بقلم كمال عامر
كشفت الحفلات التي أقيمت للفلاح المصري العالمي د.محمود محيي الدين أنه صنع تواصلاً لم يتوافر لرئيس الوزراء.. وحوار البابا مع المناوي نزع الكثير من الألغام وفوت الفرصة علي المتطرفين والمتعصبين وهو الحوار الأفضل.
من خلال حفلات التكريم والشخصيات التي شاركت فيها أزعم أن د.محمود محيي الدين وزير الاستثمار السابق يأتي في مقدمة المسئولين المصريين قربا من المؤيدين والمعارضين.. وهي ظاهرة لا يتمتع بها رئيس الوزراء نفسه د.أحمد نظيف.. وهي تدل علي أن للرجل قاعدة جماهيرية واسعة وممتدة.. اندهشت لأن عددًا من الأقلام المعارضة قبل المؤيدة من صحف مستقلة ومعارضة كانت حريصة علي أن تظهر ودها للفلاح المصري العالمي د.محمود محيي الدين.. وفي حواره علي موقع الحزب الوطني كان له مؤيدون ومعجبون من العالم.
قوة محمود محيي الدين في الحوار الواسع الذي قاده بنفسه للترويج عن أفكاره ومشروعات وزارته وأيضا مشروعه الخاص لم يكن ينتظر بل كان يتحرك متوجها إلي كل التجمعات والتكتلات حاملا معه وجهة نظر وحقائق.. أزعم أن معظم المعارك التي خاضها نجح فيها وببراعة.. الأمر الذي أوضحه هذا العدد الكبير من الاحتفاليات التي حاول منظموها علي الأقل التعبير عن علي احترامهم وتقديرهم للجهد الذي بذله في مجال وزارته لصالح الوطن والمواطن.
انفعلت جدا رافضا تصريحات الأنبا بيشوي تعليقا علي آيات قرآنية.. وكنت أسأل نفسي: ماذا جري لهذا الرجل؟ إنه يمنح الفرصة بل يدعو من خلال تلك التصريحات إلي توسيع دائرة الاحتقان وعمل فتنة مع الإخوة المسيحيين والدنيا مش ناقصة.. لم أكن أتصور أن رجلاً في مكانة الأنبا بيشوي غير مدرك لنتائج الخوض في العقيدة الإسلامية بالنسبة للمسلمين.. أنا شخصيا أصبت بالغضب الشديد من موقفه والحقيقة أن غضبي لم يتوقف إلا بعدما تابعت حوار البابا شنودة مع الإعلامي عبداللطيف المناوي.. حوار البابا خفق من غضبي واحتقاني تجاه الأنبا بيشوي وتصريحاته المثيرة للغضب والفتنة.. البابا خفف في نزع فتيل أزمة لا يعلم إلا الله إلي أي مدي كان من الممكن أن تصل.. اعتذار البابا للمسلمين رسالة عميقة المعاني وواضحة وكافية ومن المهم أن البابا شنودة كعادته أوضح للمتطرفين هنا أو هناك أن قوة مصر بما فيها من وحدة المسلمين والأقباط.. وقد فشلت قوي الشر في العالم في تمزيق تلك الوحدة لم يخف أو يتلعثم والأهم أن المناوي كان يطلق أسئلته الشبيهة بالقنابل وهو مبتسم.. ورمز الكنيسة المصرية يرد بإجابات شافية قاطعة وهو أيضًا مبتسم.. أنا شخصيًا تابعت الحوار الممتع بين البابا شنودة والإعلامي عبداللطيف المناوي باهتمام بالغ.. وهو حوار استخدم فيه المناوي كل ما لديه من فنون الإعلام ليحصل من رمز الكنيسة المصرية علي إجابات لأسئلة ملتهبة مطروحة بالشارع فالبابا يملك الكثير من القدرات والأفكار والرؤي وهو كرمز ديني له مكانته لكل القضايا والمناوي لم يكتف بحوار علاقات عامة بل أصر علي التعرض لكل القضايا مثل هذه الحوارات بدون شك أراها عبئًا لأي محاور تليفزيوني لكن عبداللطيف المناوي نجح في إدارة حوار من أمتع وأقوي الحوارات التليفزيونية والتي شاهدت البابا فيها والقوة ليست في الحوار ولا تبسيط أسئلة الأزمات ولا حصر المشاكل في كلمات بسيطة ليترك المستمعين يرصدون الإجابات والتعليق عليها.. ولا بالإصرار علي الحصول علي إجابات واضحة ومواقف لا تحتمل معنيين.. بل القوة في مجمل كل هذه الأشياء.
وعلي العموم إذا كان البابا شنودة قد نزع فتيل غضبي وأرضي المسلمين وأرضاني إلا أن المناوي لعب دورًا في نتائج الحوار والمناوي بلا شك أفضل محاور تليفزيوني في الأمور السياسية وفي لقائه مع البابا كان مستعدًا للحوار.. وقد سيطر بأدواته الخاصة علي جو الحوار في المقابل البابا شنودة كان رجل محبة ودين.. والمحصلة حوار أجهد السياسيين وأتعب المتعصبين.. ونزع فتيل أزمة حقيقية لم تكن حكرًا علي المتطرفين فقط.. لقاء شجاع وحوار إيجابي بدرجة لافتة بل أعتقد أنه سيكون أفضل الحوارات لـ2010.
لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشوري عقدت اجتماعًا مهمًا لوضع تصور لخط سير عمل اللجنة، والقضايا التي تتضمنها أجندة العمل.
وقد شاركت في الحوار.. أعضاء مجلس الشوري عندما تجلس بينهم تشعر بأنك بين خبراء.. الكلام بحساب.. الموضوعات المطروحة معمقة وموثقة.. الأمر الذي لاحظته أن د. نبيه العلقامي رئيس اللجنة وهيئة المكتب والأعضاء مهتمون بالقضايا الأهم والأشمل.. من خلال المناقشة والحوار أعتقد أن دور اللجنة لن يكون محاكمة لعبة أو مسئول من أجل موقف بل منهجية عملها يتجه إلي الأهم والأشمل والمفيد للشباب أو الرياضة.. صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري يتابع أدق تفاصيل الحوار. د. نبيه العلقامي وضع أمامي عددًا من الوثائق مهتمة بالعلاقة بين الشباب والرياضة والحكومة والمحليات والمحافظ وقال: صفوت بيه أرسلها إلينا لتأكيد دراسة كل ما يطرح قبل مناقشته!