بقلم كمال عامر
الموقع الجغرافي لمصر هبة من عند الله.. ودول العالم تحسد مصر علي تلك النعمة فهي «قلب» العالم بالفعل.. «شواطئ» و«نيل» وطقس لا مثيل له. وقلب حركة المواصلات العالمية قديمًا وحديثًا. وفي الآونة الأخيرة.. اتجهت أنظار العالم إلي مصر لأنها تملك شيئًا جديداً مهمًا جدًا لكل دول العالم.
إذا كانت قناة السويس مشروعًا نطلق عليه نحن كمصريين من أهم المشروعات المبدعة.. وهي تحديدًا مشروع له أبعاد قومية وعالمية.. لمصر وللعالم كله وما هو معروف من فوائدها لا أريد تكراره.
إذا قناة السويس كانت هدفا عالميا مئات السنين.. وبرغم المحاولات المتنوعة المبذولة من عدد من الدوائر العالمية للتقليل من أهمية قناة السويس إلا أنه تحديدًا حتي الآن مازالت القناة هي شريان حياة للعالم.
ولأن الله سبحانه وتعالي أنعم علي مصر والمصريين بالكثير من نعمه الواضحة. ومن تلك النعم ما تم اكتشافه في 2011 عصر التكنولوجيا والتقدم العلمي المذهل والإنترنت وهو اكتشاف قناة سويس جديدة في مصر.. وهذا معناه أنها دولة عبور الخدمات الإلكترونية وربط بين آسيا وأوربا وأمريكا وغيرها.. بل وبين أفريقيا بدءًا من جنوب أفريقيا حتي إيطاليا وغيرها.. دولة عبور هنا تعني بلغة العاملين في حقل تكنولوجيا المعلومات أن الكابلات البحرية التي تعمل بتكنولوجيا الألياف الضوئية والتي تربط دول آسيا والخليج بالعالم يجب أن تمر عبر مصر!! لتصل إلي سواحل إيطاليا بجنوب أوروبا، التكلفة المالية لو أرادت الشركات الالتفاف حول مصر مضاعفة وغير آمنة.
لم ننتبه لمكانة مصر الحقيقية في هذا المجال. لكن كشف عنه أحد وزراء الاتصال بدولة عربية عندما حاول اثناء الشركة الكبيرة التي تعمل في هذا المجال بتجاهل مصر والدوران حولها إما عن طريق سوريا ثم لبنان أو غيرها.. وجاء الرد في نفس الجلسة من مسئول كبير بشركة جلف بريدج انترناشيونال إنك «G. B. I» بأن موقع مصر نموذجي. وفريد بل والعبور من خلالها أشبه بقناة سويس جديدة.
السؤال: هل نكتفي بهذه المنحة الإلهية وننتظر دورنا. في أن يقتسم معنا رجال الأعمال الهنود أو الخليج أو غيرهم تلك المكانة حتي الآن أري أن استغلال قناة السويس الجديدة لم يظهر بعد، بل إن هناك عددًا من الجهات المهتمة تتحرك ببطء وكل الخوف أن نستيقظ علي أن نقوم بالاكتفاء بالحصول علي فتافيت من العائد كفاتورة تأجير فقط!
العالم حولنا يتغير بسرعة، وجزء كبير من حركة الأرباح أراه من عائد الحركة التكنولوچية، أو تكنولوچيا المعلومات ونصيب مصر منها حتي الآن متواضع جدًا، وتلك العملية لم ولن تكون محصورة في تسويق خطوط الموبايل أو غيره.. خبراء العملية التكنولوچية يدركون تمامًا ضرورة الاستفادة من المقومات المصرية، وليس من المعقول أن نعتمد علي أن تكون مصر «أنبوبة» في هذا الشأن يمر من خلالها كوابل الاتصالات البحرية هذا لو حدث جريمة في حق المصريين تمامًا ولكن ارتكبها مجموعة وزراء أو خبراء التكنولوچيا الحديثة.. لكن من المهم أن نستيقظ لدراسة هذا الواقع والتنبه لما يحدث من مشروعات مثل تخزين المعلومات المجمعة، وهو المشروع الأضخم الآن.. علي العموم أنا هنا أنبه بضرورة التحرك قبل أن نستيقظ ونجد أنفسنا كما قلت بوابة عبور فقط وهو الحلم الأضعف في الحلقات الإلكترونية.
د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، د. رشيد محمد رشيد، طارق كامل، م. علاء فهمي هم تحديدًا المسئولون عن هذا الموقف تحديدًا أنا علي يقين بأن هناك جهودًا تبذل مع القطاع الخاص في هذا الشأن، لكن هؤلاء الوزراء هم المهتمون بتلك الشريحة من الأعمال عليهم أن يدرسوا أين نحن وماذا نريد، وبسرعة، لأن السرعات تتضاعف في عالم الإلكترونيات كل دقيقة، بل وخلال الثواني.. التعامل مع هذه الإشكالية بعقلية التعامل مع قضية عمر أفندي أو أزمة النسيج والمقطورات أراه سقطة لن يغفرها المصريون لتلك المجموعة الوزارية. أنا علي يقين بأن هؤلاء الوزراء وعلي رأسهم د. أحمد نظيف لن يتركوا الأمر للبيروقراطية التي ورثناها، ولن يرضيهم الاستغناء عن مصر من الشركات العاملة في هذا المجال، ولن يرضيهم أيضًا أن تكون قناة السويس المصرية الجديدة أنبوب عبور.
لن أتكلم بوضوح، لكنني أتابع التحركات والتصرفات الحكومية في هذا الشأن أنا علي ثقة أن من ذكرتهم من وزراء غيورون علي مصر.. ود. أحمد نظيف شخصيا يرغب في أن يخلد التاريخ اسمه بأن يكون صاحب الضربة الأولي في إنشاء قناة السويس الجديدة أو أن تكون قد اكتملت في عهده مثلما أقيمت قناة السويس الحالية في عهد الخديو سعيد.