الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

مصر تتألم من الجميع!



بقلم : كمال عامر


■ المشهد بالفعل مؤلم ومحزن.. مصر تتألم.. !!

الإجابة التى أسمعها من خلال الحوارات أو الإعلام أو غيره غير دقيقة.. لأن كل فصيل سياسى يحمل غيره المسئولية.. الليبراليون يتهمون الإخوان ويحملوهم المسئولية.. والسلفيون يتلقون الاتهام أيضًا.

والبرادعى دخل على الخط.. وأبو الفتوح غير راض.. وصباحى منزعج والشعب حيران بين آراء يفوز فيها صاحب الخبرة حتى لو لم يكن يستند فى رأيه على حقائق..

فوضى فى كل شيء.. فى التصريحات والفهم والإدراك.. حرب أهلية من نوع جديد.. قذائف من كل الأنواع فى السماء.. غير معلوم من الذى يسدد أو من الذى يتلقى الضربة..



سقف الحرية ارتفع بصورة لم يكن أحد مستعدًا لها أو مهيأ لها .. والنتيجة «كل شخص يقول اللى عاوزه فى الوقت اللى عاوزه وبالصورة اللى عاوزها»، الأمر جيد لأن الحرية تعنى تجديد الهواء بالرئتين وبالتالى الدم.. ولكن المؤسف أن حتى المثقفين دخلوا على الخط وانخرطوا فى الصراخ..

■ مصر تتألم من الجميع.. لم ينجح أحد فى المعارك الموجودة والتى تدور فى الشارع وبالإعلام وحتى وصلت إلى البيوت.

الأهم لو تناولنا الموضوع بهدوء بعقلانية أجد أننا كلنا مسئولين عما يجرى لنا.. الإخوان والليبراليون والسلفيون والعلمانيون والاعلام لأننا قررنا فيما بيننا تصفية الحسابات مع بعضنا البعض دون رحمة !!
مصر تتألم من الجميع.. معارك لا فائز فيها ضوضاء سياسية غير مفيدة أصبحنا لا نحترم لا الرأى ولا الرأى الآخر..

مصر تدفع ثمن انتهازيتنا وأنانيتنا وأحلامنا غير المشروعة!
لا أحد يرضى أن يكون هناك تقاسم وتراض.. كل سياسى عاوز لحزبه كل التورتة.. اختفى التسامح من العلاقات السياسية وأيضًا الشعبية..



مصر تتألم.. والأخطر أن علاقتنا مع الدول العربية والأجنبية باسم الحرية والديمقراطية طالها «رزاز» وأدى هذا إلى كهربة العلاقات المصرية العربية والنتيجة لا إنتاج ولا عمل ولا خطة وحتى لا احترام.

نعم نعيش أزمة أخلاقية قبل أن تكون اقتصادية دخل فى قاموس حياتنا مرادفات جديدة.. فى الاتجاه الخطأ..

مصر طول عمرها بلد آمن.. والآن تفتقد لأبسط الصفات.. الأمر هذا يرجع إلى أن البعض هنا غير مدرك لمعانى الحرية وحقوق الغير فيها.. كل شخص الآن منا يفسر الحرية والديمقراطية على هواه.. وطبقًا لمصالحه.. ما نحن فيه مسئوليتنا جميعًا.. ليس هناك فصيل مسئول.. ولو أن هناك حكامًا غير الإخوان لفعلنا ذلك.. أو لاقدم الإسلاميون على المعارضة بنفس الأدوات الحالية ضدهم.



والحل



العملية تحتاج لوقت لنتخلص م الآثار السيئة للديمقراطية المصرية التى نعيشها.. وكلنا أمل فى تقصير المدة لتتعافى مصر!



■ أهلاً بالاشقاء الجزائريين فى مصر كنت ومازلت مرحبا باستقبال أى مواطن عربى بالقاهرة.. العلاقة مع الأشقاء الجزائريين توترت علي خلفية مباراة كرة القدم وقد عشت كل أسرار التوتر وأعلنت رفضى لتفخيخ العلاقات المصرية - الجزائرية.



وزرت الجزائر وعقدنا اجتماعات وأدرنا حوارات..



كنت ومازلت مؤمناً بأن علاقة الشعوب هى الأبقي.. وأن سوء الفهم يجب ألا يستمر لأن هناك عقلاء من الجانبين.



شباب الجزائر شأنه شأن المصريين يتجه بعقله وقلبه إلى أوروبا.. عليه أن يحول بوصلته إلى الدول العربية..



اسعدنى تصريح لسفير مصر فى الجزائر بأن عدد الذين حضروا لمصر من الأشقاء بالجزائر بلغ 6500 للسياحة والعلاج والدراسة.. وهو مؤشر يوضح عودة العلاقة بين الدولتين إلى طبيعتها..



سعيد جدًا بالخبر.. وهو انتصار شخصى لى.. يؤكد أن وجهة نظرى التى أعلنتها وقت الأزمة بأن المشكلة فى الملعب يجب ألا تمتد إلى خارجه.. وأن 90 دقيقة كورة لا يمكنها أن تلغى علاقة أزلية بين دولتين بينهما علاقة مميزة.. وقتها صرخت فى إعلام حرق العلاقات وبث الفتنة وصرختى مازالت فى أذنى لأننى قلتها وقت الأزمة وفى ساعة ذروتها .. لقد التقيت بالجزائر بعدد من الوزراء.. مسئولون متفهمون جدًا وشعب محب لكل ما هو مصري.. ولكن أيضًا يحترم تاريخه ويرفض الإهانة..



درس لكل من بث الفتنة بين الشعبين من هنا أو هناك عليكم أن تعيدوا النظـر فى أسلوب الإعلام على الجثث حتى لو كانت لأخي..



أهلًا بالأشقاء من الشعب الجزائرى الشقيق فى مصر قلب العروبة النابض بحب كل العرب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا