الأحد، 16 مايو 2010

«معارضة» تدافع عن تجار المخدرات والإرهابيين

بقلم كمال عامر نائب رئيس تحرير روزاليوسف
لي سطح الأحداث الجدلية بين الحكومة والمعارضة قفزت قصة قانون الطوارئ.
وهذه الإشكالية تنامت مع تزامن عرض القانون للتمديد علي مجلس الشعب، والمعارضة بدورها لاحت لها فرصة ذهبية للدخول في جدل مع الحكومة ربما لتعويض خسائرها بعد الفوز الصريح للحكومة علي المعارضة في الكثير من حلقات الملاكمة..

فالحكومة هزمت المعارضة مرة بالنقاط.. وأخري لعدم التكافؤ.. وأحياناً بالقاضية.. كان اللعب بين الحكومة والمعارضة قد تم تحت شعار «الفقر» و«العمال» و«إدارة أصول الدولة» و«المساكن» و«المياه» و«الصرف الصحي» و«الزراعة» و«الاستصلاح» و«التصدير» و«إسرائيل» و«الدستور» و«كفاية» و«البرادعي» ولأن المعارضة لم تجد ما يعينها علي مهاجمة انتخابات الشوري أو علي الأقل الظهور من خلالها لذا حاولت وبكل الطرق حشد طاقاتها في عملية تمديد قانون الطوارئ..

أنا هنا أدقق في مواد القانون.. وما هو الضرر الذي قد يلحق بالمعارضة من تطبيقه؟ ولماذا تقف مع تجار المخدرات والإرهابيين في صف واحد!

تعالوا نناقش الأمر بهدوء وبعيداً عن التوترات أو المصالح الحزبية مهما كان حجمها.. دول العالم تضع علي قائمة أولوياتها المحافظة علي أمن الدولة ومواطنيها.. في هذا السبيل لجأت أمريكا وهي البلد الذي نتغني بكل ما فيها إلي أشد القوانين التي أتاحت للإدارة الأمريكية التنصت علي كل من هو بداخل أمريكا.. ناهيك عما يقدم عليه رجال الشرطة من ممارسات بحق المواطن.. وقد تلاحظ أن الاعتقالات لمجرد الاشتباه أمر عادي.. إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا كلها دول لا يمكن أن ننزع عنها أهم ما يميزها من ديمقراطية مستقرة لكن في نفس الوقت نتابع ما يحدث من ترحيل للأجانب والغاء الإقامة والزج في السجون لمن يقع تحت دائرة الشبهات دون أي التزام لا بحقوق الإنسان ولا بمواثيق الأمم المتحدة،!! مصر إحدي الدول المستهدفة جماعات داخلية وخارجية وأيضاً دول يزعجها استقرار مصر أو الخير لأهلها.

وقد تعرضت مصر لأكثر من حادث إرهابي اعتقد أنه أصابنا جميعاً بأضرار بدنية ونفسية واقتصادية.

وتعالوا نعترف بأن الأخطار التي تواجه مصر والمصريين شديدة وواضحة وخطرة. ولا يمكن أن نتصور أن الاعتداء علي أي فوج سياحي أو تفجير أي منشأة مصرية أو نشر المخدرات بين الشباب المصري وهم ثروتنا الحقيقية في هذا الزمن الصعب أشياء يمكن حصرها في صورة من المشهد بل نتعدي كل الصور ولا نختلف علي أن آثار هذه العلميات تفوق قوة المعارضة وخطط الحكومة لأن المتضرر هنا هو المصري.. فالانفجارات أو المخدرات أشياء لا تفرق بين عضو حركة «كفاية» أو حزب «التجمع» أو «الناصري» والحزب «الوطني».. لا تفرق أيضا بين «الغني» و«الفقير».. «ابن الذوات» «وابن البواب» «الأجنبي» الذي جاء إلي مصر ليري ما بها من مناطق جمال اختص الله بها مصر و«عامل نظافة» في شارع أو «شاب» خرج للبحث عن الرزق تصادف وجوده في مكان الانفجار.

الحشاشون أو تجار المخدرات عندما يعملون علي زيادة توزيع تلك السموم هم هنا لا يفرقون بين أبناء الموظف أو رجل الأعمال.. الوزير ولا الغفير.. عضو الحزب الوطني والمنضم للمعارضة.. إذا الضرر هنا ضرر قومي وآثار نشر المخدرات وانتشار تعاطيها هو تعطيل للعقل البشري مهما كان اسم صاحبه أو مكانته أو ثقافته أو اتجاهه السياسي.

تعالوا نتحدث بهدوء ودون ضجيج.. حكومة أمريكا أغني دولة والتي تملك من التكنولوجيا ما يتيح لها الكشف المبكر عن المتفجرات أو المخدرات. لكنها برغم هذا تصدر القوانين والتشريعات التي تحمي بها مواطنيها، وهي أقوي من قانون مكافحة الإرهاب المطبق في مصر.. لم نسمع المعارضة في أمريكا مثلا تهاجم الحكومة الأمريكية في هذا الشأن.. لأن المعارضة هناك تخشي علي نفسها من أن تصاب بتهمة أنها ضد أمن الوطن والمواطن.

في مصر أري أن ظهور بعض الأصوات الرافضة لمد قانون الطوارئ أمر صحي. لكن عليها ألا تصادر الآراء لأن هناك ضروريات قد تلجأ إليها الحكومة المصرية للمحافظة علي أمن الوطن والمواطن.. قد تكون هناك بعض الممارسات تشوه الغرض من قانون الطوارئ.. لكن هذه الأمور واردة داخل كل المجتمعات الغربية والشرقية.

لكن ما يحمينا من تلك الممارسات هو الضمان القانوني والقضاء المصري العادل والقيم الإنسانية التي يتميز بها المصري.

لا نريد صخباً علي قانون أعتقد أن معظمنا مقتنع بأن فوائده أكثر من التخوفات التي يشعر البعض بها تجاهه. وأعتقد أن اقتصار قانون الطوارئ علي الإرهاب والمخدرات أمر من المفروض أن يسعدنا.. هناك فئتان هما المتضررتان تمديد القانون وهما.. الإرهابي وهو الشخص المنتمي لجماعة وتسعي لحرق مصر بما فيها.. وصدقوني عندما ينتشر الإرهاب ولا يجد من يواجهه النتيجة حرق وإشعال حرائق والحريق هنا سيصيبنا جميعًا ولن تفرق النيران أو المتفجرات بين فتاة مسكينة تصادف وجودها وتلميذ عائد من مدرسته إلي منزله.. الإرهاب يجعلنا نعيش في توتر ويصيب جهازنا العصبي بخلل، وتاجر المخدرات هو هنا الأكثر تضررًا من مد قانون الطوارئ بصراحة هو يملك الأموال الحرام والتي تتيح له أكبر المحامين وأشهرهم وبالتالي قد يفلت من العقاب.. وقانون الطوارئ جاء ليعالج الثغرات ويقضي علي كبار المتلاعبين بالقانون. أن تقف بعض أصوات المعارضة في بلدي في نفس الخندق مع الإرهابي وتاجر المخدرات أمر لا أقره.. وأربأ بها عن هذا الجرم. حتي لو كان مهاجمة قانون الطوارئ.

تعالوا نتفق علي أن أمن مصر والمصريين أهم من مباراة ملاكمة بين الحكومة والمعارضة.. ولا توافق رؤي ناتجة عن مهاجمة قانون الطوارئ بين تجار المخدرات وتجار الحياة وبعض أصوات المعارضة واحترامنا للمعارضة لن يقل فيما لو أنها تنبهت لأن موقفها المعارض والمهاجم لقانون الطوارئ هو نفس موقف المتربصين بمصر وشعبها من أفراد ودول معادية وأيضًا تجار المخدرات في مصر والعالم، أنا استنكر تمامًا أن تكون بعض الأصوات المعارضة في مصر تم تعيينها متحدثا باسم تجار المخدرات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا