لو أي سفينة تعرضت للغرق تلاحظ أن البعض قد يفضل القفز إلي المياه برغم أنه حتي لو كانت نسبة النجاة غير مضمونة..
آخرون قد يفضلون بذل الجهد والمحاولات لإنقاذ السفينة وبالتالي إنقاذ أنفسهم.. لا أريد أن أشير إلي مجموعة المتميزين وهم الذين تزامن ظهورهم مع الحالة التي تعيشها مصر والمصريون.. لا أريد الدخول في حوارات جانبية لن تفيد الوطن.. في الإعلام تحديدًا وجدت أن البعض وجد في الأحداث التي تمر بمصر فرصة للنيل من أنس الفقي شخصيًا والإعلام المصري خاصة.. تعالوا نتعلم بالعقل والبداية أسأل: ما هو المطلوب من إعلام الدولة الرسمي بشأن تغطية أحداث لم يتوقعها أي مسئول؟ الإعلام الرسمي في بداية الأزمة كان أمامه خياران أن ينحاز إلي الشارع بكل ما فيه وهو ما يعني الانقلاب أو إلي الدولة وهو ما كان أمرًا صعبًا في ظل غياب المسئولين تمامًا وغلق التليفونات وهذه الإشكالية أصابت كل أركان المجتمع بصدمة.. أسأل: ماذا كنا ننتظر من أنس الفقي وزير الإعلام وعبداللطيف المناوي رئيس قطاع أخبار مصر والمسئول عن الأداء الإعلامي لمحطات التليفزيون في تلك الظروف؟ أنا شخصيًا أري أن وزير الإعلام أنس الفقي نجح في إدارة الأزمة.. قدم لنا الصوت والصورة الموجودة بميدان التحرير وأيضًا لم يهمل صوت العقل وصورة الخراب والأزمات.
- أسأل السادة المحتقنين من أنس الفقي وعبداللطيف المناوي ماذا كنتم تريدون من تليفزيون مصر الرسمي؟..أحد الأصدقاء الصحفيين الغاضبين قال لي: يعملوا زي الجزيرة ولا العربية والـB.B.C؟ كان ردي: تليفزيون مصر الرسمي لم ولن يكون مثل هذه القنوات والمقارنة هنا ظالمة، خاصة أن قناة مثل الجزيرة اتفقنا جميعًا أن لها أجندة ظهرت خلال تغطيتها للحدث لتدمير مصر وحرقها وبرامجها كانت أشبه بمنشورات تحريض للشعب المصري ضد أمنه واستقراره ودعوة لحرق مصر.. هل كنت تتصور أن يسير تليفزيون مصر الرسمي في تغطيته للأحداث علي منهج الجزيرة.. زميلي لم يرد.
- علينا أن نقف لحظة صدق مع أنفسنا الوقت ليس مهيأ بالمرة ولا الظروف للابتزاز أو تصفية الحسابات الشخصية سواء مع الفقي أو غيره.. لقد اندهشت لأن جمال الشاعر رئيس الفضائية المصرية هاجم أنس الفقي وعبداللطيف المناوي متهما الرجلين بفرض وجهة نظر محددة علي البرامج وضم القنوات. والمضحك اتهامه بأن وزير الإعلام كان وراء انضمام الشاعر للحزب الوطني.. طبعًا كلام يوضح بالفعل أن الشاعر يفضل القفز من فوق السفينة عن طريق إيجاد مبررات مضحكة قد تكون دافعًا له للحصول علي مكاسب شخصية.
- الإعلام المصري الرسمي كان صوتًا للعقل.. علينا أن نكون منصفين في الحكم علي الأشياء.. وننتبه بأن الخطر يحيط بنا جميعًا.. والسفينة لو غرقت لن ينجو منها أحد وأول الغارقين القافزون منها.
- علي شاشة تليفزيون مصر وجدنا من يطالب بعزل الرئيس وهناك من يدافع عن وجود الرئيس في منصبه لضمان الاستقرار وهو ما يعني نضج التحركات الإعلامية لمواكبة الحدث.
- كفاية نشر الحقد والتحريض بيننا وتطبيق نظرية التخوين.. وإذا كنا اتهمنا الجزيرة بأنها أداة لتحقيق هذا. فالملاحظ أننا ننتهج نفس سيناريو «الجزيرة» لكن دون أن ندري.. كفي ارتداء ثوب البطولة.. السفينة لن تغرق.. وعلي القافزين أن يتحلوا بالشجاعة والبداية الكف عن البحث عن تبريرات غير مقنعة.
- برافو أنس الفقي.. وأري أن عبداللطيف المناوي نجح في إدارة الأزمة وظهر علي أنه إعلامي يمتلك الكثير من القدرات أتاحت للناس الطمأنينة من خلال حوارات مع شخصيات لديها ما تقوله، وقد أدي الأمر إلي نشر الحقائق والطمأنينة والهدوء والأمن بين المصريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا