الأربعاء، 9 يونيو 2010

ضيف تليفزيوني تفصيل



بقلم كمال عامر نائب رئيس تحرير روزاليوسف


التليفزيون أصبح أهم وسائل التواصل والتوصيل. ويتقدم عن غيره من حيث عدد المشاهدين أو التأثير.. وهو وسيلة سهلة.. الحلقة فيه تحتاج لضيوف ومحاور وكاميرات تنتقل بين الاثنين..

الهدف المباشر من الأعمال التليفزيونية خاصة الحوارية عادة ما تتراوح بين وسائل مباشرة بمعرفة الحقيقة من فم صاحبها أو رسائل غير مباشرة باصطناع مواقف قد تؤدي إلي ماهو مطلوب!!

من خلال ملاحظة ما يحدث أجد أن التليفزيون يحاول جاهداً القيام بدوره. ودوره تحديداً تقديم أطقم العمل و«المحاور» أو مقدم البرنامج.

واطار الحلقة. يبقي الضيوف.. وهم العنصر الأهم في نجاح الحلقة..

من خلال المتابعة للبرامج الحوارية أو غيرها نجد أن هناك ندرة في الضيف الفاهم لخطوط الحلقات.. بمعني أن الضيف الفاهم أصبح عملة نادرة..

ولا يجب أن نخلط ما بين برامج علي شاشات فضائيات حددت لها هدفاً بالوصول للناس علي حساب الأكاذيب أو البحث الدائم عما هو جدلي.. وهي صناعة آراها سهلة حيث الأمر هنا لا يتطلب إلا الاستعانة بضيف تتوافر فيه شروط محددة أهمها الاحتقان والغضب وقدرته علي تمييز الألوان خاصة الأسود وهو لونه المفضل دائماً.

إذا التليفزيون المصري مظلوم لأنه مطالب أن يؤدي دوراً في تعريف الناس بما يحدث في مصر من تطوير بكل المجالات.. وشرح موقف الدولة.

وأيضًا الاهتمام بهموم الناس وحل مشاكلهم وهذه التوليفة من المبادئ لا تشغل بال أي محطات فضائية أخري. وفي سياق تنفيذ تلك المهام نجد أن هناك ندرة في ضيف ملم بالأحداث.. ويملك قبولاً ما ووسائل تواصل مقنعة.. في الكثير من البرامج الحوارية أجد نفسي مشفقًا علي مقدم البرنامج لأن «الضيف» نوعان.. إما «فاهم» و«مدرك» كيفية التعامل مع الحلقة وكيف ينجح فيها.. أو رجل مسالم كل أمله أن يطل من خلال شاشة تليفزيون الدولة علي الأصدقاء والأسرة، ربما يحصل علي منفعة أو علي مساحة معنوية وكلها أشياء تؤدي في النهاية إلي مكسب معنوي!

القضية المهمة أن ضيوف معظم البرامج في تليفزيون مصر غير مقنعين! وإذا كان معظمهم مقنعاً فهو لا يلقي القبول ولا يملك أدوات توصيل.. لدرجة أن بعضهم قد تكون رسالتهم معكوسة وهي أمور جعلت من «الضيف» الفاهم سلعة تتسابق عليها القنوات بما فيها تليفزيون مصر.. والحقيقة المؤكدة أن تلك الملاحظة من الممكن أن تتطابق مع الكثير من المسئولين في الأجهزة المختلفة، الأمر هنا يدفعني للمطالبة بتوفير الحد الأدني من التعليم لتلك الوظائف.. هذا الأمر ينطبق علي العمل العام بشكل محدد.. ليس من المعقول أن تسافر بعثات أو رحلات شبابية للخارج دون أن تكون هناك دورات تثقيفية محددة علي الأقل لتوفير الحد الأدني من المعلومات والحقائق!!

لأساتذة الجامعات والقيادات الطلابية والمسئولين المختلطين بالجماهير.. هناك بعض الأحزاب تجبر علي عدد من الكتاب المهرة والوجوه التليفزيونية المقبولة.. ومن اللافت أن حكومة الحزب الوطني تحديدا قد تلقت عدداً من الهزائم لافتقادها لربان يقود سفينة الحوار!!

الشارع المصري عاوز البساطة عاوز واحد بيحكي عن الإنجاز ولا يفقد صوابه لو قال له المذيع لكن هناك منطقة اخري تعاني تجده يفقد اعصابه ويقول لنا الحكومة قدمت كذا وكذا وكذا ويهمل الرد علي المعاناة في منطقة أخري وفي النهاية تسمع الناس تقول «ملعون أبو الحكومة» وبرغم الجهود الواضحة والملموسة في كل المجالات وحجم التنمية والعمل إلا أن قوي الظلام وأقصد هنا تحديدًا من لا يؤمنون بأن هناك «نوراً ضوءاً» أو انجازاً وتنمية وفرص عمل واستثمارات وغيرها مما نعيشه الآن، هذه القوي عادة ما تنجح في عملها علي الأقل بصناعة بلبلة واضطراب لدي عدد غير قليل من الناس!!

تصوروا المسئول الحكومي في التليفزيون وهو يتحدث مثلا عن حل مشاكل الاسكان أو المواصلات أو الطرق لا أحد ينصت إليه إلا المسئول عنه.. ولكن في السياق نفسه ما هو كاذب ودجال ومبتز قد تكون رسالته المنقوصة أو غير المكتملة مميزة وواصلة.

أنا شخصيا أحدد إطار ما أدعو إليه من خلال كلماتي بضرورة عدم تحميل تليفزيون مصر كل تبعية الرسائل المنقوصة ولا المغلوطة.. ولا يتحمل عدم اقتناع الناس بما تفعله الحكومة.. وأيضا زيادة الغضب غير المبرر بين العمال أو غيرهم.. المسئول هنا الشخص غير المؤهل والذي تصدي لتلك الرسالة. أو تحديدًا الضيف غير المرغوب فيه علي البرامج الحوارية والذي يحمل مهمة الشرح للناس.

علموا ضيوفكم معني الكلام. وفهموهم كيف يتحدثون وبأي طريقة.. وما هي المصطلحات التي يجب أن يرددودها.. وأيضا شكل «القعدة» أو طريقة خروج الألفاظ والنظر للكاميرا.. متي يعلو صوته ومتي ينخفض!!

علموا ضيوفكم أو من يتحدثون عنكم طريقة ارتداء الملابس. وألوانها ودققوا في كل الأشياء. لأن ما يقوم به الضيف هنا في البرنامج عمل قد يساوي ثلث ما قامت به الحكومة.. الكثير من المشروعات لا تجد صدي عن الناس بالفعل خاصة بين المثقفين لأن الانطباع الأول للمشاهد عن الضيف هو الذي يستمر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا