الاثنين، 17 يناير 2011

الخطر لا يفرق بين مسلم ومسيحي

بقلم كمال عامر
الجرائم موجودة طالما أن الشر موجود. هذه حكمة أراها في أمريكا صاحبة أقوي طرق مراقبة للأشخاص في العالم. وأيضاً في فرنسا وألمانيا ومروراً بكل دول أوروبا!!

عندما غضب المجتمع المصري كله لحادث الإسكندرية كان هناك من يبحث عن تجفيف منابع الإرهاب.. برغم أن الحالة الانفعالية سيطرت علي معظمنا إلا أن بعض الأصوات باتت مدركة لقائمة الاهتمامات بشأن علاج هذا الخطر العائد إلي مصر بعد غياب بعضنا مع الأسف خلق حالة من الاشتباك الجانبي عن طريق التحرش بجهات وشخصيات مختلف معها. ظهرت سوق رائجة للتصريحات والتحليلات والتعليقات في الجرائد واستديوهات التحليل وغيرها.

وقد اندهشت لأن عدداً كبيراً من كتيبة الاحتقان في سبيل الحصول علي مكاسب تعيد لهم توازنهم في الشارع السياسي حاولوا حرق كل الثوابت الوطنية. بل ذهب بعضهم إلي تأليب الجميع ضد الجميع.

بدون شك كل المصريين شعروا بالحزن علي ضحايا الحادث الأبرياء كما شعروا بالحزن علي ضحايا الحوادث المشابهة. بل علي ضحايا الطرق من المصريين وغيرهم، المصريون شعروا بالغضب والحزن علي ضحايا سمكة القرش في شرم الشيخ برغم أنهم من جنسيات غير مصرية.. المصريون يشعرون بالغضب والحزن الشديد علي أي دماء تسيل علي أرضها دون النظر لصاحب هذه الدماء.

بدون شك هناك أولويات لعلاج أي قضايا ونحن الآن في ظروف أهدأ لوضع روشتة للعلاج وأيضا أولويات. يجب أن نرصد محاولات بعض المصريين لسكب البنزين علي النار علي الأقل لكي يقولوا لنا: «شوفتم.. مش قلنا لكم».. الأزمة أظهرت لنا جانباً من أنصاف متعلمين حاولوا تقديم أنفسهم علي أنهم المتعلمون والخبراء وأصحاب الرؤية المستقبلية.. كل هذا وارد. لكن أن يسقط وسط هذه الأزمة ويتورط فيها بعض من الكبار سواء بقصد أو دون قصد هذ أمر محزن حقًا.. من باب أولي أن نعلن التضامن معًا لصالح قضية وطنية واضحة المعالم ثم من تحت هذا العنوان نبحث عن قضايا أو محاور فرعية لتكملة حلقات حصار الإرهاب والإرهابيين.. كما قلت إن الانفجارات لا تفرق بين المسلم أو المسيحي.. وفي اعتقادي أن هناك من يسعي لجذب المصريين إلي فتنة.

وخلافات داخلية قد تصل لحدود أعلي!! والسبب قد يكون جذب عيوننا عن أخطار الخارج لمنح فرصة لفرض رأي أو اتجاه ضد مصالح مصر، البعض مع الأسف يروج وينشر بأن الإخوة المسيحيين بمصر يقفون طوابير أمام سفارات أوروبا وكندا.. وقد تحققت أن هذا لم يحدث بل إن الأمر روتيني وفي الطوابير أمام السفارات المسلمون من طالبي السفر للخارج للبحث عن فرصة أفضل أو الهجرة، أكثر عددًا من المسيحيين الأمر اللافت أن حجم الشائعات زاد بدرجة كبيرة. ومن المؤكد أن هناك أصابع داخلية ترغب في لعب دور لتنشيط الأزمة وصناعة غيرها وهدفها واضح في الاستحواذ علي فرص أو ميزة ما.

ممارسات وأفكار هؤلاء بدون شك تصب في ضرب المصالح الوطنية سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة!! وصناعة أزمات ليس للنظام ولكن للشعب كله.

عدد من المحتقنين حاولوا اللعب بورقة الخارج، ومع الأسف البعض منا ساعدهم بطريقة ما في الإعلام أو غيره، الحادث الإرهابي الذي وقع بمدينة الإسكندرية حاول بعض القوي استغلاله لمصالحها، لكن أري أن اليقظة الوطنية كانت كافية لتراجع تلك المجموعات، علينا أن نستفيد مما حدث- علي الأقل بالبدء في تحصين المجتمع وإزالة الشوائب الناتجة عن الحادث بشرط التأكيد علي أنه في حالة الخطر لا أحد يخرج منتصرًا، والثمن معروف، مصر القوية هي الضمان الوحيد والأكبر لأمن المجتمع بكل فئاته.. ومن هنا واجب علي كل المصريين العمل - كل في مجاله - علي أن تكون مصر دولة قوية وهذه القوة لن يصنعها إلا المصريون مسيحيين ومسلمين.. وحادث المنيا فردي.. الضحايا بالفعل مسيحيون ولكن هم مصريون أيضاً، من الواضح أن مصر مستهدفة من مجموعات إرهابية مسلمة أو غيرها.. وعلينا الانتباه لهذا المخطط وكشفه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا