بقلم كمال عامر
الإعلام المصري مهتم بأشياء مختلفة تمامًا عن اهتمام الحكومة أو الناس. له أجندة خاصة يسعي من خلالها لجذب أكبر عدد من المشاهدين وأيضًا المعلنين. وهي حقوق مشروعة في ظل المطالبة بأن يكون هناك تطور وجذب ومسايرة للغير.
أنا أقصد هنا بالإعلام المصري الحكومي والخاص والسؤال هل وجد الإعلام المصري وسيلة لتحقيق معادلة تتضمن المشاهدة + الإعلانات + حالة من الرضا.. أنا أعتقد أن هناك نجاحات تحققت بالفعل ولا يمكن أن ننكر المحاولات الجادة من الجميع لتأكيد تلك النجاحات والوصول للناس وتحقيق عائد إعلاني ملحوظ. لكن ثمة أمرًا بشأن حالة الفوران الصحفي وحالة الاستنفار التي يعيشها وهذا الأمر أراه ناتجا من المساحات الإعلامية الموجودة علي الشاشات المختلفة وأصبح المطلوب أن تتضمن برامج مختلفة ومتنوعة. ولأن الشارع المصري هادئ. وغير «ولاد» للأحداث إلا في حدود ضيقة. أضف إلي هذا أن مصر هي منجم للأحداث السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية. ومع ندرة تلك الأحداث بالدول العربية وغيرها. وجدنا أن مصر تأتي علي قمة أولويات أجهزة الإعلام العربي أيضًا. يزيد من هذا الطرح عدد المصريين في الدول العربية ومن اللافت أن مصر أصبحت محط أنظار آلة الإعلام العربية قبل المصرية.. هذا الأمر أوصلنا إلي حالة من الصراع نشأت بين الآلة الإعلامية نفسها للحصول علي حقوق الأحداث حصريًا.. وساهم في ذلك حالة الديمقراطية التي تعيشها مصر، توضحها حرية الإعلام في تناول كل القضايا. وأيضًا الكتابة عن كل الأشياء. ولأن الإعلام بمختلف أشكاله صاغ لنفسه قواعد بعيدة كل البعد عن المواد القانونية حيث اهتم بتسويق بضاعته وأيضًا البحث عن الإثارة والتي تجذب المشاهد. هذه القواعد يختلف معظمها مع الرسالة المفروضة للإعلام. لكن لا أحد يلتفت حيث إن القائمين علي الإعلام مؤمنون فقط بنسبة المشاهدة والإعلان. دون النظر بنسبة الرضا من جانب المشاهد.
بعد كل أزمة لحلقة من حلقات النقاش في الآلة الإعلامية نستيقظ ونهتف «أين ميثاق الشرف الصحفي» ولماذا لم تفعل لجان المراقبة المهنية!
وهي موضوعات لتهدئة الرأي العام حيث إن قرارات تلك اللجان استشارية فقط!
في مصر ـ كما ذكرت ـ إعلام مُرعب. إعلام في ظل بحثه عن تحقيق معادلته لا يعترف بحدود أو قانون أو حدود أخلاقية!
وقد وصل به الأمر في محاولته لإيجاد مادة إعلامية يغطي بها ما لديه من مساحات كبيرة بخلق الأزمات.
ومن الملاحظ أن المسئولين عن الآلة الإعلامية تركوا الأمور رافعين شعار الديمقراطية وتعالج نفسها بنفسها. وهو ما يحدث بالفعل. حيث تخلصت معظم القنوات من الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها سواء بحسن نية أو غيرها سواء في الاعداد أو الحوار أو التغطية.
أنا أعتقد أن طريقة معالجة أخطاء الديمقراطية في الإعلام المصري هي الأصح في ظل غياب معطيات المتابعة المهنية أو افتقار الكوادر التي من شأنها تحقيق هذا التوجه بحرفية دون الإخلال بالمعادلة المطبقة من جانب قيادات الإعلام.
مصر تمتلك إعلامًا قويًا.. وقد خلق حالة من رواج الأفكار. وانتقالها بسهولة بين المواطنين. أيضًا ألقي الضوء علي عدد من الشخصيات أطلقنا عليهم نجوم الشاشة وهم متنوعون ما بين الرياضة والفن والسياسة والاجتماع والاقتصاد.
البعض منا يخشي أن يتحول الإعلام المصري من ناقل للأحداث إلي صانع لها وهو هنا يتساوي مع عدد من المطبوعات التي حددت لها أهداف محددة منها خلق أو صناعة الأزمات وأنا أري أن هناك ضرورة ملحة أمام تلك الجهات بضرورة التخلص من شوائب التجربة الديمقراطية والتي أري أنها تصيب المواطن والوطن بأضرار برغم أنها موقتة!
الإعلام لو قلنا إنه مسئولية إذا سوف يكون التركيز هنا لتحقيق هذا العنوان هو البرامج الهادفة. أي المملة. الناس سوف تغلق التليفزيون فيما لو شاهدوا فيلمًا تاريخيا عن منطقة ما أو عادات ما أو لقطة توضح جهود الحكومة في الشوارع أو الطرق أو حتي في الكشف عن الذهب.
الناس لا تتابع علي شاشة التليفزيون المسئول الذي يكشف عن جهود الحكومة بشأن الصرف الصحي أو بناء المساكن للفقراء أو الاستصلاح الزراعي.. لكنها تبحث عن شخص يكيل التهم للحكومة ويسب الوزراء ويختلق موقفًا رافعا الأوراق حتي لو كانت خاوية!
إذا التليفزيون أو الآلة الإعلامية بشكل عام لم تغير من مزاج الناس ولا طبائعهم. بل الناس هم الذين أجبروا تلك الآلة علي السير طبقًا لما يتوافق مع المزاج العام والأخطاء هنا متبادلة وسوف نظل نستيقط بعد حلقة ساقطة أو مؤذية. وأنا مع الإصرار علي أن تنظف التجربة نفسها بنفسها خاصة في مجال الإعلام برغم أن النتائج هنا قد تأتي متأخرة! لأنني علي يقين بأن القوانين الملزمة في هذا الشأن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تساعد علي خلق إعلام إيجابي. ولا علي ظهور جيل من المبدعين في هذا المجال. سنظل أيضًا نحاول في هذا الشأن.. ننجح مرة ونفشل أخري.
الإبداع الإعلامي ينمو في ظل اللاقانون ويزداد توهجه في عصر الحرية.. ومصر تعيش هذه الحالة ومن المهم أن نرصد غياب حركة المبدعين في هذا المجال وقلة عددهم. وحتي من ظهر منهم هو لا يسعي لاستيعاب حركة التطوير وبالتالي يقف مكانه وفي النهاية يتراجع!
الإعلام في مصر إطلالة جديدة لنا علي العالم.. مرآة تعكس حالنا. وضوء لنا في الطريق المظلم. وبسمة ودعوة لعمل. وخوف ورغبة في النمو وخطوط للنهاية. هو حياة. نحن في حاجة إليها.
واللافت أن المتحكم في تلك الآلة الإعلامية عليه أيضًا أن يتحمل هذا العبء ويحاول بقدر المستطاع تحقيق آمال المتابعين لعمله بقدر إصراره علي تطبيق المعادلة التي يؤمن بها.
نحن نعيش فوضي لكنها ليست خلاقة. شرائح صغيرة مختلفة الألوان أصبح لها وجود إعلامي ضخم برغم إنها مجموعة أفراد. وأصبح عدد من الكتاب والصحفيين عناصر تأثير في هذه اللعبة.
وتبادل المصالح بين المطبوعات والشاشات أمر يصب في خانة اكتب عمود واحصل علي مصلحة. والمتابع قد ترهقه التعقيدات الموجودة لكن من السهل رصدها وكشفها. وهي أمور تؤكد أن هناك تكتلات في مجال الإعلام، المصلحة هنا هي الغطاء الذي يغلف تلك التكتلات وهي أمور مشروعة كما قلت طالما أنها تؤدي إلي مصلحة شخصية محددة قد لا يمتد أثرها إلي الغير.
إذا كنا في حاجة لإصلاح الإعلام المدني. فمن باب أولي أن ندرس بشكل عام الإصلاح في مجال الإعلام كله.. والذين يحملون دعوة الإصلاح لديهم من التقارير والمعلومات حول ما يحدث وراء الحجرات الإعلامية من ممارسات تحتاج للإصلاح أو التصحيح. لا نريد ثورة تصحيح في مجال الإعلام. لأنني بصراحة مع الشعار.. دعوا التجربة تصلح نفسها بنفسها دون تدخل جراحي من أحد المحيطين بها لا خوف علي مصر من إعلام الخراب مهما كان صاحبه. لأن بلدنا قوي. بكل ما فيه.
أنا أقصد هنا بالإعلام المصري الحكومي والخاص والسؤال هل وجد الإعلام المصري وسيلة لتحقيق معادلة تتضمن المشاهدة + الإعلانات + حالة من الرضا.. أنا أعتقد أن هناك نجاحات تحققت بالفعل ولا يمكن أن ننكر المحاولات الجادة من الجميع لتأكيد تلك النجاحات والوصول للناس وتحقيق عائد إعلاني ملحوظ. لكن ثمة أمرًا بشأن حالة الفوران الصحفي وحالة الاستنفار التي يعيشها وهذا الأمر أراه ناتجا من المساحات الإعلامية الموجودة علي الشاشات المختلفة وأصبح المطلوب أن تتضمن برامج مختلفة ومتنوعة. ولأن الشارع المصري هادئ. وغير «ولاد» للأحداث إلا في حدود ضيقة. أضف إلي هذا أن مصر هي منجم للأحداث السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية. ومع ندرة تلك الأحداث بالدول العربية وغيرها. وجدنا أن مصر تأتي علي قمة أولويات أجهزة الإعلام العربي أيضًا. يزيد من هذا الطرح عدد المصريين في الدول العربية ومن اللافت أن مصر أصبحت محط أنظار آلة الإعلام العربية قبل المصرية.. هذا الأمر أوصلنا إلي حالة من الصراع نشأت بين الآلة الإعلامية نفسها للحصول علي حقوق الأحداث حصريًا.. وساهم في ذلك حالة الديمقراطية التي تعيشها مصر، توضحها حرية الإعلام في تناول كل القضايا. وأيضًا الكتابة عن كل الأشياء. ولأن الإعلام بمختلف أشكاله صاغ لنفسه قواعد بعيدة كل البعد عن المواد القانونية حيث اهتم بتسويق بضاعته وأيضًا البحث عن الإثارة والتي تجذب المشاهد. هذه القواعد يختلف معظمها مع الرسالة المفروضة للإعلام. لكن لا أحد يلتفت حيث إن القائمين علي الإعلام مؤمنون فقط بنسبة المشاهدة والإعلان. دون النظر بنسبة الرضا من جانب المشاهد.
بعد كل أزمة لحلقة من حلقات النقاش في الآلة الإعلامية نستيقظ ونهتف «أين ميثاق الشرف الصحفي» ولماذا لم تفعل لجان المراقبة المهنية!
وهي موضوعات لتهدئة الرأي العام حيث إن قرارات تلك اللجان استشارية فقط!
في مصر ـ كما ذكرت ـ إعلام مُرعب. إعلام في ظل بحثه عن تحقيق معادلته لا يعترف بحدود أو قانون أو حدود أخلاقية!
وقد وصل به الأمر في محاولته لإيجاد مادة إعلامية يغطي بها ما لديه من مساحات كبيرة بخلق الأزمات.
ومن الملاحظ أن المسئولين عن الآلة الإعلامية تركوا الأمور رافعين شعار الديمقراطية وتعالج نفسها بنفسها. وهو ما يحدث بالفعل. حيث تخلصت معظم القنوات من الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها سواء بحسن نية أو غيرها سواء في الاعداد أو الحوار أو التغطية.
أنا أعتقد أن طريقة معالجة أخطاء الديمقراطية في الإعلام المصري هي الأصح في ظل غياب معطيات المتابعة المهنية أو افتقار الكوادر التي من شأنها تحقيق هذا التوجه بحرفية دون الإخلال بالمعادلة المطبقة من جانب قيادات الإعلام.
مصر تمتلك إعلامًا قويًا.. وقد خلق حالة من رواج الأفكار. وانتقالها بسهولة بين المواطنين. أيضًا ألقي الضوء علي عدد من الشخصيات أطلقنا عليهم نجوم الشاشة وهم متنوعون ما بين الرياضة والفن والسياسة والاجتماع والاقتصاد.
البعض منا يخشي أن يتحول الإعلام المصري من ناقل للأحداث إلي صانع لها وهو هنا يتساوي مع عدد من المطبوعات التي حددت لها أهداف محددة منها خلق أو صناعة الأزمات وأنا أري أن هناك ضرورة ملحة أمام تلك الجهات بضرورة التخلص من شوائب التجربة الديمقراطية والتي أري أنها تصيب المواطن والوطن بأضرار برغم أنها موقتة!
الإعلام لو قلنا إنه مسئولية إذا سوف يكون التركيز هنا لتحقيق هذا العنوان هو البرامج الهادفة. أي المملة. الناس سوف تغلق التليفزيون فيما لو شاهدوا فيلمًا تاريخيا عن منطقة ما أو عادات ما أو لقطة توضح جهود الحكومة في الشوارع أو الطرق أو حتي في الكشف عن الذهب.
الناس لا تتابع علي شاشة التليفزيون المسئول الذي يكشف عن جهود الحكومة بشأن الصرف الصحي أو بناء المساكن للفقراء أو الاستصلاح الزراعي.. لكنها تبحث عن شخص يكيل التهم للحكومة ويسب الوزراء ويختلق موقفًا رافعا الأوراق حتي لو كانت خاوية!
إذا التليفزيون أو الآلة الإعلامية بشكل عام لم تغير من مزاج الناس ولا طبائعهم. بل الناس هم الذين أجبروا تلك الآلة علي السير طبقًا لما يتوافق مع المزاج العام والأخطاء هنا متبادلة وسوف نظل نستيقط بعد حلقة ساقطة أو مؤذية. وأنا مع الإصرار علي أن تنظف التجربة نفسها بنفسها خاصة في مجال الإعلام برغم أن النتائج هنا قد تأتي متأخرة! لأنني علي يقين بأن القوانين الملزمة في هذا الشأن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تساعد علي خلق إعلام إيجابي. ولا علي ظهور جيل من المبدعين في هذا المجال. سنظل أيضًا نحاول في هذا الشأن.. ننجح مرة ونفشل أخري.
الإبداع الإعلامي ينمو في ظل اللاقانون ويزداد توهجه في عصر الحرية.. ومصر تعيش هذه الحالة ومن المهم أن نرصد غياب حركة المبدعين في هذا المجال وقلة عددهم. وحتي من ظهر منهم هو لا يسعي لاستيعاب حركة التطوير وبالتالي يقف مكانه وفي النهاية يتراجع!
الإعلام في مصر إطلالة جديدة لنا علي العالم.. مرآة تعكس حالنا. وضوء لنا في الطريق المظلم. وبسمة ودعوة لعمل. وخوف ورغبة في النمو وخطوط للنهاية. هو حياة. نحن في حاجة إليها.
واللافت أن المتحكم في تلك الآلة الإعلامية عليه أيضًا أن يتحمل هذا العبء ويحاول بقدر المستطاع تحقيق آمال المتابعين لعمله بقدر إصراره علي تطبيق المعادلة التي يؤمن بها.
نحن نعيش فوضي لكنها ليست خلاقة. شرائح صغيرة مختلفة الألوان أصبح لها وجود إعلامي ضخم برغم إنها مجموعة أفراد. وأصبح عدد من الكتاب والصحفيين عناصر تأثير في هذه اللعبة.
وتبادل المصالح بين المطبوعات والشاشات أمر يصب في خانة اكتب عمود واحصل علي مصلحة. والمتابع قد ترهقه التعقيدات الموجودة لكن من السهل رصدها وكشفها. وهي أمور تؤكد أن هناك تكتلات في مجال الإعلام، المصلحة هنا هي الغطاء الذي يغلف تلك التكتلات وهي أمور مشروعة كما قلت طالما أنها تؤدي إلي مصلحة شخصية محددة قد لا يمتد أثرها إلي الغير.
إذا كنا في حاجة لإصلاح الإعلام المدني. فمن باب أولي أن ندرس بشكل عام الإصلاح في مجال الإعلام كله.. والذين يحملون دعوة الإصلاح لديهم من التقارير والمعلومات حول ما يحدث وراء الحجرات الإعلامية من ممارسات تحتاج للإصلاح أو التصحيح. لا نريد ثورة تصحيح في مجال الإعلام. لأنني بصراحة مع الشعار.. دعوا التجربة تصلح نفسها بنفسها دون تدخل جراحي من أحد المحيطين بها لا خوف علي مصر من إعلام الخراب مهما كان صاحبه. لأن بلدنا قوي. بكل ما فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا