بقلم كمال عامر
أشياء مختلفة بين ما يدور في ميدان التحرير وما جري بميدان جامع مصطفي محمود وشارع جامعة الدول العربية
لقد عشت عن قرب احداث الموقعين.. الحركة الشبابية في ميدان التحرير كانت تعلم جيدا ماذا تريد.. لافتات موجهه للعالم.. وباللغات الأجنبية مع احتلال أماكن بالقرب من كاميرات الفضائيات مجموعات تعلم جيدا ماذا تريد.. لها أكثر من مطلب.. المشهد في ميدان مصطفي محمود وشارع جامعة الدول العربية مختلف، حيث إن القوي المتظاهرة فيهما التفت حول شيء واحد وهو الاستقرار في هذه المرحلة وفض الاعتصامات وعودة الحياة ودعوة السياسيين لتطبيق ما تم الاتفاق عليه وكانت العناوين عربية ومعظمها دار حول تأييد مبارك وضرورة احترام عطائه برغم أن المشهدين قد يبدو للبعض أنهما متعارضان إلا أنني أعتقد أن هناك اتفاقاً حول نجاح الحركة الشبابية في تحريك الحياة السياسية في مصر إلي نقطة كان الجميع يحاول الوصول إليها.. الاتفاق أيضا علي ضرورة عودة الأمور إلي طبيعتها لعلاج آثار التخريب وتهيئة الأجواء لبدء حوار ديمقراطي يمثل الجميع لترجمة المواقف إلي أفعال.
التقيت الكثير من المعتصمين بميدان التحرير كان النقاش يبدأ حاداً ثم ينتهي بكلمة «يرضيك يضربونا بالنار».. هم شباب بالفعل يعيشون انتصارا فريدا بعد أن حققوا نتائج سياسية.
فشل الجميع في مجرد الاقتراب منها.. إنهم يحاولون ايجاد مخرج آمن لهم من ميدان التحرير.. يريدون العودة لبيوتهم لكن هناك قوي سياسية مستفيدة من الوضع المتأزم تعمل وبكل الطرق علي استمرار الوضع علي الأقل حتي تحصل علي نصيب سياسي من الحلول.. خاصة أن عودة الشباب إلي بيوتهم يعني انتهاء حالة الضغوط علي الحكومة والنظام المصري التي بدون شك سوف تكون الحلول المقدمة للأحزاب تتلاءم وقوة هذا أو ذاك والأوراق التي بيدكل منهم.
القوي المعارضة بكل أشكالها علي قناعة بأن الانتصارات المعنوية التي حصلت عليها - خاصة الحزبية - لن تتوافق أو تتساوي عند المقارنة فيما لو حدثت أو تحققت قبل أو بعد عودة المتظاهرين لمنازلهم.
لا يمكن بأي حال أن تربط كل الأعمال بالمؤامرات أنا ضد التعتيم لكن من اللافت هناك من لا يسعده أن تكون مصر قوية وأن يكون التحول إلي الديمقراطية يجري في مصر بلد الـ85 مليون دون دماء أو سلميا.. هذا فيه إحراج كبير لجهات متنوعة.. هناك أيضا من يحاول تمزيق أركان الدولة وإظهار مصر علي أنها بلد فوضوي لدفع المستثمرين للهروب منها والانتقال إلي أسواق بديلة.. وهناك حكومات حولنا بالفعل تظهر بوصلة لرجال الأعمال لتوجيه استثماراتهم.
مصر المستقرة والقوية أمر بالفعل يزعج أمريكا وإسرائيل وعدداً من الدول الأخري لأن هذا معناه أنها قوة تتحرك في أي اتجاه وبقوة دون أي محددات أو توجهات خارجية.
في حالة الفوضي يمكن لأي جهة أن تتدخل وتطلق سراح السجناء وتشارك في التدمير أو المظاهرات أو غيرها، ومصر تعيش حالة فوضي والدليل وصول سجناء حزب الله إلي لبنان وحماس إلي غزة، وأيضا سجناء الصعيد إلي بلدانهم، ولو كان لدينا سجناء لإسرائيل أو غيرهم لعادوا لبلدهم، مصر الآن تعيد لنا شكل لبنان الطائفي.. غابت الحكومة المصرية.. دخلت مصر حالة من الفوضي والنتيجة واضحة، الفوضي بدأت تظهر في الانفلات الأمني وقطع الطرق أمام السيارات وتشل حركة المرور والأقسام، هذه الفوضي لا يمكن لأي مصري مهما كان أن يوافق عليها لأنها تعني أنه لا أحد في مصر آمن بمن فيهم أسر المتظاهرين أو قيادات المعارضة أو حتي الحكومة.. الفوضي في الحركة المالية والتعاملات النقدية بدأت بالبورصة والبنوك ووصلت إلي غلق المصانع تشريد العاملين ولو استمرت بدون شك ستكون هناك «مجاعة» وهي ما يتيح لمن يملك الأسلحة أن يفوز سواء كان مسلماً أو مسيحياً.. مجرماً أو مواطناً عادياً.. الكل سوف يخرج للبحث عن طعام له ولأسرته.
الفوضي تعني تدخل لوضع مصر تحت الحماية ووصول الآلاف من النشطاء في العالم للإقامة في ميدان التحرير.. يتم لا وهم مجموعات ليس في قاموس أولوياتها المواطن المصري وضرورة توفير الحد الأدني لاستمرار حياته.
الفوضي تعني لا علاج للفقير وأن كلمة بسيطة من شاب عمره 13 عامًا أمام حاجز من نوع «هذا عميل» أن يتدخل الذين حوله لقتل هذا المواطن.. وأن يقوم كل طرف لديه خصومة ولو بسيطة مع آخر باتخاذ أي قرار عقابي وتنفيذه دون خوف.
الفوضي تعني عدم ذهاب أبنائي للمدارس أو الكليات ودفع هؤلاء الأولاد للنزول للشارع لتعليم ثقافة ولغة جديدة أقلها الحياة للأقوي والكلمة للسلاح.. وهو ما يعني أن عمري وغيري الذي قضيناه من أجل تعليم أولادي ضاع دون أي عائد وهذا لا يرضي أحداً.
الفوضي بوضوح ستلحق ضررا اجتماعيا ونفسيا في الجميع وبدرجات متفاوتة.
أنا علي يقين أن مصر بالفعل دولة قوية ويمكنها أن تتخلص من أي آثار معوقة لأنها قوية..
القوة هنا بالشعب.. والإرادة والتحدي ولدينا سابقة في العصر الحديث وهي هزيمة 1967 وانتصار 1973.
المعارضة في مصر لا يمكنها أن تهدف من خلال مواقفها إلي احداث فوضي.. لأنها علي يقين بأن أحداً لن يكون بمنأي عن الاضرار.
تعالوا نبدأ عصراً جديداً.. يتمتع فيه المواطن المصري من الموقف وهذا لن يأتي إلا بعد الترجمة الفعلية لحزمة الإصلاحات التي أعلنها الرئيس مبارك.
لنجعلها جمعة «التهدئة» جمعة لم الشمل.. الجمعة الحزينة علي من توفي أو أصيب.. وهؤلاء دفعوا ثمنا باهظا لتغيير شكل ومضمون حياة المصريين إلي الأفضل.
لقد عشت عن قرب احداث الموقعين.. الحركة الشبابية في ميدان التحرير كانت تعلم جيدا ماذا تريد.. لافتات موجهه للعالم.. وباللغات الأجنبية مع احتلال أماكن بالقرب من كاميرات الفضائيات مجموعات تعلم جيدا ماذا تريد.. لها أكثر من مطلب.. المشهد في ميدان مصطفي محمود وشارع جامعة الدول العربية مختلف، حيث إن القوي المتظاهرة فيهما التفت حول شيء واحد وهو الاستقرار في هذه المرحلة وفض الاعتصامات وعودة الحياة ودعوة السياسيين لتطبيق ما تم الاتفاق عليه وكانت العناوين عربية ومعظمها دار حول تأييد مبارك وضرورة احترام عطائه برغم أن المشهدين قد يبدو للبعض أنهما متعارضان إلا أنني أعتقد أن هناك اتفاقاً حول نجاح الحركة الشبابية في تحريك الحياة السياسية في مصر إلي نقطة كان الجميع يحاول الوصول إليها.. الاتفاق أيضا علي ضرورة عودة الأمور إلي طبيعتها لعلاج آثار التخريب وتهيئة الأجواء لبدء حوار ديمقراطي يمثل الجميع لترجمة المواقف إلي أفعال.
التقيت الكثير من المعتصمين بميدان التحرير كان النقاش يبدأ حاداً ثم ينتهي بكلمة «يرضيك يضربونا بالنار».. هم شباب بالفعل يعيشون انتصارا فريدا بعد أن حققوا نتائج سياسية.
فشل الجميع في مجرد الاقتراب منها.. إنهم يحاولون ايجاد مخرج آمن لهم من ميدان التحرير.. يريدون العودة لبيوتهم لكن هناك قوي سياسية مستفيدة من الوضع المتأزم تعمل وبكل الطرق علي استمرار الوضع علي الأقل حتي تحصل علي نصيب سياسي من الحلول.. خاصة أن عودة الشباب إلي بيوتهم يعني انتهاء حالة الضغوط علي الحكومة والنظام المصري التي بدون شك سوف تكون الحلول المقدمة للأحزاب تتلاءم وقوة هذا أو ذاك والأوراق التي بيدكل منهم.
القوي المعارضة بكل أشكالها علي قناعة بأن الانتصارات المعنوية التي حصلت عليها - خاصة الحزبية - لن تتوافق أو تتساوي عند المقارنة فيما لو حدثت أو تحققت قبل أو بعد عودة المتظاهرين لمنازلهم.
لا يمكن بأي حال أن تربط كل الأعمال بالمؤامرات أنا ضد التعتيم لكن من اللافت هناك من لا يسعده أن تكون مصر قوية وأن يكون التحول إلي الديمقراطية يجري في مصر بلد الـ85 مليون دون دماء أو سلميا.. هذا فيه إحراج كبير لجهات متنوعة.. هناك أيضا من يحاول تمزيق أركان الدولة وإظهار مصر علي أنها بلد فوضوي لدفع المستثمرين للهروب منها والانتقال إلي أسواق بديلة.. وهناك حكومات حولنا بالفعل تظهر بوصلة لرجال الأعمال لتوجيه استثماراتهم.
مصر المستقرة والقوية أمر بالفعل يزعج أمريكا وإسرائيل وعدداً من الدول الأخري لأن هذا معناه أنها قوة تتحرك في أي اتجاه وبقوة دون أي محددات أو توجهات خارجية.
في حالة الفوضي يمكن لأي جهة أن تتدخل وتطلق سراح السجناء وتشارك في التدمير أو المظاهرات أو غيرها، ومصر تعيش حالة فوضي والدليل وصول سجناء حزب الله إلي لبنان وحماس إلي غزة، وأيضا سجناء الصعيد إلي بلدانهم، ولو كان لدينا سجناء لإسرائيل أو غيرهم لعادوا لبلدهم، مصر الآن تعيد لنا شكل لبنان الطائفي.. غابت الحكومة المصرية.. دخلت مصر حالة من الفوضي والنتيجة واضحة، الفوضي بدأت تظهر في الانفلات الأمني وقطع الطرق أمام السيارات وتشل حركة المرور والأقسام، هذه الفوضي لا يمكن لأي مصري مهما كان أن يوافق عليها لأنها تعني أنه لا أحد في مصر آمن بمن فيهم أسر المتظاهرين أو قيادات المعارضة أو حتي الحكومة.. الفوضي في الحركة المالية والتعاملات النقدية بدأت بالبورصة والبنوك ووصلت إلي غلق المصانع تشريد العاملين ولو استمرت بدون شك ستكون هناك «مجاعة» وهي ما يتيح لمن يملك الأسلحة أن يفوز سواء كان مسلماً أو مسيحياً.. مجرماً أو مواطناً عادياً.. الكل سوف يخرج للبحث عن طعام له ولأسرته.
الفوضي تعني تدخل لوضع مصر تحت الحماية ووصول الآلاف من النشطاء في العالم للإقامة في ميدان التحرير.. يتم لا وهم مجموعات ليس في قاموس أولوياتها المواطن المصري وضرورة توفير الحد الأدني لاستمرار حياته.
الفوضي تعني لا علاج للفقير وأن كلمة بسيطة من شاب عمره 13 عامًا أمام حاجز من نوع «هذا عميل» أن يتدخل الذين حوله لقتل هذا المواطن.. وأن يقوم كل طرف لديه خصومة ولو بسيطة مع آخر باتخاذ أي قرار عقابي وتنفيذه دون خوف.
الفوضي تعني عدم ذهاب أبنائي للمدارس أو الكليات ودفع هؤلاء الأولاد للنزول للشارع لتعليم ثقافة ولغة جديدة أقلها الحياة للأقوي والكلمة للسلاح.. وهو ما يعني أن عمري وغيري الذي قضيناه من أجل تعليم أولادي ضاع دون أي عائد وهذا لا يرضي أحداً.
الفوضي بوضوح ستلحق ضررا اجتماعيا ونفسيا في الجميع وبدرجات متفاوتة.
أنا علي يقين أن مصر بالفعل دولة قوية ويمكنها أن تتخلص من أي آثار معوقة لأنها قوية..
القوة هنا بالشعب.. والإرادة والتحدي ولدينا سابقة في العصر الحديث وهي هزيمة 1967 وانتصار 1973.
المعارضة في مصر لا يمكنها أن تهدف من خلال مواقفها إلي احداث فوضي.. لأنها علي يقين بأن أحداً لن يكون بمنأي عن الاضرار.
تعالوا نبدأ عصراً جديداً.. يتمتع فيه المواطن المصري من الموقف وهذا لن يأتي إلا بعد الترجمة الفعلية لحزمة الإصلاحات التي أعلنها الرئيس مبارك.
لنجعلها جمعة «التهدئة» جمعة لم الشمل.. الجمعة الحزينة علي من توفي أو أصيب.. وهؤلاء دفعوا ثمنا باهظا لتغيير شكل ومضمون حياة المصريين إلي الأفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا