بقلم كمال عامر
بدون شك هناك ضغوط واضحة علي المسئولين في كل المواقع وعلي كل المستويات.. ظروف صعبة المسئول فيها إما أن يقول نعم لينال رضاء ما لديه من موظفين بكل الطرق أو يقول لا والويل لمن يقول لا.. بالقطع سوف يواجه بهجوم بمختلف الأنواع أقلها خبر سريع منشور بصورة علي صفحات الجرائد.. وأسرعها تقرير إخباري علي قناة فضائية، خاصة أو حتي تليفزيون الدولة وقد يكون هناك من يعلق علي الموضوع.- لو قال المسئول «لا» لقائمة الطلبات قد يفاجأ باتصال تليفوني مع قنوات بحجم B.B.C، العربية، الجزيرة.
- هذا معناه أن معظم من يقول «نعم» هذه الأيام من المسئولين هو إما مضطر أو مُجبر ولا داعي للتفاصيل.
- لا أعتقد أن ثورة 25 يناير أو أي من المنتسبين إليها يسعي لإلحاق الضرر بالمنشآت أو المؤسسات المصرية.. الثورة نجحت في أن تجعلنا جميعا نشعر بالهواء.. نتنفس.. أن نكون حلمًا. أن تبدل موازين عشنا علي أنها ثوابت.. الثورة زرعت بداخل كل مصري أملا في غد أفضل.. لكن ما يحدث علي الأرض هو عكس ذلك تمامًا.
- نشر ثقافة الحق أمر كريه يخلق مجتمعاً ممزقًا وهو أمر لا يمكن أن يكون إحدي نتائج تلك الثورة المباركة.. أصحاب أقلام وبرامج وسياسيون وغيرهم دخلوا علي الخط.. لدرجة أن أحد الصحفيين تقدم بطلب لتعيين ابنه في إحدي الوزارات وضاع طلبه وجاء الوقت لينتقم من الوزير.
- أخطر ما يحدث في الإعلام الآن أن كل مسئول معرض للهجوم العنيف.. هناك حرية واضحة لأن تهاجم بأشد العبارات أي مسئول بالبلد وهي حرية لصاحب القلم أو لصاحب البرنامج أو ضيوفه.. شخص واحد فقط.. ممنوع من الدفاع عن نفسه وهو المسئول أو الوزير!
- تصوروا سوق الحرية الواسعة التي نعيشها وحركة الحياة منحت الحرية لكل شخص في مصر ليتحدث كما يريد وفي أي وقت يريد وبكل المرادفات الموجودة في قاموس اللغة، لكنها أيضًا منعت الوزير من أن يتحدث عن نفسه أو عمله أو حتي يدافع عن خبر غير صحيح أو رأي لكاتب غير منصف.. هل هذا هو مناخ للعمل.. مناخ يفرز تقدم ونهضة لمصر؟
- المنصب الوزاري لم يعد له بريق في مصر! أحد الوزراء قال لي: كل يوم أنام وأستيقظ وأكرر في بداية النهار.. يا رب عدي اليوم علي خير.. تصوروا الوزراء والمسئولين في مصر الآن يعيشون قلقًا أعتقد أنه انعكس علي العمل والأداء.
- وزير آخر قال لي: مصر تحتاج أن تخرج من أزمتها.. أن تتعافي لتنطلق.. أي تأخير ولو ليوم واحد يعني ضررًا لشهور.. العالم ينتظر عودة الاستقرار لمصر ليبدأ في تقديم ما يلزم من المساعدات والمناخ الحالي غير مناسب.
- إذا كان كل المصريين سعداء بثورة 25 يناير.. أتمني أن نترجم علي الأرض أهداف تلك الثورة النبيلة.. كل شخص منا يعيد النظر في قائمة أولوياته.. ولتكن مصر هي الأهم في حياتنا.. وعلي المجتمع قبل الإعلام أن يمنح وزراء تلك المرحلة جزءًا من الهدوء لمواصلة العمل.. كيف يعمل وزير أو مسئول في أي موقع.. ونصف عقله مشغول بالمحافظة علي نفسه بعيدًا عن قذائف الاتهامات! - أضيئوا الأنوار، ساعدوهم لكي ينجزوا ويحققوا أحلامنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا