الأحد، 27 يونيو 2010

الكرة أصابت الصغار والكبار بالجنون

بقلم كمال عامر

الإيطاليون حاملو لقب المونديال السابق ودعوا مونديال جنوب أفريقيا 2010 من الأدوار الأولي لأول مرة منذ 36 عاماً مدرب المنتخب الإيطالي مارتشلو ليبي أعلن بشجاعة تحمله المسئولية ولم يبحث عن شماعة!

< هذا هو موسم الشماعات عادة ما تبحث الفرق المهزومة عن شماعة تبرر من خلالها هزائمها.

< محمد روراوة أعلن عزل مدرب الفريق الوطني الجزائري رابح سعدان والبحث عن بديل له.. هذا يؤكد أن روراوة كان متربصاً بالمدرب.. وقد كتبت قبل بداية المونديال أن روراوة بدأ في تحميل هزائم فريقه ـ ولم يكن المونديال قد بدأ -لمدرب الفريق، كان من اللافت أن رئيس اتحاد كرة الجزائر يتعامل مع المنظومة الكروية هناك بأنه صاحب الفضل في الوصول للمونديال.. بالفعل منتخب الجزائر وصل للمونديال بجهود ونشاط وذكاء وشطارة رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة.

< لم ألمح أي ظواهر للاستفادة المصرية الرسمية من المونديال.

< كمية «الرغي» في مصر بالإعلام حول المونديال.. ومع الأسف الكثير من أصحاب الرغي لا يجيدون مجرد ذكر أسماء لاعبي الفرق.. عندنا عدد من الخبراء بالفعل.

< كنت أتصور أن يدعو محمد حسام رئيس لجنة حكام مصر لمعسكر لحكام كرة القدم لدراسة خط سير الكرة في ملاعب المونديال.. أخطاء التحكيم.. يقظة الحكم والضحك علي الحكام.. مع الأسف لم أسمع عن أي دراسة أو حلقة نقاش.. لم أر سوي «رغي» خلف الميكروفونات أو الكاميرات.

< منتخب البرازيل يلعب الكرة بطريقة لم يبدلها يعتمد فيها علي المهارات وسرعة الحركة إنهم أشبه بأسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، لدغات كالنحلة.. ورقص وترقيص ولا عروض الباليه.. عقل متوهج.. توافق نفسي وبدني.. المحصلة متعة حقيقية في كرة القدم.. متابعة فريق البرازيل إما أن تحصل علي متعة في الملعب.. وانبهار في طريقة تسجيل الأهداف.. أو علي الأقل تتعلم أن كرة القدم لعبة جماعية وجمالية.

< في مصر الشوارع خالية أثناء لعب المونديال.. حتي في المولات ومحلات البيع ناس غير مهتمة إلا بمشاهدة إبداع كرة القدم.

< في ميدان «الكوربة» بمصر الجديدة علي هامش الكرنفال السنوي.. تابعت مباريات المونديال.

< في الأهلي ألوف من الصغار ممن يحلمون حلم أبوتريكة أو غيره في فاصل اختبارات للانضمام للأهلي.. شاهدت الصورة، عدد كبير من الصغار جاء بصحبة الأب أو الأم أو الشقيق الأكبر.. حلم ارتداء فانلة الأهلي وشهرة أبوتريكة وملايين الجنيهات من وراء الاحتراف.. «هوجة» مزاجية مؤثرة في مستقبل الصغار.

< نعم هناك «واسطة» في قبول الصغار بفرق الأندية.. وهذا أمر طبيعي شأن كل شيء في الحياة من توظيف أو علي الأقل الحصول علي الحقوق.. هناك ضحايا للألوف المتقدمة للاختبار قد تضيع المواهب وسط هذا الجو.. لكن سيظل حلم اللعب والحصول علي الفلوس بطريقة اللعب هو الأسهل، الغريب أن أولياء الأمور أصبحوا يدفعون أولادهم للسير علي هذا الطريق.. كرة القدم أصابت الصغار بالجنون وأيضا أولياء الأمور!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا