بقلم كمال عامر
بعد أن سمعت خبر الانفجار أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية أصبت بصدمة ليقيني بأن الانفجارات لا تفرق بين أصحاب الأديان ولا المهن. شعرت بالغضب لأن هذا الانفجار هنا كان موجهاً ضد الوطن وهيبة الدولة.. ولا علاقة للمسيحي أو المسلم به والدليل أن الكثير من الحوادث الإرهابية التي تعرضت لها مصر كان ضحاياها من المسلمين أكثر من غيرهم.. لم يطرح أي مسلم وقتها حكاية أن هناك تفرقة بين نوع ديانة أو فصيلة دم حتي عندما دخلت الدولة حرباً ضد المتطرفين من المسلمين لم يخرج علينا أي وزير أو مسئول أمني أو غيره بأن هذا العمل لصالح الإخوة المسيحيين علي سبيل المثال.. بل لم نر رجل دين مسلماً أو غيره يشير بطريقة مباشرة أو حتي غير مباشرة إلي أن حملة محاربة التطرف والتي تشارك فيها قوي «الأمن» و«صحف» و«تليفزيون مصر» و«وزراء في مصر تندرج تحت أي مسمي يشير إلي مصلحة للمسيحيين حتي لو أن غياب التطرف الإسلامي فيه نوع من الفائدة لكن الدولة بكل أجهزتها مؤمنة بأن التطرف يضر بالمجتمع كله.. والمتطرفون مخربون.. في المقابل كانت لدي قناعة منذ أن علمت بخبر حادث الإسكندرية المؤلم بأن هناك في مصر من سيحاول الاستفادة من الحدث المؤلم.
هناك شريحة لها مشاكل مع الحكومة، ومعارضة تعيش مأزقاً بعد انتخابات مجلس الشعب.
وشخصيات فضائية تشعر بأن الأضواء بدأت تنحسر عنها.. وكُتاب لم يعد لديهم ما يقدموه، ومقدمو برامج منعهم أنس الفقي من بث أحقادهم للناس من خلال البرامج التليفزيونية والفضائية وصحف وصحفيون يرون في هذا الحادث وغيره موسماً وفرصة لتصفية الحسابات ورموز حقد وضغينة، هذه التركيبة موجودة وأي مدقق في المشهد يمكنه أن يحدد أسماء هذه الشبكة بسهولة في النيل للأخبار كشفت عن خوفي من تلك التركيبة.. لأنني مؤمن بأن هناك حدوداً وسقفاً لأي لعبة، إذا كانت للأحزاب مشكلة مع الحزب الوطني.. أو مشكلة بين كاتب وجريدته أو مقدم برنامج وأصحاب الفضائية.. كل هذه الأمور في اعتقادي أمر معروف كل أبعاده وأنا أطلق عليها اللعبة الصغري.
وتفجير الإسكندرية هو من الكبائر لأن الأمر هنا موجه ضد الدولة وعلي الجميع أن يمتنع عن الدخول طرفًا في هذه المشكلة تحديدًا.. الاخوة الأقباط وجدوها فرصة مع تطور أداء وتعبير الرفض، وجدناهم في مظاهرات هنا وهناك، وقد زاد من ثورتهم دخول مجموعة من التركيبة المحتقنة وكما توقعت في تعليقي
لقناة النيل للأخبار - قبل كلمة الرئيس مبارك - قلت إن الانفجار موجه ضد مصر بكل ما فيها. وعلينا ألا نبتلع الطعم ونفرق ما بين الضحايا.. الارهاب لا يعرف ديناً ولا عناوين ولا مسجدًا أو كنيسة فقد ضرب قبل ذلك أمام جامع والمسلمون لم يخرج منهم من يقول لماذا نحن دون الكنيسة؟ وعندما ضرب الإرهاب أمام كنيسة القديسين وجدنا من الإخوة الأقباط من يقول لماذا نحن وليس غيرنا؟ هذا هو الفخ الذي وقع فيه الإخوة الأقباط.. مشهد الصوت العالي نقل طلباته من الإدانة إلي تحقيق مطالب سياسية واجتماعية للاخوة الأقباط ولو لم أكن علي قناعة تامة بأن هناك من جذب صوت الغضب المسيحي إلي هذا الطريق وإلي تلك المطالب لقلت أن هناك «يد» لها مصلحة بهذا المشهد لعبت دورًا في الانفجار.
هناك حالات مشابهة في العالم وحرب أمريكا علي العراق تحديداً والمبررات الكاذبة التي ساقها بوش الابن لتسويق هذه الحرب دليل علي أن هناك من يرتكب الحماقة لدرجة القتل والتدمير لتحقيق أهداف أخري.
الحكومة بكل أجهزتها تبذل جهوداً مهمة في المحافظة علي أمن وسلامة المواطنين.. مسلمين ومسيحيين وضيوف مصر وهي قضية لا تستحق حتي المناقشة ومن الواجب أن يكون لدي الأشقاء الأقباط مزيد من التروي فليس من المعقول أن تتحول القضية من البحث عن الجاني ومساعدة وزارة الداخلية في هذا الشأن إلي مزيد من الإثارة والتحول بالقضية لمنحني آخر مختلف بشأن حقوق ومكتسبات وقوانين.. وأسأل بدوري: هل من الممكن أن تتصور القيادات القبطية أن تستجيب الدولة المصرية لطلبات أصوات الغضب القبطي؟؟
ألم يتوقعوا رد الفعل فيما لو حدث ذلك.. كنت أتصور أن الحكماء من هذا الجانب يدركون أن الوقت غير مهيأ بالمرة لتوسيع قائمة الطلبات وخروجها عن تقديم كل المساعدات الممكنة لضبط الجناة أو كشف أبعاد التخطيط.. إذ كنت قد حذرت التركيبة المحتقنة من الدخول في اللعبة الكبري فأنا هنا أيضا أوضح للإخوة الأقباط بأن مصر القوية هي أفضل ضمان لأي استقرار للمسيحيين والمسلمين واضعافها ضرر لن ينجو منه أحد، والتصعيد أمر لن يفيد طرفاً بل سيكون الكل خاسراً بمن فيهم الأقباط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا