الاثنين، 6 أغسطس 2012

منع اللعب بين الكرة والسياسة

بقلم كمال عامر
■ الرياضة وكرة القدم بالذات فاكهة الحياة.. تذهب للملاعب للمشاهدة أو الكتابة وبالمساء تشرح للناس اللعبة وصفارة الحكم والتسلل والهدف ودور الجمهور وخطط اللعب وتفوق مدرب.. الآن منعوا الكرة واللعب واقتصرت الحياة على السياسة والمتظاهرين وقطع الطرق وحل مجلس الشعب وغيرها.. السياسة ستصيب الشعب المصرى بكل الأمراض.. زمان كانت تصيب من يعمل بها.. الآن الشعب كله معرض للضغط والسكر والذبحة والجلطة وكأن هناك من يريد لنا الموت.. ارحمونا وأعيدوا الكرة للملاعب.
 
 
■ منزلى فى مصر الجديدة مواجه لمنزل الرئيس مرسى أو مكان عمله وهو ما يعرف بالقصر الجمهورى بمصر الجديدة.. فى الصباح شاهدت سيارات سيراميك كليوباترا وأمام بوابة القصر على الميرغنى مجموعة ترفع لافتات وتدخل فى احتكاك مباشر مع أمن القصر أمام بوابة القصر - الأهرام - مظاهرات تحمل لافتات لطلبات.. كل ده حاجة جميلة لتأكيد التغيير فى علاقة الناس بالرئيس وهى شكلية.. لأن عمليا الرئيس مرسى لن يحل تلك المشاكل ولا يمكن مرة واحدة حتى لو كانت حقوقًا مشروعه التغيير العميق فى الحياة المصرية لم يبدأ بعد.
 
هاجمت كل من فى ميدان التحرير لأن بعضهم يلجأ لقطع الطريق مهما كانت مبررات التظاهر مشروعة أو غير مشروعة لكن ما يهمنى انسياب المرور وظاهرة تعطيل مصالح الناس كسلاح لجذب الانتباه والضغط وهو أمر يضايق الشريحة غير المتواجدة فى الميدان.
 
نفس الحال على المعتصمين أمام الجندى المجهول من حقهم أن يقولوا ما يريدون ويرفعون الشعارات واللافتات وهذا حقهم ولكن تعطيل المرور أيضا يسبب مضايقة للناس.
 
 
■ أتوقع بمرور الأيام أن تزداد المظاهرات عددًا وغضبًا أمام القصر الجمهورى بمصر الجديدة وأن يتم قطع الطرق حوله كما حدث وأن تتحول الهتافات الناعمة إلى خشنة.. حرس القصر ورجال الرئيس مرسى يتحلون بالصبر لأنهم يعلمون جيداً لو قال أحدهم لمتظاهر عندك بصوت غير ناعم قد يجد نفسه عدوًا للشعب والثورة وقاتل الثوار وأيضًا قد يسمع هتافًا أنه فلول حيث إنه سبق أن خدم مع الرئيس السابق مبارك.. البلد فى غليان.. وهو غليان فردى.
 
 
■ الغضب هنا عبارة عن توليفة شخصية من مشاكل وهموم وانعكاس لانفعالات بالمنزل والشارع والعمل وهى أمور لن تهدأ ولن يتم حلها إلا بالعمل ومعظم مشاكل الناس ترجع لأمور حياتية من توظيف أو زيادة راتب أو سكن، مشكلة فى العمل أو حقوق مع مركز شرطة وعلى الرئيس مرسى أن يتحرر من هذا الطوق المميت.
 
يجب أن تنتقل رغبة الرئيس مرسى إلى المحافظين ورجال الأعمال والوزراء لحل مشاكل الفئة الغاضبة ومن غير المتصور أن يتم توفير شقة لطالب سكن بقرار جمهورى وأمر الرئيس أو يتم ترقية مواطن بناء على توجيهات الرئيس مرسى أو بقرار جمهورى هذه أمور لا تستقيم مع أجندة العمل الرئاسى وإن كانت مطلوبة.
 
أتمنى أن يتم تغيير وجهة المتظاهرين من القصر الجمهورى إلى مكاتب رئاسة الجمهورية بالوزارات والمحافظات وإلا سوف أقوم بالانتقال للإقامة إلى منشية ناصر أو أى مكان آخر أضمن فيه على الأقل سهولة التنقل وعدم وجود قطاع طرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا