الثلاثاء، 1 مايو 2012

المرحلة الانتقامية في الرياضة والسياسة




23

بقلم - كمال عامر




■ المرحلة الانتقامية التي نعيشها الآن في مصر أرصد: أنها فرصة لتصفية الحسابات الشخصية، مجموعة عادت لتنتقم من كل الذين لم يساندوها.. والأخطر في الوسط الرياضي. من له مشكلة مع شخص يبحث عن عملية انتقامية تبدأ ببلاغ للنائب العام وتنتهي برفع لافتة امسك فلول.
 
في الرياضة مع الأسف السيناريو يتكرر.. اتهامات كراسي طائرة في حجرة مظلمة لا تعلم من الذي يطلقها أو إلي أي مدي سوف تسبب لك اصابات.. معظم الذين يقودون الهجوم ضد خصومهم أو المختلفين معهم في الوسط الرياضي. ضعفاء أو مهتزون أو يشعرون بالغيرة.. الناس بدأت تدرك الحقائق وتستشعر الأحقاد. وتؤمن بأن الصح هو طريق النجاة أو الوصول!
■ في الرياضة المصرية سقطت الزعامات الخادعة وانكشف المزيفون ممن حاولوا ركوب الموجة وتقديم أنفسهم علي أنهم ثوار.. واتضح أن هؤلاء ومن خلال متابعة سلوكياتهم في العمل قبل وبعد الثورة يحاولون احتلال مكانة ليسوا مؤهلين لها وبالمختصر.. لا يمكن لمبتز أن يستمر في خداع الناس حتي لو نجح لفترة..!
■ العلاقة بين مصر والسعودية علاقة قوية.. قد لا يفهم البعض قوتها ومتانتها، 3 ملايين مصري يعملون في مجالات التنمية بالمملكة العربية السعودية.. العلاقة بين الطرفين قد تشهد شدا وجذبا وقد تظهر مباراة في كرة القدم تعكر الصفو وقد تطفو علي السطح لمصري هناك ارتكب خطأ أو لشخص سعودي هنا وقد يتلقي سعودي طعنة من مصري ويموت أو العكس.. هذه أشياء طبيعية.. كبار البلدين يعلمون جيدًا ماذا تعني مصر للسعودية.. وأيضًا ماذا تعني السعودية بالنسبة للأمن القومي المصري إذا كان بعض رجال الأعمال السعوديين قد واجهوا ظلمًا بعد الثورة فالمباحثات الآن تدور حول وضع حلول عادلة للمشاكل.. أنا شخصيًا أدعو العقلاء من مصر علي الأقل الوقوف ضد الخروجات غير المتعارف عليها في حل المشاكل الفردية وأحكي قصة ربما فيها عبرة.. مباراة في كرة القدم بين السعودية ومصر ـ بطولة القارات بالمكسيك ـ انهزم فيها منتخب مصر 1/0 تصريح غير مسئول من اتحاد كرة القدم ـ رئيس الاتحاد وقتها - بأن الهزيمة ناتجة من رشوة حكام.. الصحافة الرياضية في مصر بلعت الطعم.. النتيجة: التحرش بأسرة سعودية في شارع جامعة الدول العربية ومحاولة الاعتداء عليها لرفعها علم بلادها علي سيارة احتفالاً بالفوز الكروي.. ورد الفعل بدأ بسلسلة من الاعتداءات وعلي بعض المصريين هناك في جدة، الأمر كان يتجه إلي حدوث مجزرة هنا وهناك.. وقتها اتصل الأمير فيصل بن فهد ـ رحمة الله عليه ـ بالرئيس السابق حسني مبارك. الذي كلف بدوره د.كمال الجنزوري رئيس الوزراء وقتها وصفوت الشريف وزير الإعلام بحل المشكلة والبحث عن أسبابها. التوتر توقف لتدخل العقلاء وتم حل مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة سمير زاهر.
■ من المفارقات أن سمير زاهر كان قد تلقي شيكا بمليون دولار من الأمير فيصل بن فهد للمساعدة في اعداد المنتخب الوطني المصري قبل البطولة للتوءمة بين البلدين في المجال الرياضي وكنت أحد المشاركين في وضع وتنفيذ الحلول بمشاركتي في اصدار بيانات التهدئة والمتابعة.. إذن المحصلة: أن العلاقة بين مصر والسعودية أكبر وأهم من أي مشكلة قد تثار.. السعودية تحترم مصر وثورتها واختيارات شعبها هذا هو تصريح للسفير أحمد القطان السعودي بمصر.. شعار السعودية ألا تكون مع طرف ضد آخر بخلاف دول أخري تفعل ذلك.. علي العقلاء أن يتقدموا الصفوف وينزعوا فتيل الأزمة وسوف تظل العلاقة بين البلدين محل حقد من بعض الأطراف التي لا يسعدها أن تكون العلاقة متميزة. لأن في قوة العلاقة ضعفًا لأدوار الآخرين.. رحم الله الأمير فيصل بن فهد والذي كان قد وهب حياته لخدمة الأمة العربية وتقوية العلاقات السعودية مع مصر بالذات.. يجب ألا نساعد بعض الجهات في تحقيق هدفها بأن نكون أداة لضرب العلاقة المصرية ـ السعودية علينا الانتباه لخطورة هذه الخطوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا