الخميس، 11 نوفمبر 2010

رشيد في قطر

بقلم كمال عامر
الاستثمارات الأجنبية أو العربية مهمة جدًا للاقتصاد المصري وهي في المجمل العام لها نتائج ابسطها توفير فرص عمل مع القطاع الخاص المصري وأيضا دوران العجلة الاقتصادية وفي النهاية تؤدي هذه النتائج إلي الانتعاش.

دول العالم تتسابق لجذب الاستثمارات الخارجية بدءًا من الصومال حتي أمريكا .. الدول العربية الغنية مثل السعودية والإمارات وغيرهما تعتمد علي الاستثمارات الخارجية لتكملة حلقات التنمية.

في مصر هناك ايمان حقيقي بحتمية وضرورة جذب رأس المال الاجنبي للاستثمار في مصر وفي هذا السياق نجد أن حكومة د. أحمد نظيف أخذت علي عاتقها وضع التيسيرات ومنح الحوافز كوسائل جذب لهذا النوع من الاستثمار.

بعض الوزراء في حكومة د. أحمد نظيف تمردوا علي الايقاع الحكومي البطيء بانتظار المستثمر بل اقتنعوا بأن هناك من الطرق ما هو اكثر افادة من الانتظار من هنا جاءت فكرة بعثة طرق الأبواب.

م. رشيد محمد رشيد وزير التجارة سافر إلي قطر علي رأس وفد من رجال الأعمال المصريين وهي زيارة غير عادية في توقيت غير عادي بالمرة.. قطر دولة تشهد نموًا اقتصاديًا ملحوظًا من السهل رصد حركة التطور فيها. والحركة العمرانية تحديدًا تعد تجسيدًا للنمو الاقتصادي، ومن الصعب أن يستمر وضع أي قطعة أرض علي حالها لعدد من الشهور!!

قطر أحد نمور الخليج العربي، تملك شركات ومؤسسات اقتصادية واضحة.. كنت قد شاهدت قطر وما يحدث فيها واستمعت لأكثر من مسئول أو مصري مقيم هناك والتقيت بالمصريين، وتأكدت أن الوضع الاقتصادي الحالي بين مصر وقطر لا يرتقي إلي حالة اقتصادية سليمة، ونشرت وناشدت بأن تكون هناك جهود أكبر في سبيل جذب رءوس الأموال القطرية إلي مصر للاستثمار المتنوع، خاصة أن رءوس الأموال القطرية قوية ووفيرة، ومصر سوق واعدة.. لاحظت أيضًا أن هناك جهات تعبث في العلاقة المصرية/ القطرية.. وتعاملت مع ما رأيته بمناشدة بأن تكون اليد الممتدة من مصر إلي قطر ومن قطر إلي مصر قوية لتتحمل أي مواقف.

لذا كان من المهم لي شخصيًا أن أتابع زيارة م. محمد رشيد والوفد المصري من رجال الأعمال والصناعة إلي قطر.. حضرت الاجتماعات، واستمعت إلي التعليقات وتأكدت لي عدة حقائق مهمة منها أن العلاقات الدبلوماسية القوية بين البلدين هي الضمان القوي لعلاقات اقتصادية مريحة.. الأمر الذي أسعدني أن وزير التجارة م. رشيد قد حمل رسالة من الرئيس مبارك إلي شقيقه الأمير حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر وهي خطوة أتمني أن تليها خطوات.. رجال الأعمال عادة ما يشعرون بالاضطراب فيما لو أن هناك أي تغيير علي المستوي السياسي.. هم يشعرون بالاطمئنان في ظل التوافق والتعاون السياسي بين قيادتهم وقيادة بلد الاستثمار.

رجال الأعمال القطريون شرحوا أفكارهم. ومشاكلهم. وكشفوا عن تخوفاتهم .. في المقابل رجال الأعمال المصريون حددوا خريطة الاستثمار المطلوبة مثل البنية التحتية، مناطق صناعية زراعية، قطاع التجارة الداخلية والغذائية.

مشروعات في الصعيد وغرب خليج السويس والمدن الجديدة وقطاع الاتصالات.. الأشقاء من رجال الأعمال في قطر لفتوا النظر إلي أن «السستم» في مصر مزعج جدا، وضربوا مثلاً بالتسهيلات التي تقدمها البرازيل وشيلي واطمأنوا علي أن حزمة التسهيلات المصرية مؤثرة والدليل تقرير من البنك الدولي يمنح مصر المركز الـ18 من حيث التسهيلات الجاذبة للمستثمرين.. الأهم أن رجال الأعمال القطريين قالوا: «مصر من أكبر الدول في العالم جذبا للاستثمار لا تقل عن البرازيل أو الهند خاصة أن الأفكار موجودة والمشروعات وهناك رغبة أكيدة لدخول المستثمرين السوق المصرية في غرفة التجارة والصناعة القطرية، دار حوار بين رجال الأعمال المصريين والقطريين نجح م. محمد رشيد في وضع كل الأمور علي المائدة. أكد علي أهمية التعاون بين مصر وقطر علي كل المستويات.. مشيدًا بحالة بالنمو بالاقتصاد القطري موضحًا أن التعاون بين الجانبين يحتاج لمجموعة من المبادرات تعود بالفائدة علي الطرفين مشيرًا إلي أن هناك حزمة جديدة من الإصلاحات الاقتصادية لجذب حجم أكبر من الاستثمارات معلنا أنه من أجل مزيد من التعاون والتنسيق سيتم تأسيس مجلس أعمال يمثل مصالح رجال الأعمال من البلدين.. في شركة الديار القطرية استمعت ورجال الأعمال المصريين إلي شرح لعمل مشروعات الشركة في العالم بدءًا من طاجستان وكوبا وتركيا وسوريا وأمريكا وأوروبا وبلغاريا وفيتنام ومصر.

اللافت أن الوفد ضم أسامة صالح رئيس هيئة الاستثمار والمناطق الحرة وم.حسين صبور، وشريف رأفت، وعلي موسي، وم.أحمد مكي، وم.خالد نجيب، وهاني برزي، وهشام حسن، وشريف الفار، عمرو جوهر، ورءوف عبدالله، وحسن الشواربي، وطارق الغزالي، وعمرو السيد، وكارم عبدالله، وأحمد السويدي، ورانيا علواني، وأحمد والي، وشريف رضا، ومصطفي الجبلي.

الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس نجحت في تنشيط المظلة السياسية للمستثمرين في قطر ومصر ومنحت رجال الأعمال بقطر فرصة للاطلاع علي التغيرات الاقتصادية التي تشهدها مصر لصالح جذب الاستثمار.. م.محمد رشيد قال للقطريين: مكتبي مفتوح.. وأهلاً برجال الأعمال القطريين في مصر.. سفير مصر في قطر محمود فوزي شهد اللقاءات والمستشار محمد الشريف بالسفارة أيضا لم يترك الوفد متحركا معه خلال الزيارة.. واللافت أن الرغبة القطرية لزيادة الاستثمارات بمصر بدت واضحة والجهد الذي بذله م.رشيد محمد رشيد في هذا الشأن واضح ومؤثر.. علي العموم أنا شخصيا سعيد بتلك الخطوة.. وإن كانت ليست طموحي.. من غير المعقول أن يتجه الاستثمار القطري إلي كل أركان الدنيا وتواضع الأرقام المالية المستثمرة من قطر بمصر حتي الآن تبدو متواضعة.. الخطوة المصرية سوف يتبعها خطوات.. والأشقاء في قطر سيصلون إلي مصر لدراسة الأوضاع علي الطبيعة والتعرف بأنفسهم علي ما تقدمه حكومة د.أحمد نظيف بشأن جذب رءوس الأموال الأجنبية والعربية لمصر.. وهي انفراجة سوف تنزع فتيل الوقيعة بين البلدين ممن هم ضد أي تضامن أو توافق عربي/ عربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا