بقلم - كمال عامر
الاخوة في الجزائر غاضبون من الخطاب الإعلامي للصحافة الرياضية المصرية تجاه مباراة منتخب الجزائر وشقيقه المصري - اليوم - في تصفيات مونديال 2010 الانزعاج - علي حد قولهم - من نبرة الهجوم علي المنتخب الجزائري وعدم الرضا من جانب المصريين علي خطة تحفيز المنتخب الجزائري والتي يقوم بها الإعلام الجزائري.
لقد زرت الجزائر ثلاث مرات، وقد حضرت مباراة المنتخبين هناك بمدينة قسطنطينية. وشاهدت عن قرب التشجيع الجزائري لمنتخب بلادهم وأيضًا ووسط هذا التشجيع خطتهم لمساعدة منتخب بلادهم للفوز بالمباراة هناك والتي انتهت بالتعادل ومدي عنف الهجوم علي منتخب مصر.
الجزائر دولة قريبة إلي قلوبنا كمصريين.. ودوري أبطال العرب لم ينجح بإذابة الجليد الناتج من الاحتقان الكروي أو غيره الموروث.. إذا كانت دول مثل تونس والمغرب وغيرهما.
نجحت الرياضة وغيرها في نزع فتيل الاحتقان الجماهيري إلا إنني أري الرياضة لم تقم بمثل هذا الدور في العلاقة بين جماهير الكرة المصرية والجزائرية.
من غير المعقول أو المقبول أن تشهد الملاعب الرياضية خروجًا عن الروح الرياضية خاصة إذا كان الطرفان فرقا مصرية أو جزائرية ومن غير المعقول أن يحاول الاخوة والأشقاء في الجزائر تحفيز فريقهم وتشجيعه عن طريق تصور منتخب مصر وجماهير اللعبة وكأنهم «غزاة».
الصحافة المصرية لم تهاجم أي عنصر من عناصر الرياضة في الجزائر عندنا أكثر من 200 مطبوعة لم يتعرض أكثر من 197 منها لأي لاعب أو حكم جزائري. بل الواضح أننا نحاول تشجيع المنتخب المصري وتحفيزه، دون الحاق أي ضرر بالمنتخب الجزائري أو طاقم تدريبه أو الجماهير الجزائرية.
الصحافة الجزائرية بدورها عادة ما تلجأ في عملية «تسخين» و«تحفيز» فريقها إلي مهاجمة الصحافة المصرية والمسئولين أيضا وهو خطأ. لقد أطلقت علي سطور تحفيز المنتخب الجزائري وصور الكاريكاتير ومازلت أحتفظ بما تم كتابته قبل وبعد لقاء قسطنطينة والسخرية من «الأهرامات» وغيرها.. سمعت ما تردده الجماهير الجزائرية ضد فريق مصر بدءًا من «أكلة الفول» ومرورًا بـ«شاريهان» وغيرها.
في نفس الوقت لم ولن تفعل جماهير الكرة المصرية شيئا ضد جماهير الجزائر أو فريقها الوطني.
لقد رفضت سلوك التوءم حسام وإبراهيم حسن في الجزائر وما بدر منهما تجاه جمهور الجزائر ولم يقف مصري واحد معهما.
لكن يظهر أن الاخوة في الجزائر عادة ما يسعون أن يكون الالتزام من جانب واحد وهو المصريين فقط.
المباراة هنا أو هناك جولة واحدة وعلي السياسيين والمثقفين أن يراعوا أن العلاقة الكروية - علي الأقل بين الشعبين في مصر والجزائر تحتاج لتطوير بتغيير بعض المفاهيم السائدة.
ليس هناك رواسب قديمة ولا رغبة من المصريين في القاء دروس علي الاخوة الجزائريين ولنبدأ بالكرة ولنجعل منها وسيلة للتقارب ولنستهل بمنتخب مصر والجزائر في إذابة الجليد الموروث.
منتخب الجزائر في عيون المصريين ويجب أن يكون منتخب مصر أيضا في عيون الاخوة في الجزائر وعلي الاخوة في الجزائر من الصحفيين المتخصصين في الكتابة الرياضية الامتناع عن صناعة فجوة أو تمزيق النفوس وتشتيت الأذهان واصطناع خصومة لا وجود لها بين جماهير اللعبة في مصر والجزائر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا