الثلاثاء، 1 مايو 2012

الشباب الحائر فى مصر والعالم العربى

 بقلم كمال عامر 
لم تعد دول الخليج كما تصورها الأفلام المصرية محصورة فى ثروة فى جيب شخص يتصرف فيها على هواه بل يعبر المشهد الحالى على مدى الجدية والالتزام وحركة العمران والأهم التطور الذى لحق بالمواطن نفسه فى التعليم والصحة والوظائف.. تطور واضح ساهم فى تحقيقه قيادات واعية تعلم جيدا دور الدولة والمواطن.. فى قطر والإمارات والسعودية حركة تنمية حقيقية.. انتعاش ورواج مالى وتعليمى وصحي.. المشكلة أن قيادات العمل الشبابى والرياضى فى مصر لم تنتبه لهذا التطور وقد أهملت التبادل الشبابى بين مصر وهذه الدولة بعد أن اقتصر على زيارات لمدة أسبوع وهى فترة غير كافية لتعريف الشاب المصرى على حقيقة ما يجرى فى السعودية أو الكويت أوقطر والإمارات والمغرب والجزائر، معظم اتفاقيات التبادل الشبابى أو الرياضى بين مصر والعالم العربى أراها منقوصة لأنها لا تحقق الغرض الرئيسى منها وهو التعرف على ما يجرى فى الشارع العربى ورصد شخصى لتلك التغيرات.. مشكلة شباب العرب ومصر أن معظمهم بدأ يتجه بأنظاره إلى أوروبا وأمريكا.
لم يعد أحد منهم يهتم بالحضور لمصر أو العكس للاختلاط و المزيد من الدراسة للمجتمعات العربية.. والشاب المصرى لا يعرف إلا جزءاً سطحياً وبسيطاً عن الشباب الجزائرى أو السعودى أو المغربي، أقصد هنا الأفكار والمزاج العام وهو ما كان وراء أزمة الشباب المصري/ الجزائرى على هامش أحداث كرة القدم.. يجب أن تكون تلك القضية هى عنوان لنقاش واسع ودراسات عن الأقل لنتعرف على الأسباب الحقيقية وراء الفجوة فى كل شىء بين الشباب فى مصر والشباب فى الجزائر وأيضا فى السعودية وفى ليبيا وفى السودان وسوريا.. والدول العربية بشكل عام.
المفروض أن مصر تشهد تغيرات والمفروض أن هناك تغييراً فى كل أوجه الحياة.. فلماذا لا نبدأ على الأقل فى دراسة واقعنا العربى ولنبحث عن إجابات لأسئلة حائرة مثل لماذا لم نعد نفهم بعضنا البعض؟
لماذا زادت الفجوة الثقافية بين شباب الدول العربية؟ ألسنا شعوباً لنا أصل وتاريخ ولغة مشتركة؟
إذن لماذا تتفاعل عوامل الفرقة بدرجة أكبر وأوضح من عوامل الوحدة؟
هل المشكلة فى القيادات؟ أم الشعوب.. وأعتقد أن الظروف مهيأة على الأقل لدراسة حقيقة وضعنا العربى المؤلم وأيضا للبحث عن الحلول ولتكن قضية عودة التلاحم العربى بين الشباب بداية.. الخوف من الشباب أمرا يجب أن يتبدل.إنهم قوة مساندة فى صناعة اليوم وكل القوة فى صناعة الغد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا