الثلاثاء، 1 مايو 2012

الارتباك السياسى والاغتيال المعنوى



 بقلم كمال عامر
مقال لقطات 
■ الاغتيال المعنوى هو أخطر ما هو موجود على الساحة المصرية.. الاغتيال الآن سهل جدًا خاصة فى ظل إعلام لا يسعى للحقيقة بل لتحقيق نسبة مشاهدة أو مبيعات.
 
حالة الارتباك بالشارع المصرى لن تستمر والشاطر لن يكون الحل.. والإخوان أصيبوا بأضرار قد تختفى لأن خصومهم لا يملكون إلا الميكروفونات والأفلام وسيظل الشارع بعيدًا عن التأثيرات والتشنجات والدليل استفتاء حول الإصلاحات الدستورية الأخيرة.
 
هناك أخطاء نعم.. لكن طالما لا نعترف بأن هناك أيضًا إيجابيات عند حكمنا على الشخص أو الموقف تلك جريمة أخلاقية مستمرة.. لا أعلم لماذا الأصرار على السير فى طريق تجربة العراق المؤلمة التى فرقت وحرقت العراق، لماذا رفض حكماء الوطن نداء نيلسون مانديلا بضرورة النظر إلى الأمام وغلق صفحة الماضى وحث الجميع على الانطلاق بالوطن؟
 
■ خلال سنوات العمل ومع اقتراب نهاية المشوار الوظيفى خاصة لموظفى الدولة، عادة ما تعلن الأسرة حالة الاستنفار لاستقبال عائلها العائد للبيت من المشوار الوظيفى.. الأبناء والبنات والأحفاد يحلمون دائمًا بالاقتراب من الأب بعد سن المعاش.
 
■ كل شخص من هؤلاء يعيش شعوراً بأنه قدم لوطنه خدمة جليلة تستحق سنوات الشقاء الوظيفى، مجموعة من الموظفين وهم مهندسو البترول محمود لطيف وإسماعيل كرارة وحسن عقل وإبراهيم صالح ومحمد الطويلة والمهندس سامح فهمى وزير البترول الأسبق، قدموا لبلدهم وشركائهم صحتهم «أنضر» سنوات عمرهم.. عرقهم وأفكارهم.. حققوا لعملهم الكثير من النجاحات برغم مجموعة الأمراض التى أصابتهم.
 
■ هؤلاء تحديدًا كان يبدأ عملهم من الثامنة صباحًا حتى الساعات الأولى من الصباح اجتماعات فى الشركات والشركات التابعة ووزير لا يرحم ولا يعترف بما يسمى بضرورة راحة الذهن أو البدن، أصبح هؤلاء أسرى العمل انقطعوا تقريبًا عن الحياة حياتهم وعالمهم العمل والعاملين فى قطاعاتهم.. وقد اختاروا العيش كرهبان فى الصحراء والحقول وخلف الحفارات والبريمة.. ووسط المياه، والأخطر وسط مشاكل لا حصر لها تبدأ بثورة غضب لو اختفى البنزين أو أنبوبة البوتاجاز.. رجال البترول وكوادره: هم المجموعة الوحيدة فى مصر التى تراقب عالميًا من حيث الأداء والانجاز والعمل، وقطاع البترول المصرى هو أول من اعترف بالعولمة والتعاون الدولى والتقارير العالمية التى ترصد وتتابع وتدقق، هؤلاء الرجال كانوا ينتظرون كلمة شكر من المجتمع وبدلاً من ذلك وجدوا أنفسهم فى السجن.. وصحافة لا ترحم.
 
■ القضاء لم يقل كلمته بشأن قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل هناك مجموعة حقائق من خلال المستندات أولاً: إن إسرائيل لم تستورد من مصر أى نقطة غاز بسعر أقل من 3.4 دولار بعد تعديل الأسعار وبأثر رجعى.. ثانيًا: عجلة التعاقدات والتفاهمات واختيار شركة شرق البحر المتوسط قد تمت وفقًا لرؤية القيادة السياسية ومجلس الوزراء ومجموعة البترول موظفين.. ثالثًا: إن المعادلة الافتراضية التى يحاكم على أساسها قيادات البترول غير عادلة لأن اختيار الغاز الروسى المصدر إلى ألمانيا للمقارنة أسلوب غير سليم لأن غاز مصر ينقل لدولة واحدة وغاز روسيا عبر ثلاث دول تحصل كل منها على نولون نقل.
 
صراع قانونى بين النيابة ومجموعة المحامين فى تلك القضية.. ولكن ما يهمنى هو حالة الألم التى يعيشها هؤلاء الرجال.. كان كل منهم يحلم بكلمة شكر وصورة وحفل تكريم ليتفاخر بها أمام الأبناء والأحفاد، وبدلاً من ذلك يجد نفسه فى حجرة متراً فى مترين وصراعا إعلاميا على الاغتيال المعنوى وأشخاصا هنا وهناك للذبح والتقطيع.. دموع الرجال هى الأصعب.. لقد اختفت الابتسامة وخفت الصوت.. وبرغم محاولة كل من هؤلاء اخفاء ملامح الألم والمعاناة والحسرة عن الأبناء والزوجات وأزواج الأبناء، إلا أن عيونهم تتمسك بالأمل فى قضاء عادل بعيدًا عن ضغوط الشارع الملتهبة وتسييس القضية.
 
هذه كلمتى وأعرف أن هناك من يغضب منها لكن إذا كنا نطمع أن يسود العدل حياتنا ودنيانا علينا أن نبدأ بالتعامل مع الضعفاء دون ضعينة أو ظلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا