الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

في صالون «المراسي»

بقلم  كمال عامر
بالفعل هناك أشخاص بعيدون عن الأضواء.. ولكنهم يملكون أفكاراً مفيدة للمجتمع.. يحملونها حتي إلي المصايف. في الرياضة وغيرها.. وفي قرية «الريفيرا» بالساحل الشمالي حيث يقيم القبطان نايل المراسي.. وبدعوة منه ذهبت إليه.. في أحد أماكن الاستراحة بالقرية وجدت الرجل محاطاً بمجموعة من الأشخاص: مدير بنك، صاحب شركة صرافة، عميد جيش متقاعد يشغل منصب مدير القرية، صاحب شركة أجهزة حاسب آلي وله أسهم في القرية الذكية وعامل مشاكل مع إدارتها ومدير إعلانات بمؤسسة صحفية وقاض بمحكمة الاستئناف ورئيس اتحاد رياضي، وقد علمت بأن المراسي وهو أحد أصحاب العطاء المميز في مسيرة الأكاديمية البحرية بالإسكندرية وعضو بمجلس إدارة الاتحاد المصري للجودو يدير نقاشا يوميا من العاشرة مساء حتي الثالثة صباحا حول مصر والناس، ولأن حياته مرتبطة بالأكاديمية البحرية لما قدمه لها في مشوار عطاء لعشرات السنين، فهو كثير الحديث حول النجاحات التي حققها د.محمد فرغلي الرئيس الحالي لها، وتابعت الرجل وهو يصف أفكار فرغلي بشأن فرع الاكاديمية ببورسعيد وفروعها في سوريا وكيف تستعد الأكاديمية لمؤتمر وزراء الخارجية العرب المقبل، وكيف نجحت في رسالتها لتثقيف الشباب وزيادة مهاراتهم لمواجهة التقدم العلمي وهو مؤمن تماما بدور الأكاديمية وبخطط التنمية التي يروج لها فرغلي وجهوده في مساعدة شباب العالم العربي كله للالمام بالمتغيرات العالمية، الأكاديمية البحرية أصبحت مركز اشعاع عالميا وحققت نجاحات كبيرة في هذا الشأن.. نايل المراسي شرح لنا ما ينقصنا لكي تؤدي الرياضة المصرية رسالتها.. مبديا فرحته بمشروع حسن صقر للتميز الرياضي.. وهو كما قال لنا: ضربة معلم لأن ثقة الناس والحكومة في صقر دفعت وزارات كبيرة ومهمة مثل الدفاع والشرطة في الدخول كشركاء في هذا المشروع.. وشرح لكي جملة: ثقة مصر في حسن صقر كانت وراء النهضة والطفرة في البنية الرياضية مثل استاد برج العرب واستاد بتروسبورت واستاد السلام وغيرها وهي بنية رياضية غير مسبوقة، ومشروع التميز الرياضي سيزيد قاعدة اختيار المميزين رياضيا للمنتخبات الوطنية مما يساعد في زيادة فرصة الفوز بالميداليات.

.. وبعد خمس ساعات من الحديث حول الزمالك، الأهلي والتليفزيون والفضائيات ورمضان والساحل الشمالي والثروة العقارية الرائعة وغير المستغلة وجدت نفسي أقول تصوروا أنتم عاملين زي الأجهزة الكاشفة عن أوجه الحياة في مصر.. مجموعة مختلفة في الاتجاهات الفكرية اجتمعت حول تحليل حالنا.. وما نحتاجه والأهم كانت نظرة الحضور إلي أن المشروعات العملاقة في مصر لم يتعرف عليها المصريون.. وقال المراسي: شوف محور التعمير هذا المحور المهم في حياة المصريين.. شوف الكباري والصحراوي والزراعات وغيرها.. طرق تساوي ثروة نسير فوقها ولا يلاحظها الراكب أو المستفيد منها أو حتي السياسيون!!

- حال البلد علي مائدة المراسي وحال الرياضة المصرية والبرامج الرياضية والمزاج السياسي وجمال مبارك.. والمعارضة.. وأسعار اللحوم.. وحرفية المواطن المصري واتجاه الريح.. وأشجار حديقته المتنوعة من الورد البلدي والمسك وتمرحنا.. والريحان وكيف يدقق حتي في خط سير الهواء.. صالون المراسي في الساحل الشمالي مزيج من دغدغة الوجدان.. والثقافة.. والعلوم السياسية.. وفن التعامل مع الناس وتوقع رد أفعال من يتعامل معهم والشباب «السيس» وأهم أكلات المطبخ المصري الصحية.

- صالون المراسي في ريفيرا الساحل الشمالي جرعة ثقافية وجدت نفسي في حيرة من فهم وإدراك من جلس بجواري حتي في الخلاف بين بعض الاشخاص وجهات أخري.. خلاف يبحث عن الصالح العام.. والأهم أننا ناقشنا ما هو مضيء في مصر من مشروعات وخدمات وتنمية ودافع سياسي يضم مراهقين يرفضون الاعتراف بالانجازات الموجودة ظنا منهم ـ عن جهل ـ أن شكراً للحكومة والدولة قد يصيب معارضتهم بضرر.

في الثالثة صباحا غادرت.. وأنا مهتم جداً برؤية أعضاء صالون المراسي لدفتر أحوال المواطن المصري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا