زيارة مهمة لشخص مهم فى توقيت مهم لبلد مهم.
هذا هو عنوانى لزيارة قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس
للقاهرة.. ولقاءاته بالرئيس السيسى والإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر
وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا
الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
من خلال ملف الزيارة ومتابعة تفاصيلها وتصريحاتها وما
قيل عنها فى صحف العالم.. أستطيع أن أؤكد أن الزيارة شجاعة فى مواجهة ما تتعرض له
الإنسانية من عنف تم إلصاقه عمدًا بالدين.. وهو فى الحقيقة مدبر، ويحمل بصمات
الساعين للسلطة والمكاسب والمغانم.
القيادات الدينية والسياسية من خلال تلك الزيارة حرصوا
على البدء فى تكسير وتفتيت ما يحول دون إنعاش الذاكرة حول القيم العالمية المتفق
عليها.
الدين لله والوطن للجميع.. شعار آمنت به مصر.. مصر ستظل
نموذجًا للإسلام المعتدل.. مصر أرض التآلف والدين والعلم احتضنت الحضارات
والثقافات المختلفة.
■ الإرهاب الذى يهدد الإنسانية والحضارة ليس له حدود
بالطبع هناك دول تدعى محاربته وهى صاحبة المنشأ له وتمده بالسلاح والأموال.
بالطبع الظروف الاجتماعية الصعبة تلعب دورًافى تجنيد
الشباب ويستغل قادة الإرهاب الحالة الاقتصادية والمعيشية للشباب كوسائل تجنيد.. وأعتقد
أن التركيز على التنمية بشكل عام - كما يحدث فى مصر - أمر يساعد على المعيشة
وبالتالى التراجع فى عدد البيئات المفرزة للإرهاب.
الدين يدعونا للسلام والمحبة واحترام الآخر والعطف على
من هم يحتاجون الحماية.
الدين ينبذ العنف بكل صوره والقتل وتلاقى وجهة نظر
القيادات الدينية مسلمة ومسيحية حول توصيف وأسباب الإرهاب والعنف شجاعة من الأطراف
ورغبة فى البحث عن حلول تحمى الأجيال المقبلة.. وتمزق سطور العنف من الكتب.
■ بالطبع هناك اتفاق بين القيادات الدينية واتفاق مع
القيادة السياسية لمصر على ضرورة تنقية ما لحق بالخطاب الدينى من ديفوهات وأكاذيب
ووجهات نظر لمتشددين انتقلت إلى الشباب والخطر أن تستمر.
لذا كان الحوار الإسلامى - المسيحى لم يعد رفاهية وضحكات وسلامات أمام
كاميرات الإعلام كما يحدث ويتم نسيان كل حواراته وتفاصيله بإعلان الختام وقراءة
توجيهات لم يسع أحد لتطبيقها أو البحث فى كيفية تحقيقها.
بالطبع هناك أخطاء ارتكبناها بشأن التعصب وتحويله لغضب
وإرهاب.
عندما تركنا الشباب لمجموعات دينية وغيرها أخذتهم بعيدًا
عن المسار الطبيعي.
والحكومات لم تدرك بضرورة تطوير الأفكار بحلول لتوائم
تطور الحركة الشبابية بشكل عام.. وهو ما قلل من جهود الحكومة وأجهزتها فى تحقيق
أهدافها.
الإرهاب صناعة
دولية.. والشعوب تدفع الثمن.. وأعتقد أن على دول الغرب أن تبذل جهودًا حقيقية
لتجفيف مصادر التمويل بكل الأنواع.
رجال الدين عليهم دور واضح فى محاربة الفكر الإرهابى
والذى يتخذه الإرهابيون منفذًا للسيطرة على عقول الشباب.
الشجاعة فى معالجة الأمر مطلوبة فى ظل إلصاق الإرهاب
بالأديان كلها.
■■ بابا الفاتيكان بالطبع ناقش أحوال المسيحيين فى مصر
والأخطار التى تهددهم فى العالم العربى نتيجة حروب الربيع العربي.. وحاول توحيد
الرؤى المسيحية نحو القضايا وتراجع الخلافات الشكلية.
■■ بالطبع هناك شجاعة فى فتح ملفات العلاقات الإسلامية -
المسيحية للوصول إلى أرضية مشتركة فى حماية الديانتين من المهووسين والمتاجرين
بهما.
■■ بدورى أتمنى أن تمتد الشجاعة إلى إذابة الخلافات بين
السنة والشيعة وشيخ الأزهر الإمام الأكبر د. أحمد الطيب بما له من مكانة لدى
القلوب أن يصرخ من فوق منبر الأزهر ويطلق دعوة بتوحيد الصفوف ونصرة القيم
الإسلامية التى أقامت الحضارات وكتبت تاريخ العلوم بحروف من نور.
تابع المقال من المصدر بجريدة روزاليوسف اليومية
المشاكل الدينية - الدينية تلقى بظلالها على المشهد..
الدوائر الغربية بالطبع تنفخ تلك الخلافات وتتلاعب بها
لصالح فرض سيطرتها على شعوب العالم.
حل الخلافات الدينية بين السنة والشيعة أمر يكمل حلقة
الحوار ويمنع الغرب من استخدام تلك الخلافات كأداة فى تخريب دول المنطقة - الظروف
تحتاج لشجاعة فى النقاش.
طوال 50 عامًا من الاجتماعات ومؤتمرات تحت عناوين تقارب
الأديان.. والحوار السنى - الشيعى.
النتيجة لا شيء تغير.. بل زادت الخلافات بين السنة
والشيعة.. والإسلام والمسيحية.
شجاعة الرئيس السيسى بضرورة تنقية الخطاب الدينى من
الشوائب ونبذ الخلافات حول قشور بعيدة عن جوهر العقيدة أمر يضاف لشجاعة شيخ الجامع
الأزهر د. أحمد الطيب بضرورة توسيع دائرة الحوار لتشمل الخلاف السنى - الشيعى.
■■ التطرف ليس شرطًا أن يكون ناتجًا من سرقة العقل.. ولكن
قد يكون ناتجًا من تغييرات ذاتية بالمجتمعات.
وفى مصر زاد خلال الـ 50سنة الأخيرة وهو مايدفعنا للتوقف
والتدقيق فى المشهد للحصول على أسباب صنعت ما نحن فيه.. تمهيدًا لوضع حلول واقعية.
إلى أن يحدث ذلك.. زيارة بابا الفاتيكان للقاهرة خطوة
أتمنى أن تتبعها خطوات فى طريق تنقية الدين مما ألحق به المتطرفون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق هنا