الاثنين، 6 أغسطس 2012

براءة برادلى.. وأزمة شارع

بقلم كمال عامر 
قبل أن نذبح الأمريكى برادلي.. بعد خروج منتخب مصر من تصفيات أمم إفريقيا أذكر أن برادلى بطل بكل المقاييس.. لأنه أولاً رفض مغادرة مصر برغم تهديد حياته مثلما فعل مانويل جوزيه مدرب الأهلى السابق والذى غادر هروباً من الفوضى، برادلى لم يتوافر له ولفريقه أى مباريات ودية للعب، بل تم تجميد نشاط كرة القدم تماماً.. برادلى رجل شجاع وأتمنى أن نتعامل باحترام وعقل مع الموضوع.. مع حسن شحاتة بجلالة قدره خرجنا من التصفيات قبل ذلك.. برادلى برىء من مسئولية خروج الفراعنة من أمم إفريقيا!
 
 
< كلمات.. وشعارات.. وتكتيك فى الخطابة.. وإسقاط فى التعبيرات.. وإيماءات.. وإيحاءات.. شبعنا كلام وخطابة.
 
 
< تخوين ومؤامرات واستقواء بالخارج وبعناصر من الداخل.. خطط وهمية.. وعناصر مؤجرة هنا وهناك.. مصانع متوقفة. وطلبات منفلتة من عمالة لم تعد تهتم بالعمل، لكن بعدد الجنيهات وموعد العلاوات.. والأرباح الوهمية.
 
 
شوارع محطمة.. ميكروباص متمرد.. ناس قرفانة وطهقانة.. شكوى من أصحاب السيارات.. وانقطاع الكهرباء..!! الأخطر عدم وضوح الرؤية فى كل الأمور فى مصر نهارها مشاكل ومشاحنات واعتصامات وقطع طرق.. وناس هاتطلع من هدومها.. ومصادر رزق بدأت بالتجفيف وانكسار آباء أمام الأولاد.. وأيضاً ضحكة.. وفرحة انتظاراً للحادث السعيد والخبر السعيد فى الاقتصاد أو فى الأمن أو فى أى حاجة ولو تخفيض ثمن قميص وتى شيرت.. وفى المساء مندبة أو سرادقات عزاء إعلامية.. حالة من «الردح» و«الشرشحة».. وساعات تدور حول كلمة فى خطاب الرئيس مرسي، أو تصريح لقطب إخواني، أو موقف شكلي، مين أهمل التحية أو قدمها لمن؟ وفتاوى قضائية.. واختلاف حول حكم قضائي.. وأثناء النوم.. الحلم الدائم الذى يطاردنى وغيرى هو حريق كبير والمطافى تحاول إنقاذى ونستيقظ ويتكرر السيناريو ما بين معاناة فى المرور ومكان «لركن» السيارة.. والبحث والدوران حول شوارع مغلقة.. هذه هى الحياة الآن.
 
 
لا أحد آمن.. ومن الممكن أن يلتهب الموقف فى أى وقت.. لولا أن المواطن المصرى طيب وودود ربما واجهنا حالة أسوأ.
 
 
لكن هل هناك حلول.. نعم اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وهو القادر وحده على أن يشملنا برحمته ورعايته بعد أن ضاقت الدنيا أمامنا.
 
 
< دول الخليج متخوفة من انحراف الإخوان المسلمين فى حكمهم لمصر عن الثوابت التى ترضى القادة العرب.. هم يخشون تصدير الثورة المصرية إليهم هذه الدول لا تتحمل ما يحدث لدينا من تداعيات للثورة.. وهذا حقهم فى الدفاع عن أمنهم القومى وشعوبهم.. شعوب دول الخليج هم وحدهم أصحاب الرأى فى عملية إدارة بلادهم وأيضاً حكام الدول العربية.
 
 
وأعتقد أن الرئيس مرسى كان واضحاً بأن مصر لن تصدر الثورة كما فعلت إيران.. وبالتالى لن تتدخل فى شئون الدول العربية والخليجية وبالتالى لن تصدر الاعتصامات.. وقطع الطرق والانفلات الأمني.. ولا حتى الديمقراطية الوليدة التى ارتضيناها.
 
أرجو ألا نتخبط فى التعامل مع الدول الشقيقة حتى لا تحدث أزمة على منوال ما حدث مع الشقيقة السعودية ثم نعود ونقول ليتنا فكرنا بعقلنا.. لا تتركوا الشارع يقود عملية التعامل مع الحكومات العربية الآن على الأقل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا