هناك فترة زمنية تظهر فيها أطياف وقاع العقل والقلب.. في الرياضة وخلال
ثلاثين عامًا من المتابعة وأكثر.. نجد أن الرياضيين في غياب دائم عن الواقع
والشارع هم منصرفون دائمًا عما يدور حولهم.. اهتمامهم بالملعب أو المساحة
المحيطة به جاء علي حساب واجبهم تجاه مجتمعهم.. المجموعة الرياضية تجد لها
صوتًا في وقت الأزمات.
وهذا الصوت محصور في «عاوزين
قانون جديد» لأن الحركة الرياضية والشبابية مقيدة بقانون قديم ومتهالك..
هذا هو التبرير القوي الذي يتردد والحقيقة المؤكدة أن الدعوة لإصدار قانون
جديد هي قديمة جديدة.. وعلي مدار عمري الصحفي شهدت أكثر من خمسة عشر
مقترحًا بقانون .. والمدقق في المشهد يجد غياب الرؤية عن المواد المرشحة
للقانون.. وهو ما كان وراء التأجيل أو الرفض قبل الثورة.
■ عملية إصدار قانون جديد
للرياضة أو للشباب أمر في غاية الخطورة.. لأن صناعة تشريع يحتاج إلي رؤية
أوسع ونظرة أعمق للمستقبل.. ومع الأسف تلك الرؤية غائبة في الكثير من
المواقف الرياضية.
ولأن نتائجنا الرياضية عادة ما
تكون انعكاساً لواقعنا السياسي والاجتماعي وهو ما يجرد الرياضيين من عملية
إنهم صناع لانتصار الرياضة وحدهم فالموقف السياسي هو الذي يحدد كمية
الأموال المطلوبة لأعداد وأيضًا حجم المرصود لكل المتطلبات الرياضية
والاجتماعية للرياضي..
وهو هنا اللاعب الرئيسي وراء الانتصار..
إذًا علي الرياضيين أن يندمجوا أولًا في الأحداث ثم يعلنوا مطالبهم.. وبلاش حكاية لافتة عاوزين قانون أولًا..!! بلاش لعب بالقانون.
■ الرياضة والشباب أجزاء مهمة
في الحياة.. الدولة المصرية تحملت كل فاتورة القطاعين.. القائمون عليهما
سواء بالانتخاب أو اليقين تحركوا لتحرير العلاقة المالية بين الدولة
والقطاعين ولكن في حدود سطحية وغير مؤثرة..
الدولة المصرية تحملت ومازالت
كل مليارات الجنيهات للإنشاءات والمعسكرات أو للتدريب والاجتهادات بشأن
التمويل الذاتي لم تتعد نسبة الـ1٪ !!
الأهم أن قطاع الشباب وهو منطقة
صماء تمامًا التسويق يكاد يكون فيها منعدمًا. عكس بعض اللعبات الرياضية..
كان قطاع الشباب ومازال يحصل علي أمواله كاملة من الحكومة.
حتي بعض الأفكار للتمويل الذاتي لم تكتمل سواء بتأجير أسوار مراكز لشباب كمكتبات أو غيرها..
خالد عبد العزيز رئيس القومي
للشباب تولي منصبه في وقت مضطرب.. ووسط أزمة.. الدنيا فيها ملخبطة والشارع
يغلي والعاملون متوترون.. لكنه في ظل هذه الأمور المعاكسة لأي انطلاقة وجد
حلولاً غير تقليدية للمشكلة المزمنة والتاريخية بدأ في البحث عن موارد
مالية. لمراكز الشباب للتحفيف من الأعباء التي تلف عنق الحكومة. نجح عبد
العزيز في تسويق مركز شباب الجزيرة بعائد 28 مليون جنيه لثلاث سنوات.. وهو
العائد الأكبر في تاريخ التسويق الشبابي ولأنه رجل تسويق يملك تاريخًا
واضحًا في هذا الشأن لم يتوقف طموحه عند هذا الحد. بل سعي لاختيار 15
مركزًا للشباب بمحافظة القاهرة تتوافر فيها المقومات التسويقية لطرح مناقصة
بين شركات الدعاية والإعلان للتقدم لتأجيره. وقد وقع عبد العزيز
بروتوكولًا مع دكتور عبد القوي خليفة محافظ القاهرة للبدء في التنفيذ.. عبد
العزيز أيضًا بدأ في تطبيق هذا النموذج في المحافظات الأخري.
نجاح رئيس القومي للشباب في
توفير دخل مالي للوحدات الشبابية التابعة له أمر مهم وتطبيق للرؤية
المستقبلية المفروضة للعمل بقطاع الشباب أو الرياضة..
خالد عبد العزيز نجح في قيادة قطاع الشباب وقت الأزمة.
نجح في مصالحة وظيفية ومنح
الجميع فرصة للابتكار.. جدد شباب المراكز برغم عدم وجود ميزانيات حكومية أو
علي الأقل مساندة وأعتقد أن القبول الذي ناله من كل الأطياف السياسية
والحزبية يجعل منه مرشحًا مهمًا لقيادة القطاع للفترة المقبلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا