بقلم كمال عامر
■
القضاء الإدارى لا شأن له فى الحقيقة بصفقات بيع شركات القطاع العام. ما
يحدث تهريج. لا يمكن بأى حال عودة الشركات التى سبق بيعها إلا وفقا لشروط
أهمها التراضى مع المستثمر! غير ذلك أمر يلحق أكبر الضرر بسمعة مصر
الاقتصادية فى العالم.. أين العقلاء مما يحدث؟!
■ شريحة كبيرة من العمال أو الموظفين فى مصر يفضلون رفع رواتبهم، أما حكاية العمل والإنتاج فهى أمور غير مهمة!
■
الكثير من الناس يرفضون الذكريات مع مسئول سابق! فى المصالح الحكومية أو
الوزارات مجرد الإشادة بالمسئول السابق أمر يؤثر على المستقبل الوظيفى
للمتحدث. أنا ضد سياسة طمس الحقائق وتزويرها سواء بحذف أسماء أصحاب
المشروعات أو الطرق وغيرها.. إنها نفس السياسة التى أفرزتها ثورة يوليو
عندما نفذوا خطة لمسح اسم الملك فاروق.. هذه السياسة لم تعد مفيدة.. لأنها
مؤقتة. يجب توعية الشعب على سوء الفترة الماضية بالحقائق والبراهين التى
يتقبلها العقل.
■
عندما ندقق فى دفتر أحوال مصر أرى مشهدًا يؤلمنى: النخبة مازالت مصرة على
اختصار الموضوعات والجهد.. إنهم يديرون الأزمات بنفس الأسلوب الذى أداروا
به الأزمات مع نظام الرئيس السابق مبارك.. النخبة احتلت الإعلام.. برامج
وصحافة وهات يا صراخ فى موضوعات التأسيسية. تكويش الإخوان وترشيح الشاطر
سيدًا لقصر مصر الجديدة فى الوقت نفسه تركت العمل الأهم والأصعب وهو إقناع
الشارع والتواصل مع الناس تاركة الشارع فى قبضة الإخوان. النخبة هنا لم
تغير تفكيرها ولا سلوكها قبل أو بعد ثورة 25 يناير. والنتيجة إنها رسبت قبل
الثورة. وأرى أنها ستحقق نفس الفشل بعدها.
من
يتابع الفضائيات أو الصحف شريحة محدودة لا تزيد على 3 ملايين شخص منهم 2
مليون بسطاء وقت الفراغ وراء مشاهدتهم لبرامج النخبة.. وهم قوة تصويتية لا
تعمد أمام الأغلبية الصامتة التى عانت ومازالت وسوف تستمر فى المعاناة..
وهى كتلة تصويتية أرى أن النخبة المثقفة لم تنجح فى عمل تواصل معها.. الأهم
أن تلك الشريحة من المثقفين تحاول الاستقواء بالمجلس العسكرى وهى التى
كانت تهتف منذ شهر بسقوطه.. ما أراه أنه لم يحدث تغيير جذرى فى المفاهيم أو
الرد لأن هذا يحتاج لوقت وجهد وعمل وهو ما ترفضه المجموعات الثورية حتى
الآن حيث هذا هو الطريق الصعب.
■
من يريد أن ينافس الإخوان المسلمين على شىء ما عليه أولاً أن يحارب بنفسه
لا أن يلجأ إلى تجنيد الآخرين للحرب بدلاً منه! مع الآسف صناع الضوضاء فى
مصر الآن ضعفاء جدًا وصناعة الضوضاء تعنى أن صاحبها مُفلس.. وما أراه على
الساحة السياسية هو حالة إفلاس واضحة!
■
الإخوان المسلمون فقدوا تعاطف شريحة من الشارع المصرى وهى ليست بكثيرة
العدد لأن فى كل الأحوال هذه الشريحة هى رافضة للإخوان أصلاً. لكن الجديد
أن الشريحة الصامتة والمراقبة تسرب إليها شعور بأن الإخوان المسلمين هم
الوجه الآخر من الحزب الوطنى الديمقراطى.. الأخير وبعد 40 عامًا استورد
سياسة التكويش من شرق أوروبا وطبقها. أما الإخوان بسم الله ما شاء الله ولا
حول ولا قوة إلا بالله جابوا من الآخر وطبقوا التكويش فى شهرين شعب +
شورى+ تأسيسية + رغبة فى مجلس الوزراء + منصب رئيس الجمهورية. بعدها سوف
يتوجهون للمجالس الشعبية والمحافظين والعمد وشيوخ الحارة. هذا خطأ تاريخى
فادح لأن بذرة الإخوان ظلت حبيسة بالأرض 60 عامًا. الأنظمة حجبت عنها
المياه والهواء والشمس. المجلس العسكرى منحها كل هذه الأشياء وبدأت البذرة
تنبت. ولكن بدلاً من رعاية هذه النبتة وتغذيتها وحمايتها وجدنا من يصر على
تعرضها لكل أنواع العواصف والظروف المناخية المعاكسة.
النبتة
قد تتلف. لأن المطلوب منها يعاكس ما هو مكتوب من حقائق التدرج فى عملية
الانبات.. على العموم ستظل النخبة المثقفة مختبئة وراء الميكروفونات
وكاميرات التصوير.
وسيظل
الإخوان ينفذون خطتهم للسيطرة على كل مقدرات الوطن.. أرجعوا إلى الأحداث
التى سبقت استفتاء التعديلات الدستورية.. وأيضًا انتخابات مجلس الشعب..
إحنا ناس نرفض عمدًا أن نتعلم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا