بقلم كمال عامر
الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب 2010 أثارت جدلاً واسعًا بدأ باهتمام غير عادي من وسائل الإعلام العالمية والعربية مرورًا بدخول العديد من أصحاب الاتجاهات الفكرية عليها. المحطات التليفزيونية العالمية أيضا لم تفوت الفرصة.. والاهتمام الواضح بتلك الانتخابات هو انعكاس طبيعي لمصر ومكانتها كدولة قائدة ورائدة في المنطقة ومؤثرة أيضا في المحيط العالمي.. المهم أن كل قناة فضائية أو محطة تابعت تلك الانتخابات بعيونها وميولها ومنظور أصحابها.
ومن اللافت أن الاهتمام غير العادي بتلك الانتخابات تحديدًا من جانب القوي السياسية المصرية كان واضحًا لأن نتائجها تصب في حجم الحزب وتأثيره في الشارع وقدرته علي حشد أنصاره أي أنها بلغة أسهل مقياس حقيقي لقوته.. ومستقبله وصورته والأحزاب أيضا بدورها تعلم تمامًا أن عدد ما تحصل عليه من مقاعد في مجلس الشعب المقبل قد يكون من أهم عوامل تأثيرها في الانتخابات الرئاسية المقبلة الأمر الذي يمنحها مساحة من المناورة مع الحزب الوطني الحاكم وهي عملية معروفة وفقا لشروط الترشيح لرئاسة الجمهورية والتي تشترط وجود أعضاء بالبرلمان.. أحزاب المعارضة المصرية بالفعل أصيبت بصدمة حقيقية بعد سقوط النسبة الأكبر من مرشيحها. وهذا المشهد أصاب العديد من الشخصيات الحزبية بالصدمة خاصة في ظل نزاعات متداولة بالشارع والصحافة والفضائيات حولهم.. صنعوها بأنفسهم لحجز جماهيرية.
أحلام اليقظة كانت قد سيطرت علي الكثير من الشخصيات المعارضة الراسبة في تلك الانتخابات في ظل آدب حكومي والتزام أخلاقي من جانب المنتمين للحزب الوطني. وكوادره. حصل هؤلاء المعارضون علي شهرة مرجعها الإعلام العام والخاص. لم لا وقد أصبحوا نجومًا للفضائيات.. أنهم زبائن لها للحديث عن المشاكل أو الأزمات مستخدمين تلك الظروف سبيلاً لمهاجمة الحكومة والوزراء.. الإعلام أضاف لهؤلاء الأشخاص مساحة من الشهرة لا بأس بها. لدرجة أن العديد من هؤلاء المعارضين ظنوا أو توهموا بالفعل أنهم الجراحون المطلوبون لعلاج كل مشاكلنا وأنهم السحرة المتاح لهم وحدهم الأخذ بين مصر إلي التقدم.. بعض هؤلاء عندما شاهدته علي إحدي الفضائيات كانت تتحدث وكأن في جيبه ورقة أو روشتة تحمل كل الحلول لمشاكل مصر صغاراً وكباراً.. تعليماً وصحة وطرقا وسكنا.. أحدهم تابعته وهو يتحدث عن الحد الأدني للأجور وهو يلوح بيده ويضرب باليد الأخري علي المنضدة مهاجمًا الحكومة والحزب الوطني مطالبًا بألا يقل الحد الأدني للأجور عن 2000 جنيه دون أدني اهتمام بالعملية الاقتصادية المعقدة المحيطة بهذا الأمر الحزب الوطني ترك هؤلاء المعارضين يتضخمون في ذاتهم.. هذه الشخصيات ظنت أنها بالفعل جديرة بثقة الناس ومقعد البرلمان هو الحد الأدني لطموحهم.. وقبل الانتخابات التقيت بأحد المعارضين من تلك النوعية.. أخبرني بأنه سيرشح نفسه لخوض انتخابات مجلس الشعب.. وقال لي: «أنا عملت كذا وكذا.. والحكومة أخذت بما قلته كرأي في برنامج كذا وكذا وكذا».. وأضاف لي: «سوف أرشح نفسي لرئاسة الجمهورية بعد ذلك».. قلت: لكن قد يكون الإعلام والفضائيات صنعت منك نجما.. وأصبح وجهك مألوفا للمشاهد.. لكن دي قصة.. والانتخابات قصة ثانية، «الناخب» أمر يختلف عن «المشاهد».. الأول يذهب إلي الصندوق والثاني أنت تفرض نفسك عليه وعلي بيته من خلال شاشة التليفزيون.. الأول طالما سيذهب للانتخاب فهو علي الأقل يمتلك «وعيا» و«إدراكًا» و«هدفًا» و«رؤية» و«اختيارًا».. بينما المشاهد لبرامج الفضائيات ونجومها من المعارضين أو ما يطلقون علي أنفسهم رموز المعارضة شخص مُجبر علي المشاهدة.. وانفعاله محدود في المكان الذي يشاهد فيه وتنهي علاقته مع المعارضة بانتهاء البرنامج.
إذا عدد كبير من المعارضين ممن سقطوا في تلك الانتخابات لم ينتبهوا لهذا الفارق واختلط الأمر لديهم، ظنوا أن «المشاهد» هو نفسه «الناخب» اعتمدوا علي أن جماهيرتهم من خلال الإعلام بكل صوره هي نفسها تتساوي مع مكانتهم لدي الناخب والانتخابات بدورها كشفت عن الحجم الحقيقي للمرشح.. معروف أن الراسبين في أي انتخابات عادة ما يتهمون الحكومة والداخلية والحزب بالقيام بالتزوير هذه المبررات وجدتها منشورة من خلال تصريحات معنونة بالصحف عندما أعدت قراءة صحف العشر سنوات الأخيرة.. أصبت بالدهشة لأن الألفاظ لم تتغير.. وهناك تصريحات لبعض المعارضين والذين لم يوفقوا في انتخابات 2010 عندما قارنتها بما هي منشورة عام 2005 و2000 و1995 وجدت تشابهًا تامًا.. كل شخص سقط فيها يشعر بالإحراج أمام أهله وأسرته وأصحاب البرامج القضائية وحزبه من هنا وفي سياق المحافظة علي ماء الوجه عادة ما تجده يبحث عن أي أسلحة يهاجم بها الحزب الوطني والحكومة والنظام ليظل محافظا علي شكله وهيبته لدي دائرته.
ثمة مشكلة حقيقية بشأن الأحزاب.. الفائز منها والمهزوم فالحقيقة المؤكدة أن خريطة المعارضة في مجلس الشعب المقبل لا تختلف عما قبلها إلا في اختفاء جماعة «الإخوان المسلمون».
الحزب الوطني كان قد وضع علي قائمة أولوياته هزيمة تلك الجماعة وهو أمر مشروع في ظل حرية تحديد الخصوم ودرجات الخصومة.. في المقابل لا أجد أي مبرر لانزعاج أحزاب المعارضة من عدم تحقيقها لأعداد كبيرة من مقاعد البرلمان، وهو أمر أجده غير عادل: القراءة في نتائج انتخابات الخمسة عشر عامًا الأخيرة توضح أن حزب الوفد عدد المقاعد الفائز بها في مجلس الشعب تراوحت ما بين 6-7 مقاعد، وقد فاز بـ5 مقاعد في 2010، المستقلون ارتفعت حصتهم من 12 إلي 22 إلي 24 ثم أخيرًا إلي 70 مقعدًا والغد زاد من 1 إلي 2 والناصري كان له مقعد في انتخابات 95، 2000، 2005 نجح حيدر بغدادي ثم انضم للحزب الوطني!
وفي هذه لم ينجح للحزب أي مرشح.. إذا خريطة المعارضة داخل مجلس الشعب لم تتغير بالشكل المقلق إلا أن أحزاب المعارضة كانت تطمع في أن يلعب الحزب الوطني لصالحها بشأن قضية «الإخوان المسلمين» ببساطة أكثر أن يمنحها الحزب الوطني مقاعد «الإخوان المسلمين».
أحزاب المعارضة في مصر مازالت ضعيفة.. وهي غير قادرة علي تحقيق أي انتصار دون مساندة أو مساعدة والحزب الوطني بدوره رفض الصفقات متجاهلاً الشائعات التي وجهت إليه في هذا الشأن، والنتيجة الآن تعليقًا علي المشهد السياسي أن الحزب الوطني فاز بالانتخابات التشريعية لمجلس الشعب 2010 لأنه كان الأكثر جدية والتزامًا، وفكرًا لم يترك الساحة لجماعة رأي إنها مزعجة استخدام كل التكتيكات ليحقق خطته. وقد نجح بعد أن حارب وحده ودافع عن قناعاته.
المعارضة كانت تطمع في جزء من الغنائم ولأنها لم تفعل مقابل ما تنادي به ولم تبذل مجهودًا علي الأقل في الدفاع عن قناعاتها المعلنة بشأن المواطنة ومحاربة التطرف والدولة الدينية، وحقيقة مشكلة المعارضة.
من هنا أري أن الحزب الوطني رفض منحها هدايا بعد فوزه وعليها أن تتحمل سلبيتها أمام شعارات كان من الممكن أن تحرق البلد.
ومن اللافت أن الاهتمام غير العادي بتلك الانتخابات تحديدًا من جانب القوي السياسية المصرية كان واضحًا لأن نتائجها تصب في حجم الحزب وتأثيره في الشارع وقدرته علي حشد أنصاره أي أنها بلغة أسهل مقياس حقيقي لقوته.. ومستقبله وصورته والأحزاب أيضا بدورها تعلم تمامًا أن عدد ما تحصل عليه من مقاعد في مجلس الشعب المقبل قد يكون من أهم عوامل تأثيرها في الانتخابات الرئاسية المقبلة الأمر الذي يمنحها مساحة من المناورة مع الحزب الوطني الحاكم وهي عملية معروفة وفقا لشروط الترشيح لرئاسة الجمهورية والتي تشترط وجود أعضاء بالبرلمان.. أحزاب المعارضة المصرية بالفعل أصيبت بصدمة حقيقية بعد سقوط النسبة الأكبر من مرشيحها. وهذا المشهد أصاب العديد من الشخصيات الحزبية بالصدمة خاصة في ظل نزاعات متداولة بالشارع والصحافة والفضائيات حولهم.. صنعوها بأنفسهم لحجز جماهيرية.
أحلام اليقظة كانت قد سيطرت علي الكثير من الشخصيات المعارضة الراسبة في تلك الانتخابات في ظل آدب حكومي والتزام أخلاقي من جانب المنتمين للحزب الوطني. وكوادره. حصل هؤلاء المعارضون علي شهرة مرجعها الإعلام العام والخاص. لم لا وقد أصبحوا نجومًا للفضائيات.. أنهم زبائن لها للحديث عن المشاكل أو الأزمات مستخدمين تلك الظروف سبيلاً لمهاجمة الحكومة والوزراء.. الإعلام أضاف لهؤلاء الأشخاص مساحة من الشهرة لا بأس بها. لدرجة أن العديد من هؤلاء المعارضين ظنوا أو توهموا بالفعل أنهم الجراحون المطلوبون لعلاج كل مشاكلنا وأنهم السحرة المتاح لهم وحدهم الأخذ بين مصر إلي التقدم.. بعض هؤلاء عندما شاهدته علي إحدي الفضائيات كانت تتحدث وكأن في جيبه ورقة أو روشتة تحمل كل الحلول لمشاكل مصر صغاراً وكباراً.. تعليماً وصحة وطرقا وسكنا.. أحدهم تابعته وهو يتحدث عن الحد الأدني للأجور وهو يلوح بيده ويضرب باليد الأخري علي المنضدة مهاجمًا الحكومة والحزب الوطني مطالبًا بألا يقل الحد الأدني للأجور عن 2000 جنيه دون أدني اهتمام بالعملية الاقتصادية المعقدة المحيطة بهذا الأمر الحزب الوطني ترك هؤلاء المعارضين يتضخمون في ذاتهم.. هذه الشخصيات ظنت أنها بالفعل جديرة بثقة الناس ومقعد البرلمان هو الحد الأدني لطموحهم.. وقبل الانتخابات التقيت بأحد المعارضين من تلك النوعية.. أخبرني بأنه سيرشح نفسه لخوض انتخابات مجلس الشعب.. وقال لي: «أنا عملت كذا وكذا.. والحكومة أخذت بما قلته كرأي في برنامج كذا وكذا وكذا».. وأضاف لي: «سوف أرشح نفسي لرئاسة الجمهورية بعد ذلك».. قلت: لكن قد يكون الإعلام والفضائيات صنعت منك نجما.. وأصبح وجهك مألوفا للمشاهد.. لكن دي قصة.. والانتخابات قصة ثانية، «الناخب» أمر يختلف عن «المشاهد».. الأول يذهب إلي الصندوق والثاني أنت تفرض نفسك عليه وعلي بيته من خلال شاشة التليفزيون.. الأول طالما سيذهب للانتخاب فهو علي الأقل يمتلك «وعيا» و«إدراكًا» و«هدفًا» و«رؤية» و«اختيارًا».. بينما المشاهد لبرامج الفضائيات ونجومها من المعارضين أو ما يطلقون علي أنفسهم رموز المعارضة شخص مُجبر علي المشاهدة.. وانفعاله محدود في المكان الذي يشاهد فيه وتنهي علاقته مع المعارضة بانتهاء البرنامج.
إذا عدد كبير من المعارضين ممن سقطوا في تلك الانتخابات لم ينتبهوا لهذا الفارق واختلط الأمر لديهم، ظنوا أن «المشاهد» هو نفسه «الناخب» اعتمدوا علي أن جماهيرتهم من خلال الإعلام بكل صوره هي نفسها تتساوي مع مكانتهم لدي الناخب والانتخابات بدورها كشفت عن الحجم الحقيقي للمرشح.. معروف أن الراسبين في أي انتخابات عادة ما يتهمون الحكومة والداخلية والحزب بالقيام بالتزوير هذه المبررات وجدتها منشورة من خلال تصريحات معنونة بالصحف عندما أعدت قراءة صحف العشر سنوات الأخيرة.. أصبت بالدهشة لأن الألفاظ لم تتغير.. وهناك تصريحات لبعض المعارضين والذين لم يوفقوا في انتخابات 2010 عندما قارنتها بما هي منشورة عام 2005 و2000 و1995 وجدت تشابهًا تامًا.. كل شخص سقط فيها يشعر بالإحراج أمام أهله وأسرته وأصحاب البرامج القضائية وحزبه من هنا وفي سياق المحافظة علي ماء الوجه عادة ما تجده يبحث عن أي أسلحة يهاجم بها الحزب الوطني والحكومة والنظام ليظل محافظا علي شكله وهيبته لدي دائرته.
ثمة مشكلة حقيقية بشأن الأحزاب.. الفائز منها والمهزوم فالحقيقة المؤكدة أن خريطة المعارضة في مجلس الشعب المقبل لا تختلف عما قبلها إلا في اختفاء جماعة «الإخوان المسلمون».
الحزب الوطني كان قد وضع علي قائمة أولوياته هزيمة تلك الجماعة وهو أمر مشروع في ظل حرية تحديد الخصوم ودرجات الخصومة.. في المقابل لا أجد أي مبرر لانزعاج أحزاب المعارضة من عدم تحقيقها لأعداد كبيرة من مقاعد البرلمان، وهو أمر أجده غير عادل: القراءة في نتائج انتخابات الخمسة عشر عامًا الأخيرة توضح أن حزب الوفد عدد المقاعد الفائز بها في مجلس الشعب تراوحت ما بين 6-7 مقاعد، وقد فاز بـ5 مقاعد في 2010، المستقلون ارتفعت حصتهم من 12 إلي 22 إلي 24 ثم أخيرًا إلي 70 مقعدًا والغد زاد من 1 إلي 2 والناصري كان له مقعد في انتخابات 95، 2000، 2005 نجح حيدر بغدادي ثم انضم للحزب الوطني!
وفي هذه لم ينجح للحزب أي مرشح.. إذا خريطة المعارضة داخل مجلس الشعب لم تتغير بالشكل المقلق إلا أن أحزاب المعارضة كانت تطمع في أن يلعب الحزب الوطني لصالحها بشأن قضية «الإخوان المسلمين» ببساطة أكثر أن يمنحها الحزب الوطني مقاعد «الإخوان المسلمين».
أحزاب المعارضة في مصر مازالت ضعيفة.. وهي غير قادرة علي تحقيق أي انتصار دون مساندة أو مساعدة والحزب الوطني بدوره رفض الصفقات متجاهلاً الشائعات التي وجهت إليه في هذا الشأن، والنتيجة الآن تعليقًا علي المشهد السياسي أن الحزب الوطني فاز بالانتخابات التشريعية لمجلس الشعب 2010 لأنه كان الأكثر جدية والتزامًا، وفكرًا لم يترك الساحة لجماعة رأي إنها مزعجة استخدام كل التكتيكات ليحقق خطته. وقد نجح بعد أن حارب وحده ودافع عن قناعاته.
المعارضة كانت تطمع في جزء من الغنائم ولأنها لم تفعل مقابل ما تنادي به ولم تبذل مجهودًا علي الأقل في الدفاع عن قناعاتها المعلنة بشأن المواطنة ومحاربة التطرف والدولة الدينية، وحقيقة مشكلة المعارضة.
من هنا أري أن الحزب الوطني رفض منحها هدايا بعد فوزه وعليها أن تتحمل سلبيتها أمام شعارات كان من الممكن أن تحرق البلد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا