق كرة القدم، أو آثارها السيئة لا تتوقف علي اتحاد اللعبة أو مجلس الإدارة.. لكنها مع الأسف تمتد إلي خارج أسوار الملعب.. عكس دول العالم الغربي علي الأقل.. انهزمت انجلترا بهدف سجله مارادونا بيده وخرجت من نهائيات كأس العالم، ولم نسمع عن حرب شوارع ولا اعتداء علي ممتلكات ولا ضحايا وجرحي، ولكنها قضية في ملعب انتهت بانتهاء المباراة وصفارة علي بن ناصر. فرنسا صعدت إلي نهائيات مونديال 2010 بهدف من «يد» تيري هنري علي حساب أيرلندا.. لم نسمع أن انتقلت المشكلة إلي الاقتصاد والسياسة وغيرهما.. رسب يوهانسن أمام بلاتر ولم تقم حرب تصريحات بين بلديهما.. لكن لأننا كعرب فشلنا في إيجاد أي ثغرة نتسلل منها إلي صناعة أمل، لم نجد إلا كرة القدم.
< كرة القدم في المحيط العربي لعبة.. مصر تنظر إليها علي أنها لعب وفوز وفرحة وتجديد أمل ورفع علم.. بينما الاخوة في الجزائر ينظرون إليها علي أنها «المنقذ» أو انها تجديد كل الدماء اللازمة للحياة.. وهي تمثل عند الأشقاء بالجزائر حالة مطلوبة جدا علي الأقل لأن تنتشل الجميع من حالة الاحباط وهم أحرار في رؤيتهم للكرة وانتصاراتها.
< ما يهمني هنا أن أؤكد ضرورة الانتباه علي أن كرة القدم العربية ونتائجها وأيضا الأحداث المحيطة بها قد تصنع حرائق تمتد آثارها إلي خارج الملعب، بل تمتد إلي الإقتصاد والسياسة والعلاقات الاجتماعية.. أسألوا ساويرس عن خسائر ضرائب وغيرها بلغت 3 مليارات جنيه وأسألوا أحمد أبوالغيط وزير الخارجية وأرصدوا حالات الغضب بين الأزواج مصريين مع جزائريين والعكس.
< سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم ادخل علينا شعاراً جديداً للرياضة ومع الأسف يتبناه علي الأقل عملياً.. الشعار هو «الرياضة من أجل حرق العلاقات» وهذا الشعار ألحق الضرر بالعلاقات المصرية/ الجزائرية دفعنا جميعا ثمنا لهذا الشعار وأسأل 13ألف مصري يعيشون في الجزائر ويعملون في 14 شركة وأسأل أيضا عن 4 آلاف جزائري يزورون مصر شهريا.
< رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم لم يكتف بما فعله بشأن حرق العلاقة مع الجزائر، بل يحاول أن يكرر السيناريو مع السعودية، وبنفس الطريقة والبداية تصريحات بأن الاتحاد العربي لكرة القدم لم يقدم الدعم الكافي لزاهر في الانتخابات، ثم لم يساندوه في عملية المصالحة، أسأل زاهر: رسالتك من خلال الحوارات الصحفية المنشورة تطلب فيها توجيه الإعلام المصري للهجوم علي الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل والإمارات وقطر والصومال والسودان لأنهم - علي حد قولك - لم يقفوا معك في معركتك الخاصة بشأن الحصول علي منصب نائب رئيس الاتحاد العربي، وهو هنا يسعي من خلال الإعلام المصري إلي اشعال معركة جديدة نحن في غني عنها، لأن المعركة مع السعودية تعني عودة 4 ملايين مصري يعملون هناك.. واستثمارات سعودية في مجالات متنوعة ومشاكل نحن في غني عنها.
< الأهم أن زاهر يختفي بعد كل أزمة أي أن السياسيين هم الذين سيدفعون ثمنا باهظا لحماقات الرياضيين.
< يا كابتن زاهر المعركة الإعلامية مع السعودية أو غيرها ستمتد إلي خارج أسوار الاتحاد العربي لكرة القدم.. وأيضا أنا غير متصور أن إعلام مصر لن يكرر سيناريو حرق العلاقات بين مصر والدول العربية مهما كان حجم «الجرم» الرياضي المرتكب.. لأنها في النهاية ماتش كورة.
< أنا أحذر من سيناريو زاهر لحرق العلاقة مع الاتحاد العربي لكرة القدم أو السعودية وأحذره شخصيا من الحاق الضرر بالعلاقات المصرية/ العربية أو حتي غيرها، وأحذره من اللعب في العلاقات حتي الكروية مع الإمارات وقطر والسودان والصومال من ادعي أنهم لم يمنحوه أصواتهم في انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد العربي.
أحذر كل صوت موتور يخرج من أي منطقة بشأن اعادة النظر في اللعب أمام أي فريق عربي. < نصيحة إلي سمير زاهر: حاول أن تلغي من قاموس تصريحاتك أي كلام علي أنك تمثل مصر، أنت يا كابتن لا تمثل إلا نفسك، وأيضا اتحاد لعبة من 45 اتحاداً في مصر.. محظور أيضا علي زاهر أن يورط مصر الرسمية أو الشعبية في أمور كروية.. كفي لعبا بالنار.
أكرر يا كابتن سمير: عندما تنازلت عن منصب نائب الاتحاد العربي لكرة القدم، لم تتنازل باسم مصر.. وعندما وافقت علي صفقة التنازل لم تقل لنا بنودها السرية والعلنية.. لم تستأذن أي مصري في أي موقع رسمي.. هذا الأمر يتفق أيضا مع موقفك بشأن الانتخابات الأخيرة.. فقد صوتوا ضدك، وليس ضد مصر.. أيضا سلطان ونواف رفضا التدخل بشأن المعالجة لأن روراوة رفض التعامل معك أنت شخصيا وهذه أمور من الممكن أن تناقش في حيز ضيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا