الاثنين، 27 سبتمبر 2010

تبريد الملاعب وقطار سريع لربطها واستاد داخل المياه وتصميم فريد للملاعب

بقلم كمال عامر
في قطر قضيت ثلاثة أيام هي المرة الأولي لي لمشاهدة قطر الدولة والتي أعرفها من الكتب والخرائط ووكالات الإعلام العالمية وقناة الجزيرة.. لم تسمح لي الظروف لمشاهدة تلك الدولة «الشقيقة» والتي صفت لنفسها مكانة أري أنها أكبر من «حجمها» الجغرافي ..أسمع عن قطر الشقيقة والتي استدعت الفرقاء بلبنان إلي الدوحة في اجتماعات نجحت خلالها في لم شمل الفرقاء ونزع فتيل القنابل وإسكات صوت الرصاص.. قطر أيضا رأيتها موجودة وبقوة في السودان وتبذل جهودا جبارة للم شمل السودانيين وإنهاء الخلافات وإسكات الرصاص.. ووقف القتل والاغتيالات.. قطر في اليمن وفي كل الخلافات العربية ـ العربية تبرز قطر كدولة ساعية للم الشمل العربي.. في نفس الوقت كنت أحتقن من الجزيرة لبعض برامجها لكن الحقيقة مازلت متابعاً لها ولم أقاطعها.
قطر بالنسبة لي دولة مشاكسة أو شقية تعدت الخطوط وأصبحت قوة علي الساحة السياسية المعقدة.. كنت أسأل كيف صفت دولة صغيرة المساحة والسكان لها تلك المكانة؟ الحقيقة لم أكن أسمع إجابات مقنعة.

في الرياضة حاولت بعض الأقلام وغيرها توجيه غضبنا إلي الجزيرة عند كل إخفاق ما في الحصول علي حقوق حصرية لبطولات أو لغياب الفرق المصرية عن الشاشة المصرية.. وبرغم أن هناك من حاول تغذية عقولنا ببعض الشوائب ضد الجزيرة وبالتالي قطر مثلا.

إلي قطر سافرت ، العنوان حضور زيارة لجنة الفيفا للتفتيش علي ملف قطر المقدم منها لاستضافة مونديال 2022 .. والغرض أو الهدف بالنسبة لي: هو الحصول علي إجابات علي أسئلة من نوع: ما هي امكانيات تلك الدولة «الشقية» والتي أتاحت مكانة أكبر مرات من مساحتها علي الخريطة أو حتي ما لديها من امكانيات مالية؟ في فندق Wdoha التقيت عمرو شعبان مصري مدير الأمن بالفندق حكي لي عناوين عن قطر والنهضة التي تعيشها والعدل الاجتماعي المنتشر والرعاية المتنوعة لمن يقيم علي أرضها.

شاهدت في قطر نهضة عمرانية حديثة من الصعب حصرها في عدد السكان ولا عددهم بعد عشرين عامًا!!

في أماكن التعليم، العلاج، الصحافة، أشكال المباني، والشوارع.. ليس هناك مجال للصدفة. في قطر التقيت مختلف الجنسيات العرب والأجانب وعدداً كبيراً من المصريين كانت حصيلة اللقاءات أن قطر الرسمية بدءاً من الأمير حمد آل ثان مرورًا بكل المسئولين كانوا حريصين جدًا علي ألا يضار مصري من أي خلاف أو سوء تفاهم سياسي.. بالعكس هناك اهتمام رسمي وشعبي وحفاوة بكل مصري مقيم هناك ومن الحصيلة أيضا أن هناك من يحاول توتير العلاقات المصرية ــ القطرية لصالح جهات أخري هؤلاء هم أكثر المستفيدين من قطر.. وهذا الحديث أؤجله الوقت آخر.

زرت الشوارع. وكنت أتطلع إلي وجوه القطريين وأشاهد الحركة في الأماكن التجارية.. مصريين وأجانب وعربا وجوها راضية تعلوها الابتسامة.

كنت أسأل نفسي.. هل قطر تستطيع تنظيم مونديال 2022 ؟ هل تملك الامكانيات؟ ثم ماذا سيفعلون تجاه مشاكل من صنع الطبيعة من حرارة وغيرها..؟! المونديال عملية معقدة يحتاج لإمكانيات ليست مالية فقط. بل الأهم منها القوة البشرية المدربة.

زرت الملاعب واطلعت علي رسومات الملاعب التي ستقام والتقيت أشخاصا واستمعت إلي غيرهم وشاهدت علي الطبيعة وشرائط فيديو في مبني اللجنة الأوليمبية القطرية استمعت إلي ردود أفعال بدء حملة الترويج شخصيات رياضية عربية من كل الوطن العربي.. اتفقت فيما بينها علي أن قطر تتحدث بشأن طلبها استضافة مونديال 2022 باسم العرب والشرق الأوسط هذه المنطقة التي لم يسبق لها تنظيم هذا الحدث الضخم.

كلمات مصرية وسودانية وأردنية لم تختلف في المعني.. المهم أن قطر عندما بدأت الترويج اختارت الاتجاه عربيا في البداية لتعميق الإحساس بأن القضية عربية شرق أوسطية وهذا ما نجحت لجنة الملف برئاسة محمد بن حمد آل ثان في تأصيله.

الشيخ محمد بن حمد آل ثان رئيس لجنة الملف كان محددا عندما أعلن: صادقون بشأن كل ما جاء بالملف والفيفا لن يندم.. وأن قطر تطلب المونديال باسم العرب ومنطقة الشرق الأوسط.. وأننا نريد السلام والتعاون كلغة للشرق الأوسط.. وأن استخدام التكنولوجيا في الملاعب بمثابة ثورة علمية.

أما حسن الزواوي المدير التنفيذي للملف القطري فقد أعلن زيارة وفد الفيفا بمثابة اختبار لقدراتنا لعبور التحديات في طريقنا لتنظيم مونديال 2022 .

الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم استقبلت لجنة تفتيش الفيفا.. الشيخ خالد بن ثان الرئيس الفخري للجنة الإعلام الرياضي استقبل الإعلاميين بمنزله.. وفي نادي الدبلوماسي أقامت جريدة الشرق حفل استقبال للضيوف من الإعلاميين تقدم صعود المرحبين بنا جابر الحرمي رئيس تحرير الشرق ومحمد المالكي رئيس لجنة الإعلام.

شاهدت ماكينات الملاعب المزمع إقامتها.. وهي ليست عادية بل حرص القطريون علي أن تكون معبرة عن التاريخ والمستقبل.

فرحة الشعب القطري بالحدث واضحة.. هم يعملون بكل الطرق للفوز بالتنظيم، خاصة أنهم أعلنوا أن قطر ليست أقل من جنوب أفريقيا التي قدمت كأس عالم جيدة.

الشيخ محمد بن حمد آل ثان حول حلم قطر إلي حلم كل العرب رافعا شعار «استضافة مونديال 2022» حلم للمنطقة العربية.. وأن قطر تجاوزت عقبة سخونة الملاعب.. بعد نجاحها في تقديم تقنية التبريد للعالم كله.. مؤكدًا علي شراكة قطر مع الفيفا.. كلمته هي رسالة سياسية بالغة الخصوصية إلي شعوب ودول الشرق الأوسط.

الاخوة في قطر تعلموا من تجارب السابقين.. خطابهم لن يوجه إلي الداخل، بل وضعوا خطة للوصول إلي العالم برغم أن المنافسة شديدة جدًا مع كل من اليابان، كوريا الجنوبية إلا أن قطر لن تترك مساحة علي الأرض إلا ووصلت إليها ساعية للحصول علي تأييد لها حتي لو معنويا. كرة القدم لن تكون لعبة في علاقة قطر بالدول الأخري حتي لو كانت عربية، بل هي دبلوماسية جديدة تضاف إلي أصناف الدبلوماسية الناعمة التي تنتهجها قطر لنشر مبادئ تؤمن بها، وأعتقد أنها سوف تنجح لأن كرة القدم لعبة أجمع علي حبها شعوب وقادة العالم.

قطر من خلال مسعاها لتنظيم الحدث الأعظم في لعبة كرة القدم تسعي للحصول علي خدمة مقابل ما قدمته للعالم من خدمات في مجال الأمن والسلم والعدل والرخاء، والتصويت لها هو بمثابة رد الجميل، وأعتقد أن الإمكانات التي في جعبة الدوحة سوف تساعد في حسم الأمر لصالحها.

أنوه إلي أن البعض مع الأسف من جنسيات عربية عاملة في مجال الصحافة القطرية راهنت علي أن مصر لن تساند قطر ردًا علي موقف محمد بن همام من ملف مصر 2010 وهؤلاء المتطرفون لم يعلموا أن محمد بن همام كان قد كشف للقيادات الرياضية في مصر وقتها أن فرصة مصر صعبة جدًا جدًا في الحصول علي أي صوت وقبل التصويت بساعة كشف للمسئولين عن الملف المصري بأن مصر لن تحصل علي أي صوت، وهناك شهود علي الواقعة.. إذا الرجل كان شجاعًا وثبت صحة توقعاته وعندما تساند مصر قطر في مسعاها للحصول علي تنظيم مونديال 2022 الأمر واضح وهو يعني أن مصر الشقيقة الكبري للدول العربية لا يمكن أن تقف في صف أعداء أي دولة عربية حتي لو في مجال كرة القدم مصر الحضارة دولة كبيرة والخلاف مع قطر أو غيرها مهما كان حجمه هو خلاف مؤقت.. أدهشني جداً المشهد المصري في قطر لم يتأثر مصري واحد نتيجة أي خلاف سياسي بين البلدين هذا يوضح حرص قطر الشعبي قبل الرسمي علي أزلية العلاقة واحترام خصوصيتها ..هؤلاء المتطرفون في الساحة العربية أصيبوا بصدمة عندما أعلنت مصر علي لسان م.حسن صقر تأييدها للملف القطري بل تقديم كل المساعدات الفنية والتقنية لنجاح فرصة قطر في تنظيم هذا الحدث.. آن الأوان للعرب لأن ينظموا كأس العالم وأن يحتضنوه وقطر الفرصة.

من ناحيته أكد لي هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذي للفيفا أن صوت مصر لقطر دون مزايدة هي دولة عربية شقيقة وتربطنا بها علاقة وطيدة مضيفاً هل يعقل أن تساند مصر اليابان أو كوريا الجنوبية أو استراليا ضد قطر هذا غير منطقي بالمرة.

كاشفا أن هناك تنسيقا تاما بينه وبين محمد بن همام للحصول علي الأصوات التي تتيح التنظيم لقطر.

أبوريدة أكد لي هناك مجموعة حاقدة في العالم العربي تسعي لتخريب العلاقات العربية ــ العربية وإثارة الفتنة هذه أقلية متطرفة لا تخدم العالم العربي ولا تطلعاته مؤكداً لـ«روزاستاد» أن ملف قطر مقنع. وفرصتها كبيرة لتنظيم مونديال 2022 أثق في قدراتها وإمكاناتها لتقديم مونديال مميز.
الدوحة - كمال عامر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا