الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

لا تذبحوا وزراء مبارك مرتين




بقلم كمال عامر



انزعج عدد من القراء لكلمتى فى حق وزير الإعلام الأسبق أنس الفقى وتوضيح النجاحات التى حققها وطلبى بأن يكون التقييم لأعمال الفقى منصف وعادل.. وهو حقق نتائج إيجابية لتليفزيون مصر وأخفق فى أشياء أخري..


وأيد رؤيتى عدد أيضًا من القراء.. وشعرت بالسعادة لأن هناك عدد كبيرًا من المواطنين أصبح لديه قناعة بأن أسلوب وأدوات اغتيال المسئول خاصة الذين عملوا مع الرئيس السابق مبارك من الواضح أنها غير عادلة.


ليس من المعقول أن يكون كل شيء حدث فى عهد مبارك أسود فى اسود.. وعلى مستوى الوزراء.. أيضًا من الصعب أن اقتنع وغيرى بأن أيًا منهم لم يقدم شيئًا.. قد تكون الظروف تحتم تلوين كل ما حدث فى ظل نظام مبارك باللون الأسود حتى تستمر حالة الغضب الجماهيرى وبالتالى الاندفاع بالثورة والاحتفال بالثوريين الجدد فى المناصب المختلفة.


أنا هنا أحاول أن أساعد فى تغيير مفاهيم أتمنى أن تسود عندنا.. الفقي وزيرًا للاعلام لم يكن مطلوب منه أى يحارب أو ينتقد نظام رئيسه أو يمنح الفرصة للإخوان مثلًا ليقولوا رأيهم فى قضايا مصر.. هذا بالطبع تهريج..


لأن أى نظام حاكم لا يوافق على التوزير أو شغل لمناصب إلا لمن يتوافق مع أفكاره وأنس الفقى وزير فى نظام سياسى ولا يمكن تحميله كل مشاكله التاريخية..


أنا أتصور أن صوت العقل يجب أن يظهر ويتنامى على الأقل لندرس تجربة الفقى لننمى الإيجابى منها ونطوره ونتخلص من السلبيات فيما لو كانت مرصودة.


على الجدد من الحكام وغيرهم أن يلتزموا بالعدل والشفافية فى الحكم على المسئول سواء سابقًا أو حاليًا.. خاصة أن الحقيقة تظهر ولو بعد فترة وقتها يتم إعادة محاكمة الشاهد حتى لو فارق الحياة.. والحقيقة قد تظهر وتتضح بسرعة أو حتى بعد سنوات والدروس مازالت حاضرة فى الأذهان فيما كان المسئولون يفعلونه بعضهم ضد بعض.


أنس الفقى حالة ماثلة لأن الرجل مريض لا يطلب من الدنيا سوى رضاء الله وليس البشر.. ليس له طلبات أخري.. لكن من حق أسرته وأحفاده وأقاربه أن يستشعروا بأن الفقى اجتهد فى عمله ونجح فى تحقيق إنجاز واضح لا يمكن طمسه فى وزارته وهناك أيضًا ما أخفق فيه.. لكن يأتى ذنبه أنه عمل مع مبارك وهى مقولة قد نجد من يسوقها.. ولكنها لا تقنع متعقلًا.


أنا انبه أن الرئيس مرسى وهو رئيس مصر وأحد قيادات الإخوان المسلمون ود. هشام قنديل رئيس الوزراء وهو أيضًا اخوانى وعدد من الوزراء..وأنا هنا أضع هؤلاء الرجال أمامى فيما لو أن ظروف الحكم تبدلت المقاعد وتولى تيار معارض الرئاسة وكذلك المناصب..


أتمنى أن أقرأ وقتها أن الرئيس مرسى اجتهد وحاول أن ينجح، وبالفعل حقق كذا وكذا وكذا.. ولم يحالفه التوفيق فى الموضوع الفلانى وأيضًا لرئيس الوزراء.. والوزراء لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نسقط ما تحقق بمصر من إنجازات فى المجال الاقتصادى أو التجارى والإسكان والاستثمار قبل الثورة.


أى منصف يمكنه أن يلمح الإنجازات ولا يقلل من شأن الإخوان أو الثوريين الجدد أن يكون هناك انجاز فى عهد مبارك.. لأن المفروض أن نكمل ما تحقق لا أن نهدمه.. لا يمكن هدم الكبارى وحرث الطرق وهدم المبانى وحرق المدن الجديدة وتأميم الإنجازات.. قد تكون هناك عوامل نفسية تمنع البعض منا فى الإشادة بالماضي.. خاصة أن الحاضر يجد صعوبة فى الميلاد.. ومازلنا نعيش على أحلام الماضى والدليل الاحتياطى الموجود بالبنك المركزي!!


لا يمكن للمصريين أن يدخلوا فى حرب بشأن البراءة أو الإدانة كنظام وللوزير المسئول.. كلما علت النبرة بشأن هذه العملية تأكدت أن هناك إفلاسًا..


الإخفاق فى تحقيق المشروعات وتنفيذ أجندة الأفكار.. فليس كل ما هو قديم سيء، وليس كل ما هو جديد.. إيجابي..


أنا أشكر من عارضوني.. وأيضًا الذين وافقوا على رغبتى بالعفو عن وزراء مبارك.. وأيضًا عن مبارك.


ونذكر هنا ان الرئيس مرسى كان كريمًا بالعفو عن الألوف من التيار الإسلامى أو غيره على الأقل لتكريس فضيلة الرحمة والمحبة.. وأعتقد لو فعلها مع وزراء مبارك ومع مبارك نفسه.. سيصبح الشعار أكثر تأثيرًا.


حتى يحدث ذلك.. لا داعى لقتل وزراء مبارك مرتين وأيضًا مبارك نفسه وعلاء وجمال.. مرة أمام الشارع المصرى وأخرى أمام القاضى والتاريخ..


وأعتقد أن غياب صوت العقل وسط الضجيج ساهم فى أن تبقى السكاكين وحدها مسلطة على رقبة كل من مبارك وولديه جمال وعلاء.. ومحمد رشيد وأحمد المغربى وسامح فهمى وأحمد نظيف وحبيب العادلى وجرانة وبطرس غالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا