الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

أنا.. مصري

بقلم كمال عامر
مصر تحتاج لأفكار ملهمة وحلول مبتكرة لمشاكلها وصناعة تخدم الأحفاد.. شباب مصر بالفعل بينهم نماذج مبهرة.. وملهمة و«مكي» يحقق معادلة الطموح وإمكانية النجاح..

ورثنا مصر وهي أم الدنيا.. والأكثر حضارة وتقدماً.. بها نهضة واضحة جذبت إلينا العيون والسؤال: لماذا تقدم غيرنا أكثر إلي الأمام.. وأيضاً هل ما نحن فيه هو الأفضل؟

أحاول أن أقول إن كل المصريين معارضة وحكومة يسعون إلي أن تتقدم مصر بصورة أكبر وأوضح إلي مكانة هي تستحقها.. بدون شك هناك إصلاح وتنمية ومحاولات حكومية حثيثة في هذا الاتجاه وجهود مبذولة لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلها حتي لو أرادت المعارضة حرق هذه الإنجازات لصالح أجندتها باللعب علي مشاعر الجماهير!

مصر بالفعل تحتاج إلي أفكار ملهمة.. وحلول مبتكرة.. وخطط واضحة سهلة التنفيذ لسهولة رصدها والحكم عليها.. مصر تحتاج إلي جرعة تنشيط من الثقة في كل ما عندنا.. وأعتقد رغم كل محاولات السواد التي تحاول المعارضة نشرها إلا أن الضوء موجود.. الأسئلة المشروعة التي أحاول طرحها لتحقيق حلمي تجاه وطني: هل ما زال عندنا في مصر من يملك الأفكار والحلول المبتكرة للمساعدة في تحقيق هذا الحلم؟ أم أن الشباب المصري نتيجة التعليم غير الواضح الهدف أصبحوا قطاعاً غير مفيد في هذا الشأن؟ ثم ماذا بعد؟ هل نعمل علي نسخ التجارب الناجحة واستيرادها؟!

متي نفيق من هذا الكابوس؟ علي الأقل بتحديد أهدافنا.. وما لدينا.. وما هو ينقصنا تحديداً بأمر النهوض بمصر..

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحصر الحكومة كل جهودها في معالجة مشكلة نقص القمح أو نقص الخبز، بل من الواجب أن ينصب جزء من هذا المجهود للأجيال المقبلة.. بالفعل هناك ضيق وخوف وارتباك بشأن الأجيال المقبلة. بعد تكرار كلمة الأزمة أكثر من مرة في اليوم الواحد.. السؤال هل هناك إمكانية أن نقدم المساعدة في عنوان «مستقبل الأجيال» بمصر؟ بالفعل هذا العنوان مطلوب ومهم.. ولدي ثقة بأن كل منا سوف يسأل نفسه ويجد أي مساعدة في الإجابة. البعض منا فقد الثقة في المواطن المصري والشاب المصري، وغياب الابتكار والاهتمام نظرًا لما يقرأه ويسمعه وفي غياب الرؤية والمشاهدة.. لكن في قطر وعلي هامش برنامج تليفزيوني وجدت متعة عقلية في متابعة الأحداث المصرية عن بعد ورأيت مصر بعقول عربية.. وشخصيات من الوطن العربي.. ورؤية معمقة عن مصر ما بها وما تحتاجه وجمعت الملاحظات ودققت في الآراء.. وقد كانت فرصة لعقلي للرؤية من الخارج بعد أن عشت الداخل وأثناء النقاش رصدت رأيا من الإمارات والسعودية وقطر لأشخاص يتمتعون بجانب واضح من العلم والتجربة والثروة قالوا لي «عندكم ثروات عقلية وطبيعية وروافد مالية الأمر فقط يحتاج لأفكار ملهمة.. وكشف لي عدد من أكبر رجال الأعمال في مجال الاتصالات عن نموذج مصري نجح في تحقيق أكبر وأهم مشروع في عالم الاتصالات العربية وهو يمثل أول استثمار عربي في هذا المجال الحيوي خاص بالبنية التحتية للاتصالات بين الدول العربية والعالم ويمثل نقلة نوعية لصناعة الاتصالات في المنطقة لأنها المرة الأولي التي تمتلك فيها دول الخليج بنية اتصالات تحتية للربط الدولي من خلال شركة.. GB1 .. اندهشت عندما قال رجل الأعمال القطري المشروع كله فكرة مهندس شاب مصري هو أحمد مكي خريج جامعة القاهرة قسم اتصالات وماجستير من بريطانيا.. وهو في نفس الوقت يشغل منصب عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة.. وكأنني وجدت طوق حلول لمشاكل بلدي مصر فسألت: احك لي المزيد عن المهندس المصري هنا تدخل رجل أعمال إماراتي وقال: المهندس المصري أحمد مكي يتمتع بخبرة واسعة في مجال الاتصالات عموماً وفي مجال كابلات الاتصالات البحرية وأقمار الاتصالات الصناعية خصوصًا والأهم أن أهمية المشروع هو أن كل الدول المشتركة ستحصل علي الخدمات بالعدل والمساواة.

المهندس أحمد مكي 36 عاما نجح في إدارة عملية اقناع دول الخليج العربي كله مع إيران والعراق.. وهي من المرات النادرة التي يحصل فيها عربي علي هذا الاجماع، حيث جمع رأس المال المطلوب للمشروع وهو نصف مليار دولار أمريكي. اقنع المستثمرين في ضخ هذا الحجم من الاستثمارات رغم الأزمة الاقتصادية.

حصل علي موافقة 11 دولة لإنزال الكابل فيما يعرف باتفاقية الانزال.

المشروع ساهمت فيه صناديق سيادية لمجلس التعاون الخليجي أي تمويل حكومات وليس أفراد . هذا معناه الإيمان بفوائد المشروع.. سمعت باهتمام واعجاب عن نجاح المهندس المصري أولا في ابتعاد المشروع عن أي احتكار بأي صورة وأي شكل حيث رأت كل الدول المساهمة بأن المشروع هو ملك لكل المشاركين فيه ومفيد أيضا لهم جميعاً، الكابل البحري بطول 13 ألف كيلو متر يربط دول الخليج والعراق وإيران بشبكة اتصالات حديثة وعالية السعة ومنها إلي العالم من خلال مسارين: غربي يصل الشبكة بأوروبا من خلال الهند وشرقي لآسيا من خلال إيطاليا ويمر بمصر ليصل إلي السواحل الإيطالية بجنوب أوروبا.. أحد المهتمين من قطر قال لي: مرور الكابل البحري من البحر الأحمر ثم مصر سوف يمثل أهمية قناة السويس لمصر.. وأكمل: المشكلة أن هناك في بلدكم من يتصور أن الأعمال والمشروعات سوف تحضر إليكم دون تعب أو جهد أو سعي.. وهذا خطأ كبير.. لأن عالم المشروعات الكبيرة محدود والدول يقدم كل الإغراءات لجذب أكبر عدد منها.. ومصر تحتاج لتغيير مفاهيم التعامل مع عملية جذب المشروعات العملاقة.. أحد رجال الأعمال القطريين قال لي: مصر تحتاج إلي أكثر مما هي فيه. هي تملك كل المقومات التي تجعل منها قوة اقتصادية عظمي. والواقع يوضح ضرورة تغيير الرؤية ونظام التعامل.. وحكي لي بصراحة لو أن الشاب المصري أحمد مكي كان قد أطلق المشروع من مصر هل كانت الحكومة المصرية سوف توافق علي المشروع؟ وهل كانت ستقدم له تسهيلات؟ قبل أن أرد.. أضيف أنا شخصيا أشك.. لأن عدداً من الدول العربية يخدم الخواجات أكثر من أبناء الوطن.. وهناك أوراق أخري في المشروع ستستكمل بالقاهرة وأمام مصر خياران.. إما أن تكون المعبر الأهم في مشروع مكي والأحد عشر دولة.. والمهتمون بالاتصالات يعرفون الفوائد.. أو هناك طروحات أخري قطعت الطريق قائلاً: وهل رفضت حكومة د.أحمد نظيف الإلكترونية المشروع.. أم أنه لم يعرض عليها؟

رفض رجل الأعمال القطري في عالم الاتصالات التعليق وقال لي: تابع أنت وقل لي وسكتنا!.. لكني علمت بأن هناك حلولاً= لو رفضت مصر ومع الأسف بعض الدول المشاركة تتمني ألا تكون مصر موجودة.

وكررت جملتي.. الحمدلله.. أنا.. مصري.. ما زالت بلدي «ولادة» لعقول تملك أفكاراً ملهمة وحلولاً مبتكرة لمشاكل بلدي ومازال لدينا الأمل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا