بقلم كمال عامر
▪ تطبيق الشريعة الإسلامية طلب أصبح شعاراً للحصول على مكاسب سياسية.. الإخوان المسلمون رفضوا المشاركة فى جمعة الشريعة.. والسلفيون قادوها.. ورد الفعل من الأحزاب الأخرى عصبى!
▪ مصر تحترق.. رفض أوراق التأسيسية وسطورها واضح.. التحركات لمن يطالب بذلك مرتبكة.. القضاء والعمال والفلاحون والمرأة والصحفيون أعلنوا الرفض الرسمي.. طيب مين اللى راضى عن مشروع الدستور.
▪ هناك ثلاثة سيناريوهات للخروج من المأزق الذى نعيشه ويعطل حياتنا ويشل تفكيرنا.. إما أن يستوعب الإخوان المسلمون كل القوى السياسية وهى مهمة شاقة جداً لتباين الرؤى والمصالح حول كل شيء وهو ما قد يفخخ الإخوان من الداخل أو يصرون على العمل وحدهم.. هنا ستتجمع كل القوى المعارضة لهم ربما تقل مساحات الاختلاف بين تلك القوى ولو مؤقتاً ولن ينجح الإخوان وقتها فى فك الحصار المفروض عليهم من تلك القوى إلا بالتفتيت وجذب الأقرب إلى أفكارهم منهم، بأى طريقة سيحارب الإخوان وقتها على جهات ملتهبة.. الشارع للتواصل وهى مهمة صعبة فى ظل حرق معظم الوجوه الإخوانية المدافعة عنهم فى الإعلام.. وإصابة قوى صامتة براذاذ التصريحات الإخوانية مما أشعرها بالخطورة والخوف من أن الدور قد يأتى عليها من جانب الإخوان لتصفية الحسابات .
▪ مأزق الإخوان المسلمين الحالى أنهم مطالبون أمام الشعب بالإنجاز.. ونظراً للعراقيل الموجودة سواء بالقوانين أو الأشخاص أو المشهد العام أعتقد أن هذا العنصر لن ينفع الإخوان فى تكريس تواجدهم رسمياً.. وسيظل تحالفهم مع القوى الإسلامية الأخرى هو الحل الظاهرى المتاح.
▪ الصراع الآن قد يبدو بين القوى السلفية والمجموعات المعارضة لمليونيتهم، لكن هذا الصراع كاذب.. الإخوان المسلمون فى هذا الموقف تحديداً تراجعوا خطوة خوفاً من معاداة السلفيين رسمياً وهو ما قد يصيبهم بضرر بالغ فى ظل ارتفاع نبرة التصادم مع القوى الليبرالية أو الأعداء التاريخيين.
والحقيقة أن الإخوان المسلمين فى مأزق واضح.. مطلوب منهم مواجهة الشارع الباحث عن خدمة أو وظيفة أو أسعار مخفضة بما فيه الإضرابات المعطلة لدولاب العمل أو المظاهرات السياسية والاجتماعية.. أيضاً لديهم مشكلة خاصة أنهم الفصيل الرسمى المدافع عن دينية الدولة وكل تنازل يقدمونه سياسياً يقابله مساحة أكبر فى الخلاف مع القوى الدينية الأخري.
▪ إذاً ما هو الحل.
▪ تعاون كل الأحزاب مع الإخوان المسلمين على الأقل اتضح أن الأخير بدأ يتفهم الأمور السياسية المعقدة التى تعيشها الدولة بكل ما فيها أيضاً، أصبحوا أكثر إدراكاً للمشاكل التى تهدد حياة المصريين.. وانتقالهم من المعارضة للسلطة بالتأكيد أصابهم بنوع من الخبرة أتاح لهم استخدام أبجديات الحكم من المناورة والتفاوض واتخاذ القرار فى التوقيت المربح.
▪ الإخوان المسلمون على يقين بأن ما يصيبهم من أضرار هو من صناعتهم لأن المختلفين معهم من القوى الأخرى تتوقف معارضتهم على حدود الاستديوهات وهى معارضة معنوية أكثر منها عميقة فى الوقت الذى اتجهوا إلى الشارع والمواطن استعداداً للاستفتاء على الدستور أو للانتخابات التشريعية. بالطبع هم يحاولون تحقيق نجاحات فى فترة زمنية بسيطة تمكنهم من الاستمرار فى الحكم وهو حق مشروع لهم، كما هو مشروع لغيرهم، ولكن المشكلة الآن ليست فى رغبة الإخوان المسلمين فى الفوز بالجولة الثانية من ماراثون الحكم.. لكن فى الفقاعات النارية المصاحبة لرصاص بعض الفصائل والتهديدات الواضحة بإدخال العنف ليصبح ضمن الثقافة المصرية كمفهوم عام وليس فردياً. وبالتالى إرساء قاعدة استخدام السلاح لتمرير الطلبات وهو أمر بدون شك سيمزق المجتمع المصرى ويلحق به أضراراً بالغة وأعتقد أن الإخوان المسلمين فى هذه المرة مطالبون بمنع ذلك والوقوف ضده بالتأكيد هم لا يرغبون فى قيادة مجتمع ممزق أو ينتشر بينه ميليشيات مسلحة أو فكرية .
قبل أن تتحول الميليشيات الفكرية إلى مسلحة علينا أن ننتبه لهذا التحول ومقاومة مصر الآمن والمساحة والمتدينة هى صمام الأمان لنا جميعاً ولكل من يعيش فيها.
علينا جميعاً المحافظة على نسيج المجتمع المصرى هذا لو حدث فيه فائدة للجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا