كتب كمال عامر
شارك فى التحقيق : عمرو الأنصارى
صعد منتخب الجزائر إلى نهائيات مونديال جنوب أفريقيا على حساب منتخب مصر. وحدث نوع من الاحتقان إلى حد التطرف على هامش أحداث اللقاءات التى جمعت بينهما. ولكن هذا الأسبوع شهد أكثر من حدث دفع المهتمين إلى القول بأنها تصب فى صالح إزالة الآثار التى تفاقمت على هامش هذه اللقاءات الكروية بعد أن أغلق الاتحاد الدولى الملف بإصداره عقوبات ضد الاتحاد المصرى وفى الوقت نفسه جاء لقاء الرئيسين «مبارك» و«بوتفليقة» فى باريس ليؤكد موت الخلافات رسميا وغلق صفحات التوتر والتعصب الأعمى الذى ساد الشارع الرياضى العربى ويضع نهاية للسيناريوهات المزعجة التى وقعت طوال الفترة الماضية بين الدولتين الشقيقتين.
فى روزاليوسف كان ملف كأس العالم أحد أهم الملفات المطروحة ولخصها هذا السؤال وهو: من منا كمصريين سوف يشجع المنتخب الجزائرى فى المونديال؟.. سؤال يبدو نظرياً بسيطاً وسهلا ولكنه يتطلب العودة إلى المربع واحد فى صناعة المشكلة بين مصر والجزائر.. وبالتالى خروج هذا الاستفتاء للنور والذى تحدث فيه خبراء وأسماء لها تاريخ كبير فى كرة القدم ليندرج تحت الاستفتاءات المشروعة وسط مخاوف أن يضع هذا السؤال والإجابات حوله أمرا قد تستغله بعض صحف الجزائر المتحفزة.
ورصد الإجابات يمنحنا مؤشرات جيدة
السؤال بسيط.. والإجابات كلمة وقد حاولنا بكل الطرق أن نحافظ على الغرض من هذا التحقيق.. وشرح الغرض منه .
قلقان على الخضر
أحمد شوبير - نائب رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم السابق - قال: أولا رسميا أنا مع أى منتخب عربى فى المونديال، لكن فى المقابل يجب على الجزائر أن تلعب وتفوز وتقدم كرة حقيقية.. لكن ماذا سنفعل لو أن منتخب الجزائر انهزم؟ على العموم سوف أشجع المنتخب الجزائرى لو قدم كرة تليق به كممثل للقارة الأفريقية.. وإن كنت قلقا لأن نتائجه خلال فترة الإعداد كانت هزيلة ولا تبشر، وكشفت عن وجود عقم تهديفى ولهذا يواجه المدرب رابح سعدان تحديات متنوعة.
الخريطة العربية
أما الإعلامى حازم الكاديكى فمن جانبه قال: بالعقل جمهور مصر مثل الجمهور العربى فى التعاطى مع عظماء كرة القدم المشاركين فى المونديال.. هناك البعض منهم يشجع إسبانيا والبعض يشجع ألمانيا.. بينما يميل الكثيرون إلى تشجيع كرة البرازيل.. هذه خريطة التشجيع العربية فى المونديال وليس جمهور مصر فقط.. أنا شخصيا كنت أشجع إسبانيا فى المونديال السابق.. وهذا ليس إلا تعبيرا عن إعجابى بأسلوب لعبهم وقتها، لكن أتمنى على المستوى الشخصى لمنتخب الجزائر كل التوفيق فى هذه التظاهرة العالمية القوية.
التمثيل المشرف أولاً
مجدى عبدالغنى - عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم - ينقلنا إلى نقطة أخرى بقوله: يا جماعة بلاش ننشر أى حاجة تزعل الناس «مننا».
وأضاف: مادام الموضوع عن الذوق والميل والهوس الكروى، فالمونديال يمثل أكبر تجمع كروى فى العالم.. وتشارك فيه مدارس اللعب المختلفة.. والكبار فى تلك المدارس مثل البرازيل، ألمانيا، هولندا، إسبانيا، فرنسا، الأرجنتين، وهؤلاء ينقسم حولهم مشجعو الكرة فى العالم كله، أما الجزائر فتمثل أفريقيا والعرب. وسوف نشجعها بالطبع ونتمنى لها تحقيق الانتصارات.
المنتخب الأعظم
شوقى غريب - مدرب المنتخب الوطنى - عندما سألناه قال: إنتم عاملين الموضوع ده يا ترى ليه.. هل علشان تعيدونا لجو المشاكل وتعيدوا للذاكرة الشغب ضد منتخب مصر؟! لكن عندما أكدنا له أننا نرصد فقط اتجاه المشاهد المصرى فى المونديال بعيدا عن أى اشتباك أو صناعة مشاكل قال: الفضائيات والثورة الإلكترونية ساهمتا فى نقل وقائع المنتخبات العالمية إلى كل مكان.
الأمر الذى دفع بالمصريين لمتابعة أدق تفاصيل عن كل الفرق المشاركة مثل منتخب فرنسا أو إنجلترا وهولندا وإيطاليا.
والتفضيل هنا سيكون بين تشجيع الكبار بلغة العقل والجزائر بالعاطفة. أنا شخصيا سأتابع الأعظم وكمدرب لا يمكن أن أهمل متابعة منتخب الجزائر وتشجيعه. من صفوف الخبراء والمحللين إلى النجوم، حيث يقول حسنى عبدربه - نجم منتخب مصر: مباريات كأس العالم والمنتخبات المشاركة فيه أشبه بالعروض المسرحية وأفلام كبار النجوم، فهم الذين يجذبون المشاهد. وأنا شخصيا برغم اهتمامى بكل الفرق فإننى سأشجع منتخب الجزائر وأتمنى له التوفيق.
اسم العرب
أما عبدالظاهر السقا - لاعب المنتخب الوطنى المصرى المخضرم - فقال: منتخب الجزائر يلعب باسم العرب، لذا سوف أشجعه بصرف النظر عن أى خلافات، المهم يكسبوا ويفوزوا.
منتخبى المفضل
المعتصم سالم لاعب الإسماعيلى والمنتخب قال: أنا شخصيا أشجع منتخب إنجلترا وهو منتخبى المفضل، ولو لعب منتخب الجزائر فى مجموعة أخرى لشجعته.
أما دودى الجباس - لاعب ليرس البلجيكى والفريق الوطنى - فقال: أنا غاضب من تعصب بعض المشجعين الجزائريين لأنهم تعمدوا إيذاء الفرق المصرية. ما فعلوه معنا فى اللقاءات التى جمعت بيننا مؤخرا مازال يسيطر على، عموما أتمنى حظا أفضل لمنتخب الجزائر فى تلك البطولة.
اللعبة الحلوة
وائل جمعة لاعب الأهلى ومنتخب مصر قال: أولا لابد أن نعترف أن الجمهور المصرى مثل جمهور السعودية وليبيا والسودان وجمهور البلدان غير المشاركة بفرق لها بالمونديال، يتابع ويشجع اللعبة الحلوة أو الفريق الذى يضم أكبر عدد من النجوم الكبار.
أما جمهور المنتخبات المشاركة فهى هنا تشجع فريقها فى كل الأحوال والمؤكد أن جمهور مصر سوف يتابع اللاعب النجم الذى يحبه، وبالتالى سيتعاطف مع المنتخب الذى يلعب له.
أما عن منتخب الجزائر فأنا شخصيا كمهتم بالكرة سوف أتابعه، لكن لا أنكر أن الآثار المترتبة على المشاكل السابقة ستلقى بظلالها على حماسى لأننى كنت قريبا من قلب الأحداث.
شروط التشجيع
أما حازم إمام عضو مجلس إدارة نادى الزمالك فقال: هناك شروط لى للتشجيع فى المونديال، أبرزها أنه لابد أن يلعب الفريق وأفراده بأسلوب مختلف يعكس براعتهم واقتدارهم، وأنا شخصيا أشجع الكرة الحلوة، وإذا حقق منتخب الجزائر هذه الشروط فأنا معهم مشجع، ولو حققها غيرهم فسوف يجذبنى إلى تشجيعه.
هانى مصطفى، نجم مصر الأسبق والوزير المفوض بالجامعة العربية سابقا قال: أنا لن أشجع منتخب الجزائر.
حياد إيجابى
حمادة صدقى المدرب المساعد للمنتخب المصرى قال: سأشاهد مباريات كأس العالم كمحلل لها والتحدث عن خطط اللعب، تحركات اللاعبين والفرص الضائعة والأهداف وغيرها. دون الانتماء أو تشجيع أى فريق بعينه وسوف أشجع هنا اللعبة الحلوة والهدف الجميل.
تأييد مشروط
أما طارق يحيى المدير الفنى لفريق الإنتاج الحربى فقال: شخصيا سوف أشجع منتخب الجزائر من منطلق أنه المنتخب العربى الوحيد فى المونديال، وأتمنى له التوفيق، فليس من المعقول أن أشجع المنتخب الأمريكى مثلا فى ظل وجود الجزائريين، ولهذا أتمنى أن يقدم الفريق مباريات قوية تدفع المشجعين المصريين لتأييده، فالمصريون يشجعون اللعبة الحلوة ويعشقون الانتصارات ولو حققتها الجزائر فسوف يزداد تشجيعنا للمنتخب الجزائرى.
مصر أم التحضر
طارق العشرى المدير الفنى لحرس الحدود قال: منتخب الجزائر له الأولوية فى التشجيع بحكم العروبة التى تجمع مصر والجزائر، وهنا أحاول وكل الرياضيين الالتقاء فى نقاط اتفاق، ومصر أم الحضارة والتحضر، وعلينا أن ننسى ما حدث لأنها مواقف بين أشقاء.
ومنتخب الجزائر يمثل بلدا عزيزا علينا وقد تنافسنا معه وانتهت المباريات بفائز، أتمنى للأخضر أن يلعب كرة ويحقق الانتصارات، والفريق الجزائرى ليس المرشح الأقوى فى مجموعته، لكن ليس لديه ما يخسره وأرى أنه عندما تشارك فى بطولة كالمونديال يكون كل شىء ممكنا.
تمنياتنا بالتوفيق
جمال عبدالحميد قال: أنا لا أعرف سر «اللخبطة» التى حدثت بيننا وبين الأشقاء الجزائريين. المسئولون عن اتحاد الكرة المصرى قالوا اعتدوا علينا، الفيفا أعلنت براءة الجزائريين من تهم المصريين، عموما أنا لا أتمنى لمنتخب الجزائر الخسارة، مع ملاحظة أن الفريق غاب 24 عاما عن بطولات كأس العالم، وقد أوقعته القرعة فى مجموعة تضم إنجلترا وسلوفينيا وأمريكا، والمدير الفنى للفريق رابح سعدان يقود المنتخب الجزائرى للمرة الخامسة، وكان ضمن الجهاز الفنى للمنتخب فى فترة تألقه بمونديال 1982 بإسبانيا، والحظ عانده فى عدم بلوغ الدور الثانى للبطولة بعد مؤامرة ألمانيا والنمسا،
وهو يحاول إلهاب حماس مشجعيه بالإشارة الدائمة إلى أن الفريق يفتقد خبرة المشاركة فى مثل هذه البطولات الكبيرة، وسعدان كان مديرا فنيا للمنتخب الجزائرى أيضا فى مونديال 1986 ولعب مع البرازيل وإسبانيا وستكون خبرته مهمة فى إدارة فريقه. فلقاءات منتخب الجزائر صعبة، بينما كانت اللقاءات الودية التى لعبها مهزوزة.
سأشجع البرازيل
أشرف قاسم نجم الزمالك السابق المدير الفنى للمنصورة قال: سأشجع البرازيل لأننى أعشق طريقة لعبها، وأستمتع بكل دقيقة فى مبارياتهم، وهذا لا يعنى أننى لا أتمنى للجزائر ظهورا مشرفا فى المونديال.
الانحياز لخطط اللعب
محمد عامر المدير الفنى الحالى لفريق المقاولون العرب قال: أرصد خطط اللعب، وتحركات اللاعبين.. المنتخب الجزائرى بحكم مشاركته سوف أتابع مبارياته، أما موضوع التشجيع فمن الممكن أن تجسده الجماهير، لكن كل التوفيق لمنتخب الجزائر.
الأرض الطيبة
ومن صفوف المشجعين يرى الخواجة كبير مشجعى الزمالك أن ملف الخلافات انتهى رغم الغضب من أحداثه، ورغم ارتباط المشجع المصرى باللعب «البرازيلى» الجميل سنشجع الجزائر، وأضاف: سنفتح صفحة جديدة، ولو طلبوا أن أسافر لجنوب أفريقيا لأقود جماهيرهم لتشجيع منتخب بلادهم لن أرفض، فنحن أبناء الأرض الطيبة وطابعنا التسامح والجدعنة، فمصر هى أم الدنيا. وإذا جاء إلينا أى فريق من الجزائر «هنشيله فى عيوننا» بموجب ميثاق العروبة، ولهذا ليس معقولا أن أشجع أمريكا وهى تلاعب الجزائر.
وعن نفسى لو فازت الجزائر على أمريكا سأوزع «شربات» على كل المصريين.
ومن «روزاليوسف» أوجه رسالة إلى المشجعين هناك بالجزائر وجماهير الكرة: «إحنا بنحبكم، مصر أم الدنيا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا