ترشيح الوزير عن الحزب الوطني علي مقعد الفئات أربك حسابات الجماعة المحظورة لما تمتع به فهمي من التفاف جماهيري في جولاته المبدئية وزياراته للمناطق الفقيرة، خاصة عزبة الهجانة والمسلمين وهي المناطق صاحبة الكثافة التصويتية بالدائرة.
ارتباك الإخوان ظهر واضحا في تصريحات مرشحهم ونائب الدائرة الحالي علي مقعد العمال عصام مختار أثناء جولته الأخيرة في عزبة الهجانة التي طمأن خلالها الأهالي عندما سألوه عن موقف المباني هناك وسارع بالرد قائلاً: إنه اتصل بمحافظ القاهرة الذي وعده بتأجيل أزمة المخالفات وحلها بشكل نهائي، ولكن المحافظ نفي ذلك جملة وتفصيلا.. قائلاً: إن النائب لم يتصل به، وكشف مفاجأة ربما تقلب الحسابات تماما في الدائرة.. وهي أن النائب لم يحضر اجتماع المحافظ المخصص لحل مشاكل الدائرة بشكل نصف شهري ولم يكلف نفسه عناء الحديث عن طلبات أبناء دائرته، وتساءل المحافظ: كيف يقول النائب لأهالي الهجانة إنه سيتولي حل المشكلة في حين أن الملف بالكامل تم تقديمه للنائب العام منذ فبراير الماضي مما يعني أن الملف في يد القضاء؟ المشكلة التي يواجهها الإخوان في الدائرة أن الوزير يتمتع بنفوذ قوي ويعمل بشكل جماعي، أي أن الخوف بالنسبة للإخوان ليس عدم الحصول علي مقعد الفئات الذي تشير المؤشرات الأولية إلي أنه شبه محسوم للوزير، ولكن الخوف علي مقعد العمال الذي أصبح مهددا بقوة في ظل الإدراك الكامل من الإخوان أن الوزير سيعمل مع أي مرشح يختاره الحزب الوطني علي مقعد العمال، وهو السبب في التصريحات الأخيرة الغريبة لنائب المحظورة «مختار»، وإعلانه عدم وجود اسمه في الكشوف الانتخابية واتهام الحكومة بمضايقته، مما يؤكد أن النائب -الذي يعمل بشركة تاون جاس لتوصيل الغاز الطبيعي- يمر بحالة من فقدان الثقة في تحقيق نتيجة مبشرة في الدائرة كما فعل الدورة الماضية.
بعيدا عما يشير إليه المراقبون من حسم الحزب الوطني لمقعدي الدائرة بعد ما منحه اختيار الوزير البترول من موقف داعم للحزب.. يجد المتابع للأحداث في مدينة نصر أن الأهالي يستبشرون خيرا في الدائرة بهذا الترشيح الذي يعني تحويل كل ما يتبقي بالدائرة إلي عمران متكامل الخدمات لما يملكه الوزير من علاقات واسعة بدائرة رجال الأعمال والمؤسسات الخيرية ومن صلات حكومية وإمكانيات وفكر يؤهله لتقديم تلك الخدمات بشكل احترافي وحقيقي يلبي أحلام البسطاء، وأن هناك فرص عمل وخدمات متميزة تنتظرهم وتنتظر أبناءهم وبدا ذلك في تصريحات الأهالي، فتروي سيدة عطية أنها تعيش فرحة غامرة منذ علمها بترشيح الوزير في الدائرة لتأكدها من أن هذا الترشيح سوف يرفع من شأن الدائرة، كما حدث في السويس التي تعتبر خير دليل علي ما ينتظر الدائرة من خير، ويري السيد علي أن الدور جاء أخيرا علي أهالي مدينة نصر ليتمتعوا بمزيد من الخدمات التي يقدمها الوزير بعدما أصبحت دائرته، ويؤكد سيد أن الوزير إضافة قوية للدائرة.. وتساءل: أين كان نواب الإخوان في المشاكل التي تواجهها الدائرة؟ واستنكر الظهور الأخير للنائب الإخواني بالدائرة وادعائه الاضطهاد من الحكومة.
وعلي جانب آخر، يري المراقبون أن ترشيح الوزير جاء فرصة ذهبية لتياري أنصار السنة والجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية الذين يعملون بحق في الدائرة، بينما ينسب ما يقدمونه من خدمات للإخوان المسلمين الذين يختلفون تماما معهم ويؤكدون للأهالي الذين لا يدرك معظمهم الفرق بين هذه التيارات الإسلامية ولا الصراعات الدائرة بينها.. أن هذه الخدمات منهم سعيا لتحقيق مكسب سياسي دون وجه حق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا