بقلم كمال عامر
نجح الرئيس مرسى فى جذب
أنظار العالم لزيارته إلى الصين ثم إيران.. بعث برسالة بأن مصر دولة تتحرك
وفقًا لمصالحها ولقناعتها.. لم يهتم بالقوالب المتوارثة ولا بغضب أمريكا أو
إسرائيل.. مصر القوية هى أمل كل مصرى وموضع فخر لنا.
عندما قلت يجب إلغاء
مشروع النهضة تمامًا من قاموس التداول بيننا.. السبب كما شرحته أن مرسى
رئيسًا لمصر كلها.. والنهضة كان مشروعًا إخوانيًا للتسويق الانتخابى وقد
انتهت الانتخابات ثم مشروع النهضة له أعداء أكثر.. وهم المجموعة الرافضة
للإخوان أو المنافسين لها ولأن مرسى وحكومة قنديل يعملون الآن لصالح مصر
إذا من باب أولى أن نطلق على المشروعات التى يسعى الرجليان لتحقيقها
بالمشروعات الوطنية.. سواء زيادة الطاقة الكهربائية أو بدء المشروع النووى
أو حل مشاكل المرور والرواتب والإسكان.. كلها مشروعات وطنية تتصدى لها
الحكومة ويحمل همومها الرئيس مرسي..ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن ينقسم
حولها المصريون.. لأن أى مواطن فى هذه البلد عاوز ايه.. عاوز عدل.. وظيفة..
واحترام وحياة سهلة وتعليم وصحة.. هذه الأمور هى نتيجة طبيعية للمشروعات
الوطنية، وبالتالى فى زيادة النمو الاقتصادي.
ليس هناك أدنى تعارض بين أى
مشروع وطنى أو قومى والناس.. لكن هناك أمورًا جعلت من النهضة مشروعًا
حزبيًا لا قوميًا أنا مع أى مشروع قومى يتصدى له الرئيس مرسى ومعه د. هشام
قنديل وغيرى أيضًا.. لأن نجاح الدعوة تعنى حلًا لمشاكل حياتية مزعجة لى
ولأسرتى أما حكاية النهضة فهو مشروع إخوانى ملك الجماعة.
أنا سعيد جدًا بأن كوادر
الإخوان المسلمين دخلوا فى المرحلة الثانية من التسويق السياسى فى الشارع.
والالتزام بأهم الشروط وهى الإقلال من الظهور الإعلامي.. قد تكون المرحلة
الأولى والتى كثرت فيها التصريحات الإخوانية فى كل وسائل الإعلام مطلوبة
لإثبات الوجود ولجذب الأنظار إلى الجماعة وحتى فى حالة وجود جدل حول ما يتم
نشره أو قوله.. بالطبع حدث اشتباك بين قيادات الإخوان وشريحة كبيرة من
المثقفين والشارع.
وصل إلى حد التصادم.. لكنها
مرحلة اعتقد أنها انتهت.. أنا أرى أن مرحلة الكلام والتصادم قد انتهت وبدأ
الإخوان فى الحوار العقلاني.. قد يكون هناك منهم مازال مصرًا على التصادم..
وهى أمور عادية فى جماعة لم يكن أحد فيها يتوقع أن يخرج من سيطرة عسكرى
أمن الدولة.. لا أن يخطط لبناء وتنمية دولة.. بحجم مصر!!!
أنا شخصيًا أتوقع هدوءًا
أكثر فى الحوار بين الإخوان والشارع أو المختلفين معهم.. خاصة أن شعارات
الإخوان لم تعد تخيف أحدًا وفى نفس الوقت أصبح لديهم خوف من تحركات
المعارضين لهم.
المواطن المصرى هو الفائز من أى صراع سياسى أو اقتصادى أو غيره.
هذه قاعدة يجب أن تسود.. الأهم أن يقتنع بها كل النخبة والأحزاب.
الصراع فى الدول المتقدمة هو صراع من أجل المواطن.. ولأننا نعيش حالة استثنائية أجد أن جزءًا من الصراع شخصي!! وهو ما يسبب الاحتقان.
وفى اختفاء تصريحات بعض قيادات
الإخوانية أجد أن الهدوء بدأ ينعكس على أوجه الحياة.. وهو ما يدفعنى لأن
أطلب من الجميع الهدوء ومنح العقل فرصة لمناقشة قضايا الوطن.
الرئيس مرسى لن ينجح وحده فى تحقيق الخير لمصر.. بل هو فى حاجة لكل المصريين.. والرجل بدأ وإن كان ببطء فى خلع عباءة الإخوان وارتداء علم مصر وهو يحتاج لفرصة منى وغيرى والشجاعة فى إعلان أن معظم التصادم بين الرئيس والنخبة صناعة تعدد من قيادات الإخوان.