الاثنين، 6 أغسطس 2012

الميدالية.. والتاريخ.. التسامح

بقلم كمال عامر
تصوروا لو أن بعثة مصر فى أوليمبياد لندن حققت ميدالية أو أثنتين ذهبية أو فضة.. تخيلوا ماذا يحدث؟
 
أولا الجماهير ستزحف للقصر الجمهورى رافعة الأعلام .. والسيارات سوف تسد الشوارع وستعود بيب بيب مصر.
 
■ موت اللواء عمر سليمان بالطبع كان خبرا مؤلما على المصريين باستثناء بعض ممن رأى أن اللواء يملك من الأدلة ما يدينه.. هى أمور معروفة للجميع لكن سيبقى عمر سليمان شخصا وطنيا خدم بلده قدم كل عمره فى سبيل مصلحتها.
 
اغتيال اللواء عمر سليمان أمر انتشر بين المصريين والمبرر أن الرجل فى حواره مع اليوم السابع بعد أن قدم أوراق ترشيحه لرئاسة الجمهورية فضح الإخوان المسلمين واتهمهم بأنهم وراء قتل الثوار فى الميادين وضباط الشرطة وموقعة الجمل كلام مباشر وصريح.. وبالنسبة لصفقة بيع الغاز لإسرائيل اللواء عمر سليمان قدم براءة مجموعة البترول المتهمة فى القضية عندما أعلن أن الصفقة سياسية وثمنا للسلام بين مصر وإسرائيل.
 
عمر سليمان فى موقفه وخلال عشرة أيام تحدث فيها أصاب الجميع خاصة ممن يدعون الثورية بالذعر والخوف.. لأن الرجل كشف عورة الجميع.. عمر سليمان كان قذيفة موجهة انفجرت فى وجه بعض المسيطرين على المشهد السياسى ممن يدعون الشرف والأمانة والطهارة وهم غير ذلك.. إذا العداء مع الرجل وهؤلاء أمر عادى.. عمر سليمان من خلال رصد حياته كان رجلا نزيهًا ملتزمًا صامتًا لم يحاول حتى الظهور فى الأضواء حتى فى عملية ترشيحه لرئاسة مصر.
 
تأكد للرجل بأنه كان طعمًا وصفقة لأنه من غير المتصور أن يكون هناك نقص فى عدد التوكيلات!! لكن هذا المشهد أكد أن الرجل كان ضحية وقد رضى بذلك ولم يرفض.
 
عمر سليمان بين يد الله الآن.. وهو رجل وطنى حقيقي.
 
ولا يمكن بأى حال أن يجرده أحد من وطنيته مهما كانت تعليقات المختلفين معه.
* مصر لن يبنيها إلا جميع الذين يعيشون فيها.. الإخوان المسلمين عليهم أن يغيروا من سياسة العنف الفكرى كأحد أساليب الردع مع غيرهم.. الناس لم تعد تخشى مثل هذه الألاعيب الصبيانية.
 
الحل أن يتفهم من يقود المشهد أن مصر لن تخضع للإخوان المسلمين أو المبتزين أو أصحاب المعونات الأجنبية.
 
ولن يحكمها خائن مهما كان يختبئ وراء رداء أبيض أو أسود أو ألوان.. أمريكا واسرائيل هما أعداء الأمة العربية والإسلامية. التفاهم الواضح معهما يؤكد وجود صفقات.
 
* لماذا العداء لأمريكا الآن؟
 
والاجابة أمريكا تحاول أن تغير من أسلوب السيطرة على مناطق التوتر فى العراق كان تدخلها مباشرًا وفى قطر سياسة ناعمة للسيطرة وفى مصر قررت أن تكون لها أياد مصرية تلعب لصالحها بدلاً من التدخل المباشر هم الآن يؤمنون بأن مصر مفتاح العالم العربى والإسلامى.. هم الآن يعملون على السيطرة عليها بطرق مبتكرة. أدوات السيطرة مصرية.. والتعليمات امريكية.. السيطرة هنا لمنع القاهرة من القيام بدورها العربى والإسلامى والافريقى بإثارة مشاكل داخلية تستنزف طاقاتها وهو ما يحدث بالضبط فهل ننتبه أنا أشك أننا سننتبه!!
* مع الأسف ألاحظ أن هناك ضيقا بالرأى الآخر.. وهو ما يعنى بأن المدعين بالديمقراطية لا يؤمنون بها.
 
أكرر دعوتى: هل يمكن للرئيس مرسى أن يدعو للعفو عن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك صحيًا الرجل طلع برىء من عملية الفساد .. وحتى الحكم الصادر ضده فى مسألة قتل الثوار تم لأنه المسئول معنويًا عن الشعب وليس المشارك فى الاغتيال.. هل يفعلها الرئيس مرسى فى رمضان ليظهر للجميع أنه بالفعل رجل سلام ورحمة وليس كما يشاع يمثل تياراً للثأر.. مبارك مواطن أخطأ أوأصاب لكنه اجتهد لخدمة بلده وهو الآن مريض والتشفى ظاهرة لم ولن تكون مصرية رمضان كريم وشهر رحمة ومغفرة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا