الجمعة، 17 سبتمبر 2010

أحزان في كفر شكر

بقلم كمال عامر
قضيت العيد في مدينتي كفر شكر.. حالة من الحزن بين أهلها لغياب محمود محيي الدين عن انتخابات مجلس الشعب وهم غير معنيين بالبنك الدولي أو مهتمين بمنصبه الجديد، سافرت إلي كفر شكر لأعيش جو العيد بين أهلي وإخوتي وأولادهم وأزواجهم زيارات لم تنقطع وجلسات هنا وهناك.. العيد في كفر شكر هذا العام مختلف، الحوارات علي المقاهي أو البيوت تدور حول موضوعين الأول حجم المشروعات الخدمية للمجتمع التي تتم حاليا بدءاً من مساكن لمحدودي الدخل والشباب والكوبري الواصل بين كفر شكر وعزبة محيي الدين المار فوق الرياح التوفيقي وقد منح حماية للسكان والفلاحين وطلاب المدارس من السيارات العابرة بسرعة.

البعض كان يشرح بسعادة كيف تحولت مدينة كفر شكر من مدينة مغضوب عليها إلي بلد محسود يتمني أن ينتسب إليه الكثيرون.. مشروعات متنوعة تهدف لخدمة المجتمع وأكبر عدد من الناس وقد ارتبطت تلك المشروعات بابن المدينة د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار.. الرجل لا يترك أي فرصة إلا واستغلها لصالح بلده وأهل بلده كفر شكر.

لدرجة أن اهتمام محمود محيي الدين بكفر شكر ساهم في اختفاء الغضب فيها ضد الدولة التي أهملت كفر شكر لسنوات طويلة وحرمتها - متعمدة - من أبسط الحقوق هكذا ارتبطت كفر شكر الجديدة بمحمود محيي الدين المهم أن سكانها أعلنوا «غضبهم» وحزنهم علي قرار تعيين وزير الاستثمار مديرا للبنك الدولي الأمر الذي يحرمهم من انتخاب الرجل ممثلا لهم في البرلمان القادم وهي الصيغة التي اقتنعوا بها لضمان استكمال المشروعات التي لم تكتمل.. حزن شديد جدا سيطر علي كل الحوارات والتجمعات.. موضوع واحد فقط كان يدور النقاش حوله وهو غياب محمود محيي الدين عن دائرة كفر شكر.. البسطاء لم يهتموا بأن منصب الوزير الجديد في البنك الدولي اعتراف بقدرات الرجل وامكانياته وتكريم لمصر.. لم يستمعوا لكلامي أو لمبرراتي.. لم أر «أقاربي» وأصدقائي وأشقائي وأولادهم بتلك الصورة الحزينة من قبل.. عامر زوج شقيقتي قال «ابتعاد محمود محيي الدين عن كفر شكر سبب لنا حزناً، الرجل مجامل، بسيط حبوب، خدوم، شوف البلد بقي شكلها إيه.

شوف الشباب اللي حصل علي شقق ومركز الشباب اللي اتطور والمستشفي والكوبري والشوارع، ده راجل زرع البسمة بين الناس.. في نفس الوقت حكي لي محمد الرفاعي ابن شقيقتي «الناس في المحافظات الأخري تشعر بالغيرة لانتماء محمود محيي الدين لبلده لقد حمل كفر شكر معه إلي كل مكان ذهب إليه في مصر والخارج.

وصلاح السعيد قال لي: كفر شكر محتاجة لمحمود محيي الدين أكثر من البنك الدولي.. هي الحكومة «مستكترة» علينا راجل يخدمنا.. شقيقتي نبيلة قالت لي: كل شباب البلد حزين جدا علي قرار ابتعاد محمود محيي الدين عن بلده أنا مش عارف مين اللي هيجيب لنا حقوقنا، كفر شكر علي مدار أعوام كانت الحكومات تعاقبها.. كانت في نظر تلك الحكومات بلد خارج عن الخط.. اصدقنا أن هناك تصالحًا بين البلد والحكومة، محمود محيي الدين ابن بار ببلده سر قوته أنه لم يتخل عن الناس في كفر شكر.

في «قهوة دياب» التقيت بالأصدقاء وعلي كافتيريا زغاري تحدثت مع مجموعة أصدقاء.. كان الحوار كله حول ابتعاد محمود محيي الدين عن كفر شكر.. هم لا يطيقون سماع أي تبريرات من أي نوع.. البسطاء في بلدتي لا يهمهم البنك الدولي ولا يعنيهم أن يكون مصري مديرا له ولا يستوعبون أن هناك وعوداً بإنهاء المشروعات الخدمية لدرجة أنهم لا يستمعون لأي مبررات حاولت شخصيا أن أطرحها للرد، هم فقط يشعرون بالحزن الشديد والعميق ولا يتصورون أن محمود محيي الدين لن يكون مرشحهم في انتخابات مجلس الشعب المقبل، ولا يتصورون أن يكون هناك غيره نائبًا لهم.

لقد انتهوا من إعداد اللافتات، وسيناريو يوم الانتخابات والمؤتمرات وكيف سيقوم كل منزل بتقديم ما يستطيع تقديمه من أجل عمل «زفة» تعبر عن حبهم وتقديرهم لشخصية ابن بلدهم محمود محيي الدين حتي عندما سافرت إلي ميت غمر لزيارة أقاربي وأبناء الخال بادرني أشرف عراقي تاجر فاكهة هما مستكترين عليكم يبقي لكم وزير في مجلس الشعب ينقل إلي الحكومة طلباتكم ويصر علي تنفيذها والاستجابة لكم.. اسئلة واستفسارات البسطاء في كفر شكر وميت غمر في المقاهي والبيوت وفي الحقول وفي كل مكان ذهبت إليه كان السؤال الذي يطرح بعد السلام مباشرة «عاوزين محمود محيي الدين.. إحنا مش عاوزينه يسافر، عاوزينه بيننا؟» طبعا حاولت بقدر استطاعتي أن أشرح ما يحدث من واقع تجربتي ومعلوماتي لكن الحقيقة لم أنجح هم لا يعترفون بأي مبررات مهما كانت مقنعة، لقد أرتبط أهالي كفر شكر مع ابنهم محمود محيي الدين وعن قناعة هم شافوا فيه المستقبل أصبح أملاً وقدوة أمام الشباب.. وحكمة أمام الكبار.. لا أبالغ إذ قلت أن حزن شباب وشعب كفر شكر علي فراق محمود محيي الدين لهم وأيضا عدم خوضه انتخابات مجلس الشعب عن الدائرة أمر أصابهم بالحزن والغضب، قالت لي سيدة بسيطة ربة منزل تحمل ليسانس آداب «محمود محيي الدين راجل دخل قلوبنا بدفاعه عن الفقراء وهو «حتة منا»، كل أسرة في كفر شكر تشعر أنه أحد أفرادها، لا يترك أي مناسبة إلا وكان فيها رجل «شبعان ابن ناس طيبين».

أي نائب غيره لن ينجح علي الأقل في أن يجمع شمل كفر شكر ويوحدها بصراحة محمود محيي الدين أعاد كفر شكر للنظام ومهد الطريق أمام الشباب فيها لتفهم الأوضاع.. نشر الأمل بين الناس واهتم بكل شرائح البلد، لم يجامل ويكره الوسطاء صريح وشجاع، تصور أن كل المشروعات التي أضافها إلي البلد كلها لها عائد جماعي يعني للمجتمع سواء المدارس والمساكن وفرص العمل، والمشروعات التي أعلن عنها مثل الكوبري الذي يحمي سكان البلد ووضع له حجر الأساس وهو امتداد للطريق.

أنا طبعا متعاطف جدا مع أهلي وأخوتي وأولادهم وأصدقائي سكان مدينة كفر شكر وقد شعرت بالحزن الشديد مثلهم لأن محمود محيي الدين قد يغيب عن انتخابات مجلس الشعب مهما كانت المبررات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق هنا