الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

من حق الشعب أن يغضب!



بقلم كمال عامر




■ حجم المشاكل التى تواجه مصر كبيرة ومتنوعة.. والتغيير الذى يحدث يحتاج وقتاً لتحقيق أهدافه، والناس لم يعد لديها صبر، وهذا يرجع إلى التصريحات الوردية التى يجيدها المسئولون أو المقربون من السلطة فهي وراء نفاذ الصبر.
الشعب يمكنه أن يصبر لو أن أحداً شرح له حقيقة الأمر فى أى موضوع، لكن الشعب بدأ يتخنق لأنه سمع كلاماً من مسئولين كبار بأن الصناديق الخاصة فيها حل لمشاكل مصر، وبأن الشركات المخطئة ستدفع المليارات وبأن رمال سيناء هتصدرها بالمليارات وهى تكفي.. مثل هذه التصريحات الوردية غير المدروسة أوقعت المسئولين فى حرج ما بعده حرج، لأن الحقيقة على الأرض أكدت أن الصناديق الخاصة والتى كانت الوزارات تحصل منها على ما يساعدها فى استكمال مشروعاتها.. فلوسها مطلوبة لتكملة تلك المشروعات وإلا لن تكتمل.. والفلوس الموجودة فيها كانت تُصرف فى مكانها الصحيح، على العموم حتى الآن لم يتغير الوضع الاقتصادى أو الحياتى للمصريين.. لم نقرأ أن الشركات المخالفة ضخت المليارات ولا رمال سيناء بعناها ولا قناة السويس حققت 100 مليار دولار كما سمعنا من مسئول.
إذاً من حق الشعب أن يغضب وأن يرفض الصبر لأن هناك من يضحك عليه.
■ قالوا لنا هنحل المشاكل فى أيام.. ومرت الأيام.. طبعاً هناك ظروف معاكسة متنوعة أمام كل مسئول وزير أو رئيس الوزراء أو حتى الرئيس مرسى وهذه المطبات تؤجل وتؤخر سير السيارة وكافية ليس لتأجيل التطبيق أو تأخير النتائج وللإنصاف رغبة وأمل وحلم الرئيس مرسى وغيره من المسئولين صادقة وحقيقية فى خلق مجتمع مصر الجديدة ولكن الرجل أكيد اتصدم بواقع مرير وهو يحاول.
■ نعم من حق الشعب أنه يغضب ولكن عليه أيضاً أن يدرك أن لا أحد يسعده أن تكون مصر بخير خاصة أن تقدمها واستقرارها أمر يزعج الأعداء.. هم يريدون مصر مقسمة منكبة على نفسها، تضم مجموعات متنافرة تدخل فى حرب أهلية لمدة عشر سنوات على الأقل لتقلل الضغط على الآخرين، وبالتالي للخروج من هذا الإطار أرى أن مصر القوية تحتاج لوضوح رؤية فى عملها بالداخل والخارج.. وهى أمور متداخلة.. وأعتقد أن التأسيسية لو أنهت عملها بالتالى ستظهر معالم الطريق.. وقتها العالم سيتلقى الرسالة مرحباً أو رافضاً.
■ الدول العربية بدورها تترقب الاتجاهات المصرية، خاصة أن هناك ارتباكاً فى سياسة مصر الخارجية والداخلية لم يعد أحد يعلم إلى أين تتجه مصر هل هى مع إيران أو السعودية.. مع البحرين أم غيرها.. حتى فى الأزمة السورية.. أطلقنا تصريحات بلجنة رباعية.. انسحبت السعودية فوراً بعدما أدركت أن الدعوة هى تتويج لإيران.. مع إسرائيل مشكلة وأمريكا مشكلة والغرب أيضاً.. والأهم أننا فى مرحلة لا أحد يمكنه رصد أو كشف الطريق الذى نسير عليه وإذا كانت هناك أرضية مشتركة بين مصر وأمريكا فهى غير منظورة أو على أرض رخوية بدليل أن أمريكا ترفض حتى الآن الموافقة على مساعدة مصر اقتصادياً هى تناور وتضغط لتفهم أين تسير السفينة المصرية.
■ الحالة متداخلة ومتشابكة وحتى الخبير يتوقف عند المشهد، وكل ما ينشر فى الإعلام حول المساعدات الاقتصادية تحديداً وجذب رجال الأعمال أو رءوس المال الأجانب تضخ استثمارات جديدة أمر غير واضح أو لم ينفذ أو يفعل.. الحكومات الأجنبية أو العربية أو حتى رجال الأعمال لا يمكن الضحك عليهم بالكلام المعسول والتصريحات الرنانة، دول ناس عارفة هى عاوزة إيه والمستثمر فلوسه عزيزة عليه، وهو لن يحضر ليوقع عقداً ليجد القضاء الإدارى يلغيه.
■ ترتيب البيت والتهيئة الصحيحة لبيئة الاستثمار يتضمن كل ما تريده الحكومة أو تطلبه، عليها أن تترجم طلباتها أو تبلور رؤيتها فى قوانين واضحة.. ملزمة.
■ حل مشاكل رجال الأعمال المصريين والعرب يجب أن يكون له الأولوية القصوى لأن هذا يبعث برسالة أن فى مصر دولة واحتراماً وقانوناً، أما قانون الغابة فلم يعد موجوداً إلا فى بلاد البلطجة وهى الآن فى زوال لأن عصا العالم الغليظة موجودة فى صورة تحكيم دولى يخرب البيوت ويفليس الدول.
إذاً كل الجهود المبذولة فى اتجاه جذب رأس المال العربى والأجنبى لن تنفع طالما أننا لا نعرف حتى الآن إحنا عاوزين إيه من المستثمر؟ ثم نرفض تقديم ضمانات حماية للشخص نفسه ولأمواله.
أكرر: ترتيب البيت أهم خطوة فى البيزنس والاستقرار السياسى والأمن أمور ملحة.. فالغريب عاوز يحس إن استثماراته وحياته فى أمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا