بقلم كمال عامر
تعالوا نتكلم بصراحة.. بعض القوي السياسية تتحدث باسم الشارع المصري، وتحاول أن تصوره وتلون ما يحدث فيه برؤيتها وباللون الذي ترغب أن تراه به.
المعارضة تتحدث باسم الشارع، وعادة ما نجد أحد رموزها وهو يعلن لنا في تصريح منشور علي صفحات صحيفة معارضة أو مستقلة، بأن الشارع يغلي، والناس مخنوقة، و.. و.. إلي آخر القائمة المعروفة.. وأكثر من مرة كنت أرصد حركة الشارع، وأتنقل وأقابل الناس وأسأل وأسمع.. والحقيقة المؤكدة أن لا أحد في مصر من جانب المعارضة يعرف كيف يفكر الشارع، ولا هي احتياجات المواطن الفعلية، وحتي إن عرف فهو لا يعترف إلا في عقله.
أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني في اجتماع المجلس الأعلي للسياسات للحزب الوطني تنبه للأمر وشرح حكاية بيع بنك القاهرة وكيف صور الأمر مجموعة من نواب الوطني وغيرهم بأن مصر كلها ترفض عملية البيع وأن هناك مظاهرات ولافتات في هذا الشأن.. اجتمع أحمد عز بالنواب الفاضيين، وهو علي قناعة بأن حالة الغضب الشعبية قد تتحول إلي كارثة.. لكن لأن أحمد عز عقلية لا يمكن الاستهانة بها لذا فطن أن فيه حاجة غلط، وقد سأل أحد النواب والذي تصادف حضوره قبل بدء الجلسة من دائرته بماذا سمع عن بنك القاهرة وعملية بيعه من أبناء دائرته.. النائب رد: لم أسمع شخصًا واحدًا يسأل في هذا الشأن: هنا أدرك أحمد عز أن هناك رسالة منقوصة حملها النواب إلي مجلس الشعب وما كان منه إلا الاتصال بقواعد الحزب في المحافظات لمعرفة رأي الشارع وسر غضبه علي صفقة بيع بنك القاهرة.. النتيجة جاءت تؤكد أن الشارع المصري غير مهتم.. وهنا كشف أحمد عز أنه مع الأسف بعض النواب يحضر إلي المجلس أو غيره وهو يحمل «مانشيتات جرائد المعارضة..» هذا المثل تطابق مع رؤيتي.. ففي أيام تغير بعض مواد الدستور، تصادف أن كنت في التليفزيون المصري كرئيس لتحرير برنامج مباشر من القاهرة علي قناة النيل للأخبار، وكان الضيوف ناس محترمة نتحدث وندافع عن قناعة التغيير وفوائده.. بعد نهاية الحلقة جلست مع الضيوف لمدة ساعة في نقاش حول تلك التعديلات ولماذا تهاجمها المعارضة وهي التي كانت تطالب بها.. نزلنا سويا، وعلي باب التليفزيون شاهدت المطر يهطل بغزارة.. وقفنا جميعا ننظر إلي المطر خلف الزجاج الأمامي للتليفزيون هنا تدخل أحد عمداء الجامعات وقال لنا: «تصوروا».. منذ ساعتين ونحن نناقش التعديلات الدستورية ونحاول تبسيطها للناس وتوضيح الأسباب والفائدة.. لكن الناس ناموا «استعدادًا للصباح.. وغالبية الناس ليست مهتمة بهذا النوع من العمل».
وتدخل الضيف الثاني هو أستاذ في العلوم السياسية وقال: الناس لها أجندة مختلفة غير التي تحاول المعارضة استغلالها.
هنا تداركت وتأكدت بالفعل أن معظم الذين يتحدثون باسم الشارع من المعارضة هم لا يعرفون الشارع أصلاً بل يعملون علي الربح من وراء هذا الموقف لتحقيق مكاسب شخصية.
الناس مهتمة جدًا بالسكن والمواصلات والعلاوة والأجور وتوظيف الأبناء، والطبقة الأعلي مهتمة بتعليم أولادها تعليمًا يعمل علي صقل شخصية الأبناء وأيضا يمنحهم فرصة للعمل.
حتي الطبقة الأعلي هي مهتمة أيضا بظروف استثمار أفضل وتعليم أفضل لأولادها.. لقد اندهشت جدًا عندما حاول بعض أعضاء الحزب الوطني نسخ تجربة تعامل المعارضة مع الحكومة، بنقل صورة غير موجودة، وحتي لو موجودة هم يعملون علي تكبيرها عشرات المرات.. هم أيضا قبل المعارضة «يعممون» كل الأمور.
ثمة أمر مهم فقد لاحظت أن عددًا من قيادات الحزب الوطني يعملون لأنفسهم.. أي يحرصون علي مغازلة المعارضة والمستقلين للحصول علي جماهيرية علي صفحات تلك الصحف في نفس الوقت يدافعون عن قناعاتهم وهي تتعارض مع أهداف الحزب الوطني وتوجهه.
الغريب أن هذه النوعية موجودة ولم اقرأ لها أو عنها الدفاع عن قضية يتبناها الحزب الوطني، وهم دائما الرافضون لكل شيء أو أي شيء.. عيب موقف تلك الشريحة إنها تعمل علي إجهاض الالتفاف حول قرارات أو توجهات أو قناعت الحزب وهي عملية يعلم جيدا من يقدم عليها أنها تصب لصالحه فقط.
وأعود للنقاش الدائر عبر المطر.. حينها أدركت بالفعل أن الناس لم تعد ترغب في رؤية الإنجاز.. لأن عيونهم أصيبت «بحول» هم يحملون رسائل المعارضة ومانشيتات صحفها.. وعندما شرح صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني النجاحات التي تحققت في مجال الإسكان والطرق والمواصلات والزراعة وأرجع الهجوم علي الوطني «بالشوشرة» المفتعلة.
أما جمال مبارك أمين السياسات فقد كان حازمًا في توضيحه علي أن الشارع علي يقين بما حققته الحكومة من برنامج عملها، وأن هناك بالفعل حالة من الرضا وضرب مثالا علي الزيارات التي يقوم بها إلي القري الأكثر احتياجًا.
أنا شخصيا علي قناعة تامة بأن الإنجازات التي تحققت واضحة وأهالي القري والمدن غير القادرة الإحساس عندها بما تحقق أكبر، أؤكد أيضا أن الشارع المصري لديه وعي وثقة ويعلم جيدا من الذي يعمل ومن الذي يجيد الكلام وإثارة الفتن وتقليب الشارع!!
المعارضة من حقها أن تغضب لأنها بالفعل أصيبت بأضرار بالغة بعد فشلها في تنظيم حدث علي الأقل يشعرنا أنها موجودة، فشلت في دفع العمال للإضراب بالمصانع والشركات.. فشلت أيضا في جمع ولو ألف شخص في مظاهرة وقمة الإخفاق عندما تشاجرت المعارضة مع بعضها في ميدان التحرير بعد أن اتضح لها أن النواب الذين حضروا إليها كانوا يسعون لكاميرات التليفزيون وليس غيرها.
أوضح من خلال المتابعة الدقيقة أن المعارضة في بلدي لم تنضج بعد، ولم تحاول أن تمد يدها للنظام بحلول قد تساعد في تنمية المجتمع المصري، لكنها في كل مرة تظهر لنا أنها تسعي لتقديم نفسها عن طريق أسهل الطرق وهو تقليب الشارع.. لاحظت أيضا أن عددًا من أعضاء الوطني هم أخطر علي الوطني من المعارضة لأنهم مع الأسف يحملون صفة حزبية تستغلها المعارضة للوقيعة بين الحزب الوطني والشارع عن طريق شوفوا فلان الوطني قال إيه!!
أنا شخصيا لي رأي: علي كل إنسان أن يدافع عن قناعاته، وإذا كان غير مؤمن بها عليه أن ينتقل لجهة أخري تتوافق مع أفكاره.. والحزب الوطني مقبل علي موسم انتخابات وهو يحتاج في تلك المرحلة إلي مزيد من الاتصال والناس.
تعالوا نتكلم بصراحة.. بعض القوي السياسية تتحدث باسم الشارع المصري، وتحاول أن تصوره وتلون ما يحدث فيه برؤيتها وباللون الذي ترغب أن تراه به.
المعارضة تتحدث باسم الشارع، وعادة ما نجد أحد رموزها وهو يعلن لنا في تصريح منشور علي صفحات صحيفة معارضة أو مستقلة، بأن الشارع يغلي، والناس مخنوقة، و.. و.. إلي آخر القائمة المعروفة.. وأكثر من مرة كنت أرصد حركة الشارع، وأتنقل وأقابل الناس وأسأل وأسمع.. والحقيقة المؤكدة أن لا أحد في مصر من جانب المعارضة يعرف كيف يفكر الشارع، ولا هي احتياجات المواطن الفعلية، وحتي إن عرف فهو لا يعترف إلا في عقله.
أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني في اجتماع المجلس الأعلي للسياسات للحزب الوطني تنبه للأمر وشرح حكاية بيع بنك القاهرة وكيف صور الأمر مجموعة من نواب الوطني وغيرهم بأن مصر كلها ترفض عملية البيع وأن هناك مظاهرات ولافتات في هذا الشأن.. اجتمع أحمد عز بالنواب الفاضيين، وهو علي قناعة بأن حالة الغضب الشعبية قد تتحول إلي كارثة.. لكن لأن أحمد عز عقلية لا يمكن الاستهانة بها لذا فطن أن فيه حاجة غلط، وقد سأل أحد النواب والذي تصادف حضوره قبل بدء الجلسة من دائرته بماذا سمع عن بنك القاهرة وعملية بيعه من أبناء دائرته.. النائب رد: لم أسمع شخصًا واحدًا يسأل في هذا الشأن: هنا أدرك أحمد عز أن هناك رسالة منقوصة حملها النواب إلي مجلس الشعب وما كان منه إلا الاتصال بقواعد الحزب في المحافظات لمعرفة رأي الشارع وسر غضبه علي صفقة بيع بنك القاهرة.. النتيجة جاءت تؤكد أن الشارع المصري غير مهتم.. وهنا كشف أحمد عز أنه مع الأسف بعض النواب يحضر إلي المجلس أو غيره وهو يحمل «مانشيتات جرائد المعارضة..» هذا المثل تطابق مع رؤيتي.. ففي أيام تغير بعض مواد الدستور، تصادف أن كنت في التليفزيون المصري كرئيس لتحرير برنامج مباشر من القاهرة علي قناة النيل للأخبار، وكان الضيوف ناس محترمة نتحدث وندافع عن قناعة التغيير وفوائده.. بعد نهاية الحلقة جلست مع الضيوف لمدة ساعة في نقاش حول تلك التعديلات ولماذا تهاجمها المعارضة وهي التي كانت تطالب بها.. نزلنا سويا، وعلي باب التليفزيون شاهدت المطر يهطل بغزارة.. وقفنا جميعا ننظر إلي المطر خلف الزجاج الأمامي للتليفزيون هنا تدخل أحد عمداء الجامعات وقال لنا: «تصوروا».. منذ ساعتين ونحن نناقش التعديلات الدستورية ونحاول تبسيطها للناس وتوضيح الأسباب والفائدة.. لكن الناس ناموا «استعدادًا للصباح.. وغالبية الناس ليست مهتمة بهذا النوع من العمل».
وتدخل الضيف الثاني هو أستاذ في العلوم السياسية وقال: الناس لها أجندة مختلفة غير التي تحاول المعارضة استغلالها.
هنا تداركت وتأكدت بالفعل أن معظم الذين يتحدثون باسم الشارع من المعارضة هم لا يعرفون الشارع أصلاً بل يعملون علي الربح من وراء هذا الموقف لتحقيق مكاسب شخصية.
الناس مهتمة جدًا بالسكن والمواصلات والعلاوة والأجور وتوظيف الأبناء، والطبقة الأعلي مهتمة بتعليم أولادها تعليمًا يعمل علي صقل شخصية الأبناء وأيضا يمنحهم فرصة للعمل.
حتي الطبقة الأعلي هي مهتمة أيضا بظروف استثمار أفضل وتعليم أفضل لأولادها.. لقد اندهشت جدًا عندما حاول بعض أعضاء الحزب الوطني نسخ تجربة تعامل المعارضة مع الحكومة، بنقل صورة غير موجودة، وحتي لو موجودة هم يعملون علي تكبيرها عشرات المرات.. هم أيضا قبل المعارضة «يعممون» كل الأمور.
ثمة أمر مهم فقد لاحظت أن عددًا من قيادات الحزب الوطني يعملون لأنفسهم.. أي يحرصون علي مغازلة المعارضة والمستقلين للحصول علي جماهيرية علي صفحات تلك الصحف في نفس الوقت يدافعون عن قناعاتهم وهي تتعارض مع أهداف الحزب الوطني وتوجهه.
الغريب أن هذه النوعية موجودة ولم اقرأ لها أو عنها الدفاع عن قضية يتبناها الحزب الوطني، وهم دائما الرافضون لكل شيء أو أي شيء.. عيب موقف تلك الشريحة إنها تعمل علي إجهاض الالتفاف حول قرارات أو توجهات أو قناعت الحزب وهي عملية يعلم جيدا من يقدم عليها أنها تصب لصالحه فقط.
وأعود للنقاش الدائر عبر المطر.. حينها أدركت بالفعل أن الناس لم تعد ترغب في رؤية الإنجاز.. لأن عيونهم أصيبت «بحول» هم يحملون رسائل المعارضة ومانشيتات صحفها.. وعندما شرح صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني النجاحات التي تحققت في مجال الإسكان والطرق والمواصلات والزراعة وأرجع الهجوم علي الوطني «بالشوشرة» المفتعلة.
أما جمال مبارك أمين السياسات فقد كان حازمًا في توضيحه علي أن الشارع علي يقين بما حققته الحكومة من برنامج عملها، وأن هناك بالفعل حالة من الرضا وضرب مثالا علي الزيارات التي يقوم بها إلي القري الأكثر احتياجًا.
أنا شخصيا علي قناعة تامة بأن الإنجازات التي تحققت واضحة وأهالي القري والمدن غير القادرة الإحساس عندها بما تحقق أكبر، أؤكد أيضا أن الشارع المصري لديه وعي وثقة ويعلم جيدا من الذي يعمل ومن الذي يجيد الكلام وإثارة الفتن وتقليب الشارع!!
المعارضة من حقها أن تغضب لأنها بالفعل أصيبت بأضرار بالغة بعد فشلها في تنظيم حدث علي الأقل يشعرنا أنها موجودة، فشلت في دفع العمال للإضراب بالمصانع والشركات.. فشلت أيضا في جمع ولو ألف شخص في مظاهرة وقمة الإخفاق عندما تشاجرت المعارضة مع بعضها في ميدان التحرير بعد أن اتضح لها أن النواب الذين حضروا إليها كانوا يسعون لكاميرات التليفزيون وليس غيرها.
أوضح من خلال المتابعة الدقيقة أن المعارضة في بلدي لم تنضج بعد، ولم تحاول أن تمد يدها للنظام بحلول قد تساعد في تنمية المجتمع المصري، لكنها في كل مرة تظهر لنا أنها تسعي لتقديم نفسها عن طريق أسهل الطرق وهو تقليب الشارع.. لاحظت أيضا أن عددًا من أعضاء الوطني هم أخطر علي الوطني من المعارضة لأنهم مع الأسف يحملون صفة حزبية تستغلها المعارضة للوقيعة بين الحزب الوطني والشارع عن طريق شوفوا فلان الوطني قال إيه!!
أنا شخصيا لي رأي: علي كل إنسان أن يدافع عن قناعاته، وإذا كان غير مؤمن بها عليه أن ينتقل لجهة أخري تتوافق مع أفكاره.. والحزب الوطني مقبل علي موسم انتخابات وهو يحتاج في تلك المرحلة إلي مزيد من الاتصال والناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا